الموسيقي المهندس : رامي حاج حسن ..
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_قد يخطر ببال الدارس للموسيقى إن كلمة أجناس إنما هي كلمة عابرة ضمن سياق العلم الموسيقي وأنها وجدت ضمنا داخل السلالم الموسيقى ولايزال الغموض والنقاش والتناحر متواصلا لمفهوم الجنس الموسيقي وماهيته والاختلافات الكبيرة بين الدارسين المبتدئين وحتى الطلاب في المعاهد العالية في الوطن العربي تضج مضاجع عقولهم للفهم الكبير للجنس الموسيقي وأين موقعه في سياق العمل الموسيقي ومالغاية منه ومتى يطلق عليه أولا جنس موسيقي وكيف يتم التركيب والتأسيس له لتشكيل السلم الموسيقي ومن ثم المقام الموسيقي ولعل السؤال الأهم الذي يخطر ببال من يدرك حقيقية فهم الأجناس الموسيقية هو ماهي الفلسفة التآلفية بين الأجناس أولا وماهي الفلسفة التركيبة الانطباعية بين الجنس والسلم وماهي الفلسفة الإبداعية الخلاقة بين الجنس وسير المقام .؟؟؟ وهنا لابد أن اذكر القارئ الموسيقي المهتم إلى حقيقة تعريفية بالجنس وماهيته ؟؟ فكلنا يعرف انو الجنس الموسيقي هو مجموعة أصوات متتالية حصرا بمسافات معينة مشكلة من الكومة أو البقية أو المجنب الصغير أو المجنب الكبير أو البعد الطنيني أو الارتيك وبمجموع يساوي تماما ل ٢٢ كومة والكومة هي اصغر وحدة مسافة بين صوتين .. وعندما يكون الجنس الموسيقي خماسيا فانه يضاف مسافة البعد الطنيني ليبلغ مجموع أجناس الجنس ل ٣١ كومة .. ومن هنا يبدأ الإنتاج الحقيقي للتشكيل الحقيقي لمايسمى السلم الموسيقي وهو أس وعمود فقري المقام وقد أطلقت عليه في كتابي الذي أنتجته ( أسس علم المقامات الشرقية ) بمصطلح السلم الأم .. هذه التركيبة البسيطة المشكلِّة للسلم الموسيقى كما ذكرت هي في الواقع المحدد الأول لمعرفة توضع الجنس الأول والثاني والصوت المشترك الحاضن لكلا الجنسين .. لكن ما يخفى على الدارس أن داخل هذا التركيب الجميل للسلم إنما يحمل في طياته سلسة من أجناس رباعية وخماسية وثلاثية تحمل كل منها فلسفة خاصة واستخدام معين يمكن لأسلوب المقام أن يقوم باستخراجه من باطن السلم وقذفه بكل سلاسة إلى أذن المستمع لينطق به روح المقام .. إذن .. أدركنا ماهية الجنس وخفاياه في باطن السلم ولكن كيف استخدم علماء الموسيقى والمتخصصين هذه الأجناس لعمل استدراج وولادة مقام كامل من عملية إقحام جنس مماثل للأول في الموضع الموسيقي الثالث أو إدراج جنس مماثل للثاني في الموقع الذي يسبق الأول ؟؟ هنا تكمن سيرة فلسفية جديرة بالبحث الجدي للمقام وحيثية معرفية لإدراك الفلسفة التآلفية التي تكلمت عنها … فعند إضافة جنس ثالث للسلم الموسيقي وهذا الجنس هو جنس مماثل للأول فأن هنالك تركيبا آخر يظهر من تتالي الجنس الثاني والثالث يختلف تماما عن السلم الأول المشكل من الجنس الأول والثاني وكذلك الأمر بالنسبة للجنس ماقبل الأول والأول .. ان مايهمني من خلال هذه التراكيب هو ماهو السر الخفي الذي يخلق الانسجام الرائع بين السلم الأول والسلم الثاني المتآلف معه ؟؟؟ هناك أسباب منطقية منها رياضية ومنها اشتقاقية ولابد من ذكر مثال يشرح فلسفة هذه التآلفية .. مثال : أن مقام السيكاه عموده الفقري وسلمه الأم هو سلم السيكاه المؤلف من شكلين الأول : جنس السيكاه الخماسي من درجة السيكاه + جنس الخماسي السيكاه من درجة الأوج .. الثاني : جنس السيكاه الخماسي من السيكاه + جنس الحجاز من الأوج .. عندما يقرر المنهج العلمي اضافة جنس سيكاه ثالث يصور من ردجة العراق( قرار الأوج ) فانه سيكون حتما جنسا رباعيا يشكل اتساعا كبيرا باتجاه القرار ويوفر جملية خاصة تعطي انطباع مقام السيكاه بأسلوبه الصاعد ..يسمى هذا الجنس بالجنس النظري وهو جنس يكون احيانا مكملا وأحيانا يبقى نظريا .. ومن ناحية أخرى .. إذا تم الركوز على درجة الصول وبنفس الأبعاد فأن ركوزي على الصول أو النوى ماهو الا تعبير صارخ عن الوقوف على جنس عشاق مصور من النوى وبالتالي سوف يتوافق معه درجة الراست وبنفس الأبعاد يتشكل جنس راست . الذي يمهد لعمل جنس بوسليك من النوى الأمر الذي يقودك لعمل جنس الفرحناك من درجة السيكاه .. وهكذا نرى أن هناك فلاسفة تآلفية وسير منسجم تماما مع كل درجة وكل تحرك .. وبالمجمل فان هذه السيرورة المنطقية تؤدي إلى نتائج منطقية وجمالية تعبيرية تآلفية في اتساع المقام .. ومن ناحية أخرى أن الأجناس النظرية عندما تأخذ دورها كأجناس مكملة فإنها لاتنكفئ أن تبقى مقيدة المقامات البسيطة وإنما تتعداه بشكل فاضح لتدخل بصورة اكبر مع مقامات بسيطة وسلالم لتشكل وتشترط سيرورات لمقامات اكبر سميت بالمركبه ولابد لي من الحديث عنها في بحث آخر. لاحق بكل تأكيد إن شاء الله… وأخيرا لابد أن أقول أن المقام واتساعه ونظامه إنما هو الجمالية الموسيقية الشرقية المطلقة الذي يدركها من عرفها .. ومن جهلها لا املك لنفسي إلا أن أقول له كف عن الهجوم المعنف على شرقيتنا الموسيقية فهي أعمق واكبر واجل بكثير مما يجهله الغرب ومدعي الثقافة والعلم الموسيقي …
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_
Average Rating