ثقافة هنا وطني

الحريري.. قلباً رهيفاً وروحاً شفافة

0 0
Read Time:1 Minute, 52 Second

المذيعة والصحفية القديرة نعيمة الطاهر

شبكة  المدار الإعلامية  الأوروبية …_عرفت الكاتب والمبدع أحمد الحريري رحمه الله وغفر له عن قرب، عندما ترافقنا كزملاء في إذاعة شعبية طرابلس، بل ان وقوفي للمرة الأولى خلف ناقل الصوت كان بمعيته وذلك عندما طلبت منه الاستاذة فوزية شلابي ان يدخل معي إلى حجرة البث كنوع من الدعم والتشجيع…

واذكر يومها ان منفذ فترة الإرسال هو الزميل القدير العماري المجذوب، كانت رهبة وقوفي خلف ناقل الصوت الذي سينقل صوتي على الهواء مباشرة عبر أثير إذاعة كان لها مستمعيها وعشاقها الذين يعدون بالآلاف.

جلس معي الكبير احمد الحريري بكل تاريخه في مجال التقديم المسموع وهو من كانت الاستاذة فوزية تصفه بملك الميكروفون دون منازع.. اخذ يوجهني ويهدىء من روعي، ويخرجني من شرنقة الخوف من مواجهة الميكرفون، وظل معي حتى اكملت تلك القصيدة التي تغنيت فيها بحب مدينة طرابلس عشق الحريري الابدي والمتفرد، وعلت ثغره بسمة وضاءة وهو يتلقى معي إشارة من المبدع العماري المجذوب تفيد بنجاحي وخروج القصيدة بصورة جميلة،  وبارك لي ذلك النجاح وهو يقول انتِ الآن ستكونين منافسأً لي في حب طرابلس وفي غزل بيوت الشعر في عشقها، وتلك كانت بمثابة شهادة الميلاد التي صنعت مني مقدمة برامج ناجحة وشاعرة تكتب على نفس نسق مدرسة الحريري الشعرية.

وعندما ترافقنا في تقديم برنامج سهرية الخميس صحبة الحاج البهلول الباشا والمرحوم الفنان عبد المجيد حقيق، مررت بتجربة جد رائعة وفارقة كوني كنت بجانب قامة إبداعية باسقة، وشخصية فذة، وشاعر جهبد.

وقد لا يعرف الكثيرون ان المرحوم احمد الحريري، إلى جانب نفرده وتميزه ككاتب ومقدم برامج، ومؤلف مسلسلات، وشاعر وكاتب اغاني، كان شخصية خجولة ونقية يمتلك قلباً رهيفاً وروحاً شفافة، وانه كان صاحب ايادي بيضاء لا يتاخر في مد العون لمن يحتاجه حتى وهو في عز الإحتياج.

حدثني ذات وقت بانه كان يخبيء في بنطلون جنز قديم ورقة من فئة الـ (100) دولار، وحسب تعبيره: لعوايز الزمان، وذات يوم طرق بابه سائل بائس  فاعطاه ذلك البنطلون، وعندنا نزل الرجل إلى الشارع تذكر الحريري ان البنطلون يحمل النثود فهب للحاق به، لكته تراجع ووجد نفسه يتمتم : نصيبه ربي يباركله.

رحم الله الأستاذ الذي نالني شرف ان كنت واحدة من تلاميذه الكثر، وزميلة له عبر أثير إذاعة شعبية طرابلس لسنوات، وايضاً كنت وزوجي وأبنائي على تواصل اسري معه.

وفي ذكرى رحيله الثامنة أستمطر شآبير الرحمة على روحه وأسال الله ان يغفر له ويسكنه فسيح جناته.

شبكة  المدار الإعلامية  الأوروبية …_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code