كتاب المدار

فلسطين في الانتخابات البريطانية

0 0
Read Time:3 Minute, 33 Second

د. إبراهيم حمامي

شبكةالمدار الإعلامية الأوروبية…_ كتبت بداية اليوم عن النتائج المجردة للانتخابات البريطانية بشكل احصاءات، والرابح والخاسر فيه، واختلافها عن الانتخابات الماضية
أتابع النتائج ولكن هذه المرة من منظور تأثير قضية فلسطين/غزة على الانتخابات، وكذلك دور وحجم الصوت العربي والمسلم في هذه الانتخابات
جاءت الدعوة لاجراء الانتخابات العامة قبل أسابيع في ذروة العدوان وحرب الابادة على قطاع غزة، وفي ذروة الشعور بالغضب الذي يعتري الجاليات العربية والمسلمة وكذلك محبي الحق والعدالة من مواقف الحزبين الرئيسيين الداعمين للاحتلال وعدوانه لدرجة تصل حد الشراكة
كان من المؤكد فوز حزب العمال في الانتخابات، وإن كان الاختلاف على حجم هذا الفوز، وكان من المؤكد فشل وهزيمة حزب المحافظين، وعليه كانت التركيز على حزب العمال
انطلقت دعوات “التصويت العقابي” ضد حزب العمال من خلال تحديه في مناطق نفوذه على خلفية موقفه من العدوان في غزة، وتبلورت في حملتي الصوت العربي والصوت المسلم لتوجيه الناخبين نحو المرشحين الذين يقفون مع العدالة وضد الاجرام
ومع الحملتين وخلال فترة وجيزة لا تتعهدى الأسابيع الستة، أعلن عدد من أبناء الجاليات العربية والمسملة ترشحهم لعضوية البرلمان، إما بشكل مستقل، أو ضمن أحزاب منافسة، وفي مناطق حزب العمال تحديداً
•كان الهدف إيصال 3 إلى 5 مرشحين للبرلمان إظهاراً لحجم التصويت العقابي، ولتأثير الصوت العربي والمسلم
رغم قصر مدة الحملات التوعوية أو حملات الترشح إلا أن النتائج جاءت لافتو بشكل كبير، وهو ما توقف عنده الإعلام البريطاني مكرهاً ليصدر بعناوين تربط بين انخفاض التصويت لحزب العمال في مناطق بها جاليات عربية مسلة وعربية كبيرة بسبب موقفه من غزة تحديداً، وكذلك فوز بعض المرشحين بمقاعد خسرها حزب العمال أمامهم
ولتوضيح الصورة أورد هنا بعض الاحصاءات الهامة، التي تعكس نجاحاً ملفتاً للتجربة الأولى على الإطلاق من خلال الترشح المباشر ودخول مجال المنافسة السياسية:
o وصل 7 مرشحون ممن يدعمون حق الشعب الفلسطيني وضد العدوان على غزة لعضوية البرلمان بشكل مستقل (وهو أكبر من عدد الفائزين على قوائم حزب الإصلاح اليمين المتطرف على سبيل المثال)، منهم 4 من المسلمين كانت حملتهم ترتكز على الموقف من غزة وهم:

  • آدم شوكت عن جنوب ليس-
  • اقبال محمد عن دائرة ديسبري وباتلي
  • عدنان حسين عن مدية بلاكبيرن
  • أيوب خان عن دائرة من دوائر برمنجهام
    o حتى باقي المرشحين الذين لم ينجحوا ففقد حققوا اختراقاُ مذهلاً في أقوى معاقل حزب العمال، وخسروا بفروق ضئيلة رغم الرصيد الهائل في الانتخابات السابقة لصالح حزب العمال، وهذه بعض الأمثلة:
  • المرشحة من اصل فلسطيني ليان محمد خسرت بفارق 528 صوتاً (نصف بالمائة) عن مرشحة حزب العمال في أحد أكثر المقاعد الآمنة للحزب، وحصلت ليان على آلاف الأصوات
  • ابن غزة سامح حبيب ترشح عن دائرة ايلينغ الشمالية وحقق اختراقاً محترماً في عدد الأصوات التي حصل عليها رغم تعرضه لحملة تشويه من اللوبي الداعم للاحتلال ووجود مرشحين عرب آخرين
  • في منطقة بيثنال غرين تقلص فائض الأصوات الانتخابي لحزب العمال من 37000 صوت إلى 7000 صوت
  • في مدينة بيدفورد تقلصت الأصوات من 27000 إلى 700 صوت فقط
  • وفي دائرة ليديوود في بيرمنجهام تقلصت من 13000 إلى 693 صوتاً
  • في كثير من الدوائر كان المستقلون الداعمون لفلسطيني في الترتيب الثاني وبفارق ضئيل جداً
    • أكرر أن هذه النتائج تعتبر نجاحاً هاماً، فهي التجربة الأولى في فترة إعداد قصيرة لا تزيد عن 6 أسابيع وبإمكانيات محدودة جداً، ضد أحزاب بدأت العمل السياسي منذ قرون وتهيمن على الانتخابات
    ماذا يعني ذلك؟
     يعني أن هناك عدد من النواب الجدد الذين سيثيرون قضية فلسطين في كل مناسبة
     ويعني أن النجاح يجب أن يبنى عليه في الانتخابات القادمة بإعداد وتجهيز أطول
     ويعني أن الصوت العربي والمسلم إن وجه بالشكل الصحيح يستطيع أن يحدث فرقاً
    والأهم أنه بالنسبة لقضية فلسطين وغزة فهنالك عامل آخر مهم:
     فاز حزب الديمقراطيين الأحرار ب 71 مقعداً بزيادة 62 مقعداً عن الانتخابات السابقة، وهو الحزب الأقرب لقضية فلسطين، ولطالما كانت مواقفه دائماً داعمة للعدل والحق الفلسطيني
     يضاف لذلك 3 نواب جدد لحظب الخضر ليصبح عددهم 4 وهم ايضاً تاريخياً مؤيدون للحق الفلسطيني
     وكذلك 7 نواب من حزب الشين فين الإيرلندي
     وأخيراً العشرات من النواب في الحزبين الرئيسيين الذين وقفوا ومازالوا حتى ضد قيادة الحزب في دعمهم لفلسطين وقضيتها العادلة
    رغم مواقف الأحزاب الرئيسية المتطابقة في دعم الاحتلال، إلا أنه من المتوقع أن يزداد الضغط على الحكومة الجديدة لتغيير ذلك الموقف، بعد النتائج غير المباشرة (أعلاه) للانتخابات البريطانية، ولنتذكر أن رئيس الوزراء الحالي اضطر في شهر شباط/فبراير الماضي لتغيير موقفه في بداية العدوان والابادة، وتحت ضغط التظاهرات والاعتراضات داخل حزبه، مطالباً بوقف إطلاق النار وادخال المساعدات واستعداده للاعتراف بدولة فلسطين حال فوزه.
    فلسطين هي قضية الحق والعدل، وهي قضية الشرفاء والأحرار وستبقى حاضرة وبقوة وتحت أي ظرف

شبكةالمدار الإعلامية الأوروبية…_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code