إعادة الأدوية غير المفتوحة إلى الصيدليات البلجيكية

Read Time:2 Minute, 21 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_هل يمكن إعادة الأدوية غير المفتوحة إلى الصيدليات في بلجيكا ؟ سؤال يتكرر بين المواطنين، خاصة عندما يتعلق الأمر بأدوية لم تُستخدم وظلت في عبواتها الأصلية. الإجابة ليست بسيطة، إذ تعتمد على قواعد صارمة واستثناءات محددة، ما يترك القرار النهائي في يد الصيدلي.

نستعرض في هذا المقال التفاصيل الدقيقة والقوانين المنظمة لهذه العملية، بالإضافة إلى كيفية التصرف مع الأدوية منتهية الصلاحية.

القواعد العامة: المباع لا يُعاد

تنص جمعية الصيادلة الفلمنيكة على أن الصيدليات في بلجيكا لا تسترد الأدوية التي تم بيعها، حتى لو كانت العبوة مغلقة ولم تنته صلاحيتها. السبب الرئيسي هو ضمان سلامة الدواء، إذ لا يمكن التأكد من ظروف التخزين لدى العميل بعد مغادرة الصيدلية.

هندريك دي روكر، ممثل جمعية الصيادلة الفلمنكية، يوضح:

“ظروف التخزين الحرجة، مثل درجة الحرارة والرطوبة، تؤثر مباشرة على جودة الدواء. لذلك، لا يمكن للصيدليات ضمان إعادة الدواء بأمان بعد مغادرته الصيدلية.”

الاستثناءات: شروط صارمة لإعادة الأدوية

رغم القاعدة الصارمة، هناك استثناءات يمكن للصيدلي أن ينظر فيها:

إرجاع الأدوية خلال 10 أيام من الشراء.
إذا لم يتم الإبلاغ عن بيع الدواء إلى المعهد الوطني للتأمين الصحي والعجز (RIZIV)، يمكن تعديل حالة الدواء وإعادته إلى المخزون.

تخزين الدواء في ظروف مثالية.
يجب التأكد من عدم فتح العبوة ومن أنها ظلت في ظروف تخزين مناسبة، كدرجة حرارة صحيحة وثبات الرطوبة.
قرار فردي من الصيدلي.
الصيدلي هو من يقرر قبول إعادة الدواء أو رفضه بناءً على تقييم الحالة. هذا القرار ليس حقًا للمريض ولكنه يعتمد على تقييم مهني.

شهادات العملاء: مواقف متباينة

روزيان بوفينداردي، إحدى المواطنات، شهدت موقفًا غريبًا في إحدى الصيدليات:

“رجل مسن أحضر أدوية لم يعد بحاجة إليها. عوضته الصيدلية بالكامل. تساءلت، هل يتم إعادة بيع هذا الدواء؟ وهل هذا مسموح به قانونيًا؟”

في المقابل، روت آن كالينز قصة مغايرة تمامًا:

“بعد جراحة زوجي، تبقى لدينا دواء غير مفتوح تنتهي صلاحيته في عام 2025. حاولت إعادته للصيدلية لكن تم رفض طلب الإرجاع، رغم أن الدواء كلفني 36 يورو.”

هذه التباينات تؤكد أن القرار في النهاية يعود إلى تقدير الصيدلي.

ماذا عن الأدوية منتهية الصلاحية؟

يُشدد الصيادلة على ضرورة إعادة الأدوية منتهية الصلاحية إلى الصيدليات، حيث يتم جمعها مجانًا ومعالجتها بطرق آمنة.
يقول دي روكر:

“نعمل مع وكالة النفايات العامة الفلمنكية (OVAM) للتخلص من الأدوية منتهية الصلاحية عن طريق الحرق. هذا الإجراء يمنع أي ضرر بيئي محتمل.”

وينصح الخبراء بعدم إلقاء الأدوية في القمامة أو تصريفها عبر الصرف الصحي، لأن ذلك قد يؤدي إلى تلوث البيئة، خاصة مع وجود مواد مثل المضادات الحيوية.

التكنولوجيا ودورها في تتبع الأدوية

يتمتع كل دواء بباركود فريد يتيح تتبعه من المصنع إلى المريض، وفقًا لـ”توجيه الأدوية المزيفة” في أوروبا. بمجرد بيع العبوة، يتم إلغاء تسجيلها في قاعدة البيانات، مما يمنع إعادة إدخالها في السوق إلا بشروط صارمة.