0
0
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_في ظل تصاعد التهديدات العالمية، كشف وزير الدفاع البلجيكي الجديد، تيو فرانكين (N-VA)، عن خطة طموحة لإعادة تسليح الجيش، تتضمن إنشاء نظام دفاعي متطور على غرار “القبة الحديدية” التي يمتلكها جيش الاحتلال الاسرائيلي ، إلى جانب استثمارات قياسية تهدف إلى تحقيق 2% من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري بحلول عام 2029. هذه الخطوة تأتي في إطار تعزيز الأمن القومي وسد الفجوات التي خلفتها عقود من التوفير في ميزانية الدفاع.
إعادة تشغيل الجيش البلجيكي
أكد فرانكين أن تعيينه لهذا المنصب يأتي بعد 15 عامًا من العمل في لجنة الدفاع، حيث اكتسب خبرة واسعة في قضايا الأمن والدفاع. وأشار إلى أنه سيعمل على إعادة تشغيل الجيش البلجيكي من خلال زيارات ميدانية مكثفة إلى الثكنات والتواصل المباشر مع الضباط والجنود لفهم احتياجاتهم.
رفع الميزانية إلى 12 مليار يورو
حاليًا، تبلغ ميزانية الدفاع البلجيكية 8 مليارات يورو، لكن لتحقيق هدف 2% من الناتج المحلي الإجمالي، يجب زيادتها إلى 12 مليار يورو. وأوضح فرانكين أن أولى الخطوات تتمثل في تعويض عجز بقيمة 4 مليارات يورو في خطة “ستار”، مع تخصيص مليار يورو لسد هذا العجز، يليها ضخ مئات الملايين من اليوروهات من ميزانية حكومة دي ويفر. أما باقي التمويل، فسيأتي من “صندوق الدفاع” الذي سيتم إنشاؤه بالتعاون مع شركة القابضة والاستثمار الفيدرالية (SFPI).
تحديات داخل الناتو والمجتمع البلجيكي
رغم هذه الجهود، يرى خبراء الدفاع أن بلجيكا ستظل ضمن الدول الأقل إنفاقًا في حلف الناتو مقارنة بجيرانها. كما أن إقناع الحكومة والمواطنين بهذا الاستثمار الكبير يمثل تحديًا. لكن وفقًا لاستطلاع رأي حديث، فإن 60% من الفلمنكيين أصبحوا الآن يدعمون زيادة ميزانية الدفاع، وهي نسبة غير مسبوقة تعكس تغيرًا في وعي المجتمع تجاه أهمية الأمن القومي.
نظام دفاع جوي شبيه بـ”القبة الحديدية”
من أبرز المشاريع التي يسعى فرانكين لتحقيقها هو إنشاء نظام دفاع جوي متكامل، بالشراكة مع لوكسمبورغ وربما هولندا، عبر المبادرات الأوروبية مثل “الدرع الجوي الأوروبي”. وصرّح بأن امتلاك “قبة حديدية” في بلجيكا سيكون خطوة استراتيجية لتعزيز الحماية من التهديدات الصاروخية والطائرات المسيّرة.
الاستثمار في الذخيرة والطائرات بدون طيار
إحدى أولويات فرانكين هي تأمين مخزون كافٍ من الذخيرة، إذ تعاني بلجيكا من نقص حاد في هذا الجانب. وقد أكد أنه سيوقع على أول صفقة لشراء الذخيرة قريبًا. كما يخطط لإنشاء مستودع أسلحة في ليوبولدسبورج لضمان تخزين آمن وفعال. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تعزيز قدرات الجيش في مجال الطائرات بدون طيار والحرب الإلكترونية، بناءً على الدروس المستفادة من الحرب في أوكرانيا.
إصلاحات في نظام التقاعد العسكري
يواجه الجيش تحديات أخرى تتعلق بالتقاعد، حيث تظاهر الجنود احتجاجًا على خطط رفع سن التقاعد. ووفقًا للاتفاق الجديد، سيتم السماح للجنود بالحصول على معاشهم التقاعدي بعد 42 عامًا من الخدمة، مما يعني أن من يبدأ العمل في سن 18 سيحصل على التقاعد الكامل في سن 60. ومع ذلك، لا تزال هناك خلافات حول كيفية معاملة الجنود العاملين في المكاتب مقارنةً بأولئك المنتشرين في مناطق العمليات.
خطة استراتيجية جديدة قبل قمة الناتو
أعلن فرانكين أنه سيقدم خطة استراتيجية جديدة قبل قمة حلف شمال الأطلسي في يونيو القادم، لتعزيز الإنفاق العسكري وتحقيق توازن بين الاستثمار في المعدات والموارد البشرية.
ختامًا
يبدو أن بلجيكا على أعتاب تحول جذري في سياساتها الدفاعية، مع التزام غير مسبوق بإعادة بناء قدراتها العسكرية. ورغم التحديات، فإن الخطوات التي أعلنها فرانكين تمثل بداية جديدة لطموح دفاعي قد يغير المشهد الأمني في البلاد.
وكالات
Average Rating