شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_كشف تقرير جديد عن ان هناك معلمين في بلجيكا يتقاضون رواتب دون أداء المهام المقررة لهم، مما يسبب عبئًا ماليًا كبيرًا على اتحاد والونيا-بروكسل. تبلغ تكلفة هذه الوضعية حوالي 15 مليون يورو سنويًا.
وفقًا للبيانات التي نشرتها صحيفة سود إنفو في تقريرها الخميس، يمثل المعلمون الذين يُعتبرون “متاحين” بسبب نقص العمالة أو فقدان جزئي لحجم العمل 41.7 مكافئًا بدوام كامل في إجمالي التوافر، و187.7 مكافئًا بدوام كامل في فقدان جزئي للحمل. هذا يعني أن حوالي 230 موظفًا يظلّون في وضع يسمح لهم بتقاضي رواتب دون القيام بمهمات فعلية في المدارس.
ماذا يعني أن يكون المعلم “متاحًا”؟
في مجال التعليم، يُطلق على هؤلاء المعلمين اسم “المتاحين“، حيث أنهم إما في انتظار إعادة تعيين أو لم يتمكنوا من العثور على عمل بديل في نطاق جغرافي محدد. إذا لم تُتَح لهم فرصة جديدة في دائرة نصف قطرها 60 كيلومترًا، فلا يمكنهم العودة إلى العمل في مؤسسات تعليمية أخرى، خاصة إذا كانت هذه الأماكن بعيدة أو يصعب الوصول إليها عبر وسائل النقل العام.
هل هذا الوضع جديد؟
هذه الظاهرة ليست جديدة تمامًا، بل كانت موجودة منذ فترة طويلة. ولكن مع النقص الحالي في المعلمين، أصبح الوضع أكثر وضوحًا، وأدى إلى زيادة الاستياء بين المسؤولين والنقابيين.
في السابق، كانت هناك فرص لإعادة توظيف هؤلاء المعلمين، لكن مع نقص الوظائف في العديد من الأقسام، أصبح من الصعب إيجاد بدائل لهم.
عدد المعلمين المتأثرين:
تظهر الإحصائيات أن 41.7 مكافئًا بدوام كامل مخصصين للتوافر الكامل، بينما 187.7 مكافئًا بدوام كامل مخصصين لفقدان جزئي للحمل. ويمثل هذا العدد نحو 230 موظفًا بدوام كامل، وهي نسبة ضئيلة مقارنة بعدد المعلمين في المدارس البلجيكية الذين يتجاوز عددهم مئة ألف معلم.
ما هي المهام التي يمكن تكليفهم بها؟
بينما يظل هؤلاء المعلمون تحت تصرف السلطات التنظيمية، يبقى السؤال الأكثر إلحاحًا: ما هي المهام التي يتم تكليفهم بها؟ مع الأسف، لا توجد معلومات دقيقة حول هذا الموضوع. الوزيرة فاليري غلاتيني (MR) أعربت عن دهشتها من أن الإدارة لا تملك هذه المعلومات الدقيقة، وهو ما يثير القلق وسط النقص الكبير في المعلمين.
وتقول الوزيرة: “لا يوجد آلية لضمان توافر هذه المعلومات بشكل منتظم”. هذا الوضع دفعها إلى مطالبة الإدارة بتطوير آلية تضمن تواصلًا دوريًا بشأن المهام الموكلة للمعلمين المتاحين، خاصة في ظل العجز المستمر في العاملين.
نقص الشفافية حول الفصول المتأثرة
وبالرغم من أن هناك مجموعة من المهام التي يمكن تكليف المعلمين المتاحين بها، مثل دعم الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة أو مساعدة المعلمين الجدد، إلا أن تنفيذ هذه المهام يظل خيارًا وليس إلزامًا. العديد من المعلمين لا يحصلون على هذه المهام بسبب غياب آلية واضحة لتوزيعها.
التأثير المالي الكبير:
ووفقًا للتقارير، فإن هذه الوضعية تكلف ميزانية الدولة حوالي 15 مليون يورو سنويًا. هذا الرقم أصبح يثير القلق وسط الحكومة البلجيكية، التي تسعى لتخفيض هذه التكاليف في ظل الأزمة التعليمية.
الموظفون المفصولون لأسباب تأديبية
جانب آخر يثير دهشة الوزيرة هو غياب الأرقام حول المعلمين الذين تم فصلهم لأسباب تأديبية. هذه المعلومات لا تظهر بشكل دوري في بيانات التوافر، وهو ما يضيف تعقيدًا إضافيًا للوضع.
في النهاية، يبقى تساؤل هام مطروحًا: كيف يمكن تحسين نظام التعليم في بلجيكا وتوظيف المعلمين بشكل أفضل في ظل هذه التحديات المالية والتنظيمية؟
وكالات
Average Rating