كتاب المدار

الطراطير والتخاذل

0 0
Read Time:2 Minute, 6 Second

إبراهيم عطا _كاتب فلسطيني

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_الموقف الضعيف والمخزي للملك “الهامشي” أمام الدكتاتور الامريكي الاشقر في البيت الابيض، وردوده الباهتة والمترددة على المقترحات/الأوامر الترامبية، والتي تنم عن شخصية معاكسة كليا للصورة البروباغاندية التي يقدمها عن نفسه عبر خطابات وبطولات وامجاد تاريخية، ونياشين بالعشرات ومغامرات صحراوية، او من خلال عمليات الالقاء المهينة للمساعدات على رؤوس الغزيين، اعادت الى ذهني الكثير من المواقف والصور حول واقع الامة والتناقض الواضح في طريقة تعامل الحكام مع شعوبهم ومع ما يظهرونه امام اعداء الامة العربية …

فقد ذكرني بالهتافات والشعارات التي كنا نرفعها في مظاهراتنا ضد التدخل العسكري السوري في مخيمات لبنان، وخاصة بعد حصار مخيم تل الزعتر، حيث كنا نردد هتافات ضد الرئيس الاسد لم استوعبها في صغري مثل “أسد أسد في لبنان، أرنب أرنب في الجولان”، وفهمتها لاحقا عندما عرفت ان القوات السورية كانت تستخدم مختلف انواع اسلحتها في المخيمات بينما كانت الجبهة مع الصهاينة في الجولان السوري المحتل هادئة تماما ولا تضرب رصاصة واحدة تجاهها…

ويبدو ان هذا الوضع مستمر مع النظام السوري الجديد حيث تقوم قوات الاحتلال وبشكل يومي بقصف مواقع سورية واحتلال اخرى ولا يحرك ساكنا، بينما لا تتردد قواته بقصف عشرات القرى الحدودية مع لبنان بحجة محاربة تهريب السلاح والمخدرات، ونفس الامر ينطبق على الجيش اللبناني الذي يرد بكثافة على اطلاق النار القادم من الشقيقة سوريا ولكنه يصمت تجاه القصف والقتل اليومي على ايدي القوات الصهيونية…

وهناك صورة مشابهة تتكرر بشكل شبه يومي في فلسطين المحتلة، عندما تقوم قوات الامن التابعة لسلطة الدكتاتور الفلسطيني بملاحقة واعتقال وقتل المناضلين الشرفاء، بينما تهرب وتختبئ حالما تدخل قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين وتهاجم القرى والبلدات الفلسطينية ولا تتجرأ على الظهور فوق الارض إلا بعدما يغادرون…

ولكن لم يغظني الموقف المخجل ل “صاحب الجلالة” بقدر ما اغاظتني الحملة التي قام بها النظام لتلميع صورة ملكه “الوصي على المقدسات في فلسطين”، وشارك فيها ترامب نفسه بتصريحات غريبة “تهنيء الشعب على ملكه الطيب”، وأستفزتني اكثر التصريحات الصادرة عن سفير “دولة العمارات” في واشنطن والتي وصف فيها خطة ترامب بالخيار الجيد…

وبالرغم من مواقف التخاذل لحكامنا العرب تجاه قضية فلسطين وقدسها الشريف، إلا اننا لن نشمت بهم، ولن نقبل او نتقبل الاهانة لأي منهم، لا من قبل المعتوه ترامب، ولا من قبل أسياده من بني صهيون، ولن نرضى بالتهديدات المتكررة والابتزاز، كما رفضنا سابقا اهانة الدكتاتور الامريكي للملك السعودي وابتزازه المتكرر للمملكة، ولكننا نذكر حكامنا ان العدو لا يحترم الضعفاء ولا الخونة، فلو كانوا فعلا يحترمون تطلعات شعوبهم وكانت لهم وقفة رجل واحد ضد حرب الابادة على غزة وكلمة حازمة تجاه جرائم الاحتلال في فلسطين والدعم الغربي اللامحدود للمحتلين، لما تجرأ اوغاد الغرب عليهم وعاملوهم كالطراطير، ولكنهم لا يتعظون…
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code