احوال الجالية اطفالنا بلجيكا

مصرع مهاجر وفقدان آخر أثناء محاولتهما السباحة إلى جيب سبتة الإسباني

0 0
Read Time:3 Minute, 57 Second
© رويترز/ أرشيف | قوات إسبانية تقوم بتجميع مهاجرين قرب السياج الفاصل بين الحدود الإسبانية المغربية. سبتة، إسبانيا 18 مايو/أيار 2021.
© رويترز/ أرشيف | قوات إسبانية تقوم بتجميع مهاجرين قرب السياج الفاصل بين الحدود الإسبانية المغربية. سبتة، إسبانيا 18 مايو/أيار 2021.

عثرت السلطات الإسبانية، يوم السبت، على جثة مهاجر قبالة سواحل جيب سبتة الإسباني، كما تم تسجيل مهاجر آخر في عداد المفقودين. وفي اليوم نفسه، أنقذت السلطات الإسبانية 10 مهاجرين، من بينهم سبعة قاصرين، أثناء محاولتهم الوصول إلى إسبانيا سباحة من الشواطئ المغربية.

تمكنت فرق الإنقاذ البحري الإسباني، بدعم من طائرة مروحية، من انتشال جثة مهاجر من البحر قبالة سواحل جيب سبتة في الساعات الأولى من صباح السبت. ووفقًا لوسائل إعلام إسبانية، فإن الشاب الذي عُثر عليه متوفيًا كان يرتدي بدلة غوص ويُعتقد أنه من أصول شمال أفريقية.

وفي اليوم نفسه، تواصلت عمليات البحث عن جثة أخرى مفقودة مع تواجد فرق التدخل السريع، وسط جهود مكثفة للعثور عليها.

إنقاذ 10 مهاجرين من بينهم سبعة قاصرين

في تلك الليلة، حاول العديد من المهاجرين السباحة إلى سبتة انطلاقا من أقرب النقاط في شمال المغرب، رغم الظروف الجوية السيئة للغاية.وفي وقت متأخر من مساء الجمعة وحتى فجر السبت، وأثناء إحدى عمليات الإنقاذ، تم تأكيد اختفاء شابين كانا يحاولان بلوغ الشاطئ قبل أن تجرفهما الأمواج.

ورغم المخاطر، تمكنت فرق الإنقاذ الإسبانية من إنقاذ عشرة مهاجرين خلال تلك الليلة، من بينهم سبعة قاصرين. ووفقا لوسائل إعلام إسبانية، فإن حالتهم الصحية مستقرة، وقد تم نقلهم إلى مركز الاستقبال في المدينة.

عادة، ينطلق المهاجرون من شواطئ تارخال المغربية، الواقعة جنوب جيب سبتة، مستغلين سوء الأحوال الجوية وهطول الأمطار والأمواج القوية، على أمل أن تحملهم التيارات البحرية نحو السواحل الإسبانية.

خطر الموت من الإرهاق أو البرد

ورغم قِصر المسافة بين شواطئ تارخال وسبتة، فإن محاولة العبور تبقى شديدة الخطورة، حيث يواجه المهاجرون خطر الموت بسبب الإرهاق أو البرودة القارسة.

امتداد شاطئ التراجل في جيب سبتة الإسباني. غووغل مابس
امتداد شاطئ التراجل في جيب سبتة الإسباني. غووغل مابس

بعد وصولها إلى وجهتها، وصفت الشابة المغربية شيماء الجريني تجربتها بالقول: “كان الأمر صعبًا للغاية، يجب أن تكون سباحًا ماهرًا للقيام بذلك (…) واجهت الكثير من الصعوبات، لأن البحر كان هائجًا جدًا وكان يدفعني نحو الصخور. لا أحد يستطيع أن يفهم ما أقصده، إلا من جرب العبور بالفعل”.

انتشرت مقاطع الفيديو الخاصة بشيماء، البالغة من العمر 19 عامًا، على منصة “تيك توك” منذ وصولها إلى سبتة في أغسطس 2024، حيث حظي منشور لها في 21 أغسطس، يتضمن مجموعة من الصور المثبتة على صفحتها، بأكثر من سبعة ملايين مشاهدة.

تظهر شيماء في الصور بشعر مبلل وابتسامة على وجهها، مرتدية بدلة غوص وردية ورمادية، وتحمل حول عنقها حقيبة بلاستيكية لحماية هاتفها من الماء. كما تضمن المنشور ثلاث لقطات أخرى لها في شوارع إسبانيا، حيث ظهرت بتنورة قصيرة حمراء، وقميص أخضر، وقبعة من القش.

وتتحدر المهاجرة الشابة من مدينة مرتيل، في شمال المغرب، وتوثق بشغف رحلتها إلى أوروبا عبر حسابها على “تيك توك”. وفي الآونة الأخيرة، في 9 شباط/فبراير، نشرت مقطع فيديو لنفسها في باريس أمام برج إيفل، في منشور حصل على أكثر من ثلاثة ملايين مشاهدة.

تواجه شيماء الجريني اتهامات بالترويج لفكرة السباحة إلى الجيب الإسباني وتشجيع الشباب المغاربة على خوض هذه المغامرة الخطرة. ومنذ وصولها، لوحظ تزايد أعداد الشابات المغربيات اللواتي يحاولن العبور سباحة، بما في ذلك قاصرات في سن 16 أو 17 عامًا، وهو تحول لافت في ظاهرة الهجرة غير النظامية، التي كانت تقتصر في الغالب على الذكور.

وفي هذا السياق، أوضح علي الزبيدي، المتخصص في شؤون الهجرة والمستشار لدى المنظمات الدولية، في تصريح لمهاجرنيوز في ديسمبر الماضي: “لاحظنا أن الهجرة إلى سبتة أصبحت أكثر أنوثة، حيث يتجه عدد متزايد من الفتيات المغربيات إلى البحر على غرار الشباب الذكور”.

وأضاف الزبيدي أن صور شيماء الجريني “تتناقض مع المشاهد المعتادة على طريق البلقان، حيث نرى مهاجرين في أوضاع غير مستقرة، مرهقين وأحيانًا مصابين. أما شيماء، فقد اختارت أن تراهن على مظهرها، وأصبحت نموذجًا جذابًا للفتيات الصغيرات اللواتي يعتبرنها قدوة”.

زيادة بنسبة 114% في عدد الوافدين في عام 2024

يحاول العديد من المهاجرين كل عام الوصول إلى جيبي مليلية وسبتة، اللذين يمثلان الحدود البرية المشتركة الوحيدة بين الاتحاد الأوروبي وقارة أفريقيا. وكغيرها من الأراضي الإسبانية التي شهدت تدفقًا متزايدًا للمهاجرين خلال العام الماضي، مثل جزر الكناري، سجل جيب سبتة أيضًا ارتفاعا ملحوظا في أعداد الوافدين.

وخلال عام 2024، وصل أكثر من 6600 مهاجر إلى سبتة ومليلية، وفقًا لبيانات وزارة الداخلية الإسبانية، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 114% مقارنة بعام 2023، حيث تم تسجيل ما يزيد قليلاً عن 1200 وافد. أما في الفترة الممتدة من 1 يناير إلى 15 فبراير 2025، فقد بلغ عدد المهاجرين الواصلين إلى الجيبين الإسبانيين 147 شخصًا، في حين لقي ما لا يقل عن ثمانية مهاجرين حتفهم قبالة سواحلهما منذ بداية العام.

وفي السنوات الأخيرة، ارتفع عدد المغاربة بين المهاجرين الواصلين إلى إسبانيا، إلى جانب مواطني دول جنوب الصحراء الكبرى. ويعود هذا الارتفاع، جزئيا، إلى غياب الفرص المتاحة أمام الشباب المغربي، حيث إن واحدا من كل أربعة شبان تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا لا يندمج في سوق العمل، ولا يتلقى تدريبًا مهنيًا، ولا يواصل تعليمه.

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code