سوريا: قتلى في صفوف قوات الأمن في هجمات نفذها مسلحون موالون للأسد وفرض حظر التجول في محافظة اللاذقية
الشرق الأوسط
قتل 13 عنصرا من قوات الأمن السورية الخميس في اشتباكات مع مسلحين من فلول نظام بشار الأسد في منطقة جبلة الواقعة بالمنطقة الساحلية معقل الطائفة العلوية. ودفعت وزارة الدفاع السورية بتعزيزات داعمة لقوات الأمن بالمنطقة بعد هجوم موحد في عدة مناطق شنته على “ميليشيات الأسد”. وأدت الاشتباكات التي قتل فيها 28 مسلحا مواليا لبشار الأسد إلى فرض قوات الأمن السوري حظر تجول في محافظة اللاذقية حتى صباح الجمعة.

منظر لمدينة طرطوس الساحلية التي تبعد بحوالي 160 كيلومترا من العاصمة دمشق. تلقب ب”مدينة الأرامل” بسبب العدد الكبير من العسكريين العلويين الذين ساندوا بشار الأسد وانضموا إلى الجيش للقتال خلال الثورة السورية. اليوم غالبية السكان تخشى من عمليات الانتقام فيما تحاول السلطات الجديدة استتاب الأمن فيها ومحاسبة إلا المتورطين في عمليات قتل وتعذيب.02:30
منظر لمدينة طرطوس الساحلية التي تبعد بحوالي 160 كيلومترا من العاصمة دمشق. تلقب ب”مدينة الأرامل” بسبب العدد الكبير من العسكريين العلويين الذين ساندوا بشار الأسد وانضموا إلى الجيش للقتال خلال الثورة السورية. اليوم غالبية السكان تخشى من عمليات الانتقام فيما تحاول السلطات الجديدة استتاب الأمن فيها ومحاسبة إلا المتورطين في عمليات قتل وتعذيب. © طاهر هاني فرانس24
ذكرت قناة تلفزيون سوريا الموالية للإدارة الجديدة في دمشق الخميس أن 13 شخصا على الأقل من قوات الأمن السورية قتلوا في اشتباكات مع مسلحين مرتبطين بنظام بشار الأسد في موجة من أسوأ أعمال العنف التي تواجه الإدارة التي يقودها الإسلاميون منذ الإطاحة بالرئيس السابق في ديسمبر/كانون الأول.
وقالت القناة إن الاشتباكات مستمرة في منطقة جبلة وهي جزء من المنطقة الساحلية حيث معقل الطائفة العلوية التي تنتمي إليها عائلة الأسد. وبرزت المنطقة الساحلية كواحدة من التحديات الأمنية الرئيسية التي تواجه الرئيس المؤقت أحمد الشرع في الوقت الذي تعمل فيه حكومته على تعزيز السيطرة.
بريطانيا تشطب العقوبات المفروضة على كيانات وهيئات سورية من ضمنها المصرف المركزي
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء سانا عن مصدر في وزارة الدفاع القول إنه تمت مهاجمة “فلول ميليشيات الأسد” في عدة مناطق بطريقة موحدة. وأضافت أن تعزيزات في طريقها إلى منطقة جبلة لدعم قوات الأمن.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قتل اثنان من أفراد وزارة الدفاع في مدينة اللاذقية على يد مجموعات قالت وسائل الإعلام الرسمية إنها من “فلول ميليشيات الأسد”.
قصف مروحي
وبدأ التوتر في بلدة بيت عانا، مسقط رأس الحسن، بعد منع مجموعة من الأهالي بالقوة قوات الأمن من توقيف مطلوب بتهمة تجارة السلاح، وفق المرصد السوري.
وبدأت قوات الأمن إثر ذلك حملة أمنية في المنطقة، تخللها اشتباكات مع مسلحين، قال المرصد إنه لم يتمكن من تحديد هويتهم أو الجهة التي يتبعون لها. وأفاد المرصد لاحقا عن “ضربات شنتها مروحيات سورية على المسلحين في بيت عانا وأحراش في محيطها، تزامنت مع قصف مدفعي على قرية مجاورة”.
وأعلنت قناة الجزيرة القطرية إصابة مصورها رياض الحسين خلال الاشتباكات، وقالت إن حالته جيدة. وأثارت الضربات والقصف المدفعي وفق المرصد رعبا بين السكان المدنيين في المنطقة.
وفي بيان نشره على حسابه على فيسبوك، ندد المجلس الاسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر والذي يقوده الشيخ غزال غزال، بـ”تعرض منازل المدنيين لقصف الطيران الحربي”. ودعا “أهلنا في سوريا عامة، والساحل السوري خاصة، الى اعتصام سلمي في الساحات” الجمعة من أجل “إعلاء صوت الحق في وجه الظلم”، بدءا من الساعة الثانية بعد الظهر، في مدن عدة بينها اللاذقية وطرطوس ودمشق وحمص.
استنفار في إدلب
ومع شيوع مقتل عناصر من قوات الأمن، يتحدر غالبيتهم من محافظة إدلب (شمال غرب)، معقل هيئة تحرير الشام، الفصيل الذي قاد الهجوم الذي أطاح الأسد قبل ثلاثة اشهر، تجمع حشد من الشبان وسط مدينة إدلب، وفق مراسل وكالة الأنباء الفرنسية، دعما للقيادة العسكرية. ودعت مساجد عبر مكبرات الصوت الى “الجهاد” ضد المسلحين في الساحل السوري.
وجاء التوتر في ريف اللاذقية الخميس، بعدما كانت قوات الأمن قد شنت حملة أمنية في مدينة اللاذقية الساحلية منذ الثلاثاء، أسفرت عن مقتل أربعة مدنيين على الأقل، بحسب المرصد.
وأطلقت قوات الأمن الثلاثاء حملة في حي الدعتور، بعد تعرض عناصرها لـ”كمين مسلح” نصبته “مجموعات من فلول ميليشيات الأسد”، ما أسفر عن مقتل اثنين منهم، وفق ما نقل الإعلام الرسمي السوري عن مصادر أمنية.
وشهدت مدينة اللاذقية التي تقطنها غالبية علوية، في الأيام الأولى بعد إطاحة الأسد، توترات أمنية كانت قد تراجعت حدتها في الآونة الأخيرة.
لكن ما زالت تسجل هجمات عند حواجز تابعة للقوى الأمنية من وقت إلى آخر، ينفذها أحيانا مسلحون موالون للأسد أو عناصر سابقون في الجيش السوري، وفق المرصد.
ومنذ سيطرة السلطات الجديدة على الحكم في دمشق في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، تسجل اشتباكات وحوادث إطلاق نار في عدد من المناطق، يتهم مسؤولون أمنيون مسلحين موالين للحكم السابق بالوقوف خلفها. وتنفذ السلطات حملات أمنية تقول إنها تستهدف “فلول النظام” السابق، تتخللها اعتقالات.
ويفيد سكان ومنظمات بين الحين والآخر عن حصول انتهاكات تتضمن مصادرة منازل أو إعدامات ميدانية وحوادث خطف، تضعها السلطات في إطار “حوادث فردية” وتتعهد ملاحقة المسؤولين عنها.
خسائر في صفوف ميليشيا الأسد
وقتل 28 مسلحا مواليا للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد الخميس خلال اشتباكات مع قوات الأمن في محافظة اللاذقية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، في حين فرضت السلطات حظر تجول في المنطقة.
وأحصى المرصد مقتل “28 مسلحا مواليا للأسد بنيران قوات الأمن في مدينة جبلة ومحيطها”، في وقت أعلنت فيه إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية التي تتحدر منها عائلة الأسد فرض “حظر تجوال حتى الساعة العاشرة” من صباح الجمعة، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”.
فرانس24/ رويترز/أ ف ب
Average Rating