شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_كشفت جهات رسمية حكومية في إسرائيل عن معطيات مقلقة بشأن هجرة الإسرائيليين إلى خارج البلاد بأعداد لم تعرفها الدولة من قبل، حاملين معهم أموالهم ومدخراتهم التي ينفقونها خارج إسرائيل على الودائع والسحوبات، وارتفع تحويل أموال الإسرائيليين إلى الخارج بنسبة 50%.
وأرجع المسؤولون الحكوميون سبب هذه الهجرة إلى الحرب الإسرائيلية على غزة، والانقلاب القانوني، والإقالات التي تجريها الحكومة على كبار مسؤولي الدولة، مما تسبب بارتفاع كبير في هروب رؤوس الأموال للاستثمار في الخارج، وارتفعت نسبتهم إلى 62% منذ هجمات السابع من أكتوبر 2023.
من خلال هذا التقرير سنتطرق إلى تفاصيل هذه الأرقام المقلقة للاقتصاد الإسرائيلي وقيمة ما حوله الإسرائيليون إلى الخارج، والأسباب التي دفعت إسرائيليين لتهجير مليارات الدولارات إلى الخارج، وما هي الوجهات التي استفادت من تحويل تلك الأموال من إسرائيل إلى الخارج؟
هروب مليارات الدولارات يُقلق إسرائيل
في الربع الثالث من عام 2023 أنفق الإسرائيليون 2.18 مليار دولار، وفي الربع الأول من 2024، أنفقوا 3.19 مليار دولار، وفي الربع الثاني ارتفع الإنفاق إلى 3.51 مليار دولار، أي أنه خلال ستة أشهر، تم تهريب سبعة مليارات دولار خارج إسرائيل، وهو ضعف ما كانت عليه في السنوات الثلاث السابقة.
كما ارتفعت أصول القطاع الخاص الإسرائيلي في الخارج بـ20.5 مليار دولار، وهناك 855 مليون دولار منها موجودة في استثمارات طويلة الأجل، فيما ارتفعت ودائع الإسرائيليين في الخارج بـ7.76 مليار دولار لتصل 18 مليار دولار.
فيما وصول أعداد المليونيرات الإسرائيليين المهاجرين إلى 1700، بالتزامن مع انخفاض لافت في معدّل نمو أعداد المليونيرات الإسرائيليين، فبعد أن بلغ المعدل عام 2023، قرابة 45%، انخفض عام 2024 إلى 25% فقط، وفق المعطيات التي كشفتها جهات رسمية إسرائيلية.
ويتخوف الإسرائيليون أن تُسفِر ظاهرة هروب رؤوس الأموال عن آثار بعيدة المدى على اقتصادهم، لأنها قد تتسبب بانهياره في الاحتمال الأسوأ، أو حدوث أزمة عاصفة له في السيناريو الأقل سوءً، مما يؤدي لفقدان الثقة بمستقبل الدولة، ودفع المستثمرين للبحث عن فرص في الخارج.
بل إن تقرير هجرة الثروة السنوي، كشف عن انخفاض كبير في عدد الأثرياء الذين هاجروا إلى إسرائيل، التي خرجت للمرة الأولى منذ عقد من الزمن من المراكز العشرة الأولى كوجهة جذابة لهجرة أصحاب رؤوس الأموال.
واعترفت البنوك الإسرائيلية بمعاناتها من هروب رؤوس الأموال، حيث تتلقى يومياً مئات الاتصالات من الإسرائيليين القلقين بشأن أموالهم، وهناك مخاوف من انخفاض سوق الأسهم، والعجز في الميزانية، وزيادة الضرائب المتوقعة.
بل مخاوف الإسرائيليين القلقين وصلت إلى سيناريوهات متطرفة مثل تأميم الأصول لتغطية العجز الحكومي، وقد توقع “بنك إسرائيل المركزي” ارتفاع الاستثمارات الإسرائيلية في الخارج بمائتي مليار شيكل (نحو 53 مليار دولار أمريكي).
وتكشف الأرقام أنه بين عامي 2013-2022 هاجر 10 آلاف و500 مليونير إلى إسرائيل، لكن أحداث الحرب الجارية أدّت لتغيير جذري سلبي، ففيما شهد عام 2022 هجرة 1100 ثري إليها، فقد انخفض العدد في عامي 2023 و2024 بما لا يزيد عن مائتي فقط في كل عام.
كما قفزت نسبة مدخرات الإسرائيليين طويلة الأجل المستثمرة في المؤشر الأمريكي خلال ثلاث سنوات من 1% إلى 8% من إجمالي الأصول المالية طويلة الأجل للأفراد الإسرائيليين، وهذا تحول خطير وسلبي على إسرائيل.
عربي بوست
Average Rating