كوفيد -19 و”فضيحة تشيتي” وأمور أخرى

Read Time:2 Minute, 38 Second

إبراهيم عطا – كاتب فلسطيني

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_قد يبدو غريبا الحديث عن موضوع آخر غير موضوع وباء الكورونا العالمي… ولكن هناك أمور أخرى كثيرة، ربما لبعضها علاقة غير مباشرة بالفيروس، وهي في غاية الأهمية وفي غاية الخطورة ولكنها تمر مرور الكرام بسبب انشغالنا بخلافاتنا الداخلية والآن بالكوفيد ١٩ والتسونامي الاقتصادية القادمة… ملف علاقة الهند بالوطن العربي والتحول السلبي الملفت للنظر يثير اهتمامي كغيره من القضايا التي تؤثر على قضيتنا المركزية، ولكن قبل أن أبدأ كلامي أتمنى أن لا يؤخذ على انه كره او تحريض تجاه احد، خاصة أن لي الكثير من الأصدقاء وزملاء بالعمل من الجالية الهندية وأكن لهم كل الاحترام والتقدير… وموضوعنا لن يكون عن قضية ما صار يعرف ب “فضيحة تشيتي” الملياردير الهندي مؤسس او صاحب “مؤسسة أن ام سي الطبية” والإمارات للصيرفة، وغيرها من الشركات، ولسنا بصدد تحليل ما قام به، أن كان نصبا وسرقة لأكثر من ستة مليارات من الدولارات من دولة الإمارات العربية ومصارف عمانية وعالمية، او هي حصيلة تعب وجهد لحوالي خمسين عاما من الغربة والعمل، أو أنها “عمولة” و “أتعاب” لشراكة مع كبار المسؤولين أو أنها “مكافأة” له على قضايا سياسية حققها لهم ولا نعرف منها إلا القشور… ولن نتطرق للقوانين العنصرية والطائفية التي اقرها البرلمان الهندي قبل بضعة أشهر، وكانت مجحفة جدا بحق أبناء الطائفة المسلمة من المهاجرين دون سواهم، وأدت إلى وقوع مواجهات وصدامات ومقتل العشرات واعتقال المئات… ولكن الجانب الأهم في موضوع علاقة الهند مع العرب هو التغيير العميق خلال العقود الماضية حيث انتقلت من علاقة متينة جدا وداعمة لكل قضايا العرب وعلى رأسها القضية الفلسطينية إلى شبه عداء لقضايانا، ولتتحول من الدعم اللامحدود وعلى كل الساحات إلى التواطؤ اللامحدود مع العدو الصهيوامريكي للتآمر على العرب والمسلمين… وما زلت اذكر عندما كنا صغارا في فترة السبعينيات والثمانينيات وكنا نذهب إلى دور السينما لمشاهدة الأفلام الهندية، كنا نتفاجأ بأفلام مؤيدة وداعمة لنضال الشعب الفلسطيني ومحرضة على المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكانت أقوى بكثير مما كنا نراه في الأفلام العربية التي كانت تتطرق للقضية الفلسطينية… أضف إلى ذلك دعم الهند السياسي المؤثر لقضيتنا الأولى في كل المحافل الدولية خاصة في عهد نهرو وانديرا غاندي، لتنقلب بعدها الصورة وبشكل كلي في التسعينيات ويصل بهم الأمر في عام ٢٠١٤ الى حد رفض التصويت لإدانة إسرائيل بسبب حربها على غزة…ولا ننسى أيضا الدعم المباشر للهند من خلال المساعدات ومن خلال المنح الدراسية للطلاب الفلسطينيين على أراضيها… أما مؤخرا وخاصة في عهد رئيس الوزراء الحالي ناريندرا مودي، الحائز على أعلى وسام مدني من دولة الإمارات العربية، والذي التزم الصمت عندما قام ترامب بخطواته القذرة في القدس المحتلة…فلم تكتف الجارة الهندية بتقوية وتمتين العلاقات مع الصهاينة من خلال توقيع اتفاقيات تعاون عسكرية وتكنولوجية، وكذلك شراء مختلف أنواع الأسلحة بمليارات الدولارات، فقد قامت بعض الدول العربية بالطلب من الهند رفع الحظر لاستيراد المادة الخام (كلوركسي كلوروكين) المستخدمة في تصنيع علاج لعوارض الكورونا، غير أن ضغوط الدكتاتور الأمريكي الأشقر على الهند جعلتهم يرفضون رفع الحظر لتصدير مكونات هذا الدواء لأي دولة إلا لصالح العدو الصهيوني لا غير… الهدف من كلامي هنا ليس فقط للمطالبة بمراجعة العلاقات مع نظام ناريندرا مودي صديق إسرائيل وحليفها الاستراتيجي والوحيد الذي قام بزيارتها، ولكن لتفعيل نظام المعاملة بالمثل مع الجارة الهندية والعمل على أساس المصالح المشتركة لإعادة سياسة الهند إلى صفنا أو إلى عدم الانحياز على أقل تقدير..والله يحمي الجميع…

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post زفاف طفل بسيدة تجاوزت الستين
Next post بلجيكا ضمن الدول الأكثر وفيات بالكورونا