رئيس الوزراء الفرنسي والطريق نحو الإليزيه

Read Time:2 Minute, 36 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_تزامن تراجع شعبية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ارتفاع أسهم رئيس حكومته إدوار فيليب، وسط استمرار حديث الإعلام الفرنسي عن توتّر العلاقة بين رئيس الوزراء إدوار فيليب ورئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون، على خلفية التعامل مع أزمة فيروس كورونا. ووفقا لدراسة أصدرها المعهد الفرنسي للرأي العام IFOP، عبر 39% من الفرنسيين عن رضاهم عن أداء رئيس البلاد، مقارنة بـ 42% خلال شهر أبريل/نيسان الماضي، وذلك في وقت كسب فيه رئيس الحكومة نقطتين جديدتين مسجلا 46% من الآراء الإيجابية حول إدارته لأزمة فيروس كورونا. وقدّر المستطلَعون خطابات إدوار فيليب ونبرته المعتدلة، مما يؤكد احتفاظ شعبيته بخطّها التصاعدي الواضح منذ بداية الوباء. وتظهر الدراسة استحواذ فيليب على تقدير 61% من الأصغر سنا، و50% ممن تتجاوز أعمارهم الـ 65 عاما، و92% من أنصار الحزب الحاكم “الجمهورية إلى الأمام”، و64% من الجمهوريين، و46% من الاشتراكيين، و51% من حزب الخضر.وفي الوقت الذي يحظى فيه إدوار فيليب بإجماع الأغلبية الرئاسية الملتفة حوله، يشهد إيمانويل ماكرون تآكُل قاعدته الشعبية، حتى مع احتفاظه بشعبيه تفوق ما حصده نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند في نفس المرحلة من ولايتهم حينما حصلا على 33٪ و 21٪ من الأصوات الراضية على التوالي. ويرى القائمون على الدراسة أن الحكم الشعبي جاء قاسيا على الرئيس الفرنسي في ما يتعلق بتعامله مع الأزمة، لا سيما فيما يخص اتهامه بعدم الشفافية في بعض الملفات، مثل ملف الأقنعة الطبية.على الجانب الآخر، لم يشكّل ارتفاع شعبية رئيس الحكومة مفاجأة، لأنه سبق وأن حظي بتقدير الشارع، بحسب أكثر من دراسة تم إجراؤها منذ توليه المنصف في عام 2017. فالرجل المتواضع الذي لم يكن وجها معروفا على نطاق واسع، استطاع أن يحافظ على الاعتدال الذي يتناسب مع طبيعة الشعب الفرنسي.يشبّه الفرنسيون إدوار فيليب تارة بـ “جورج بومبيدو” تحت رئاسة شارل دي غول، لأنه يعيش صحبة ماكرون مخاضا مشابها لما حدث في الستينيات، وتارة أخرى بـ “جان بيير رافاران” تحت رئاسة شيراك، لكون فيليب مثله مثل رافاران في عدم إعرابه عن أي طموح سياسي خارج إطار وظيفته في رأس السلطة التنفيذية.ويبدو أن الالتزام بالوظيفة، والشكل النمطي للموظف الفرنسي، والنبرة الهادئة والتواضع، جميعها عوامل مساعدة عززتها أزمة فيروس كورونا المستجد، التي جعت رئيس الوزراء أكثر ظهورا وحديثا عن هموم المواطن المباشرة، مما جعله أقرب لرجل الشارع.وعلى الرغم من أن الفرنسيين لا يحبّذون صراعات السلطة، إلا أن تأكيدات إدوار فيليب على عدم وجود خلافات حقيقية بينه وبين ايمانويل ماكرون وأنه يعمل على تنفيذ التزامات رئيس الجمهورية، طمأنت الرأي العام ورفعت أسهمه لدى الشعب الفرنسي.ويمكن لهذه النتائج الإيجابية التي حققها رئيس الحكومة أن تساعده في اكتساح الانتخابات البلدية في مدينته لوهافر، حيث نجح في تصدّر نتائج الدورة الأولى، في مارس/آذار الماضي، ويمكنه تحقيق النتيجة ذاتها في الدورة الثانية المقررة نهاية يونيو/حزيران المقبل. وأيا كانت نتيجة الانتخابات البلدية، يستبعد كثيرون أن يتخلّى رئيس الدولة عن رئيس حكومته بالسهولة التي تحدثت عنها التقارير الصحفية أثناء الحجر الصحي. لكن ذلك لا يمنع أن الصعود المتواصل لقائد قصر ماتينيون يمكن أن يشكّل مصدر قلق مستقبلي لساكن قصر الإليزيه الذي يرقب التقارب بين فيليب والكثير من الكتل السياسية الهامة، ولن يبقى مكتوف اليدين أمام هذه المعطيات، وستتوقف ردة الفعل المناسبة على أجابه عن تساؤل وحيد: أيهما أخطر، وجود إدوار فيليب داخل قصر ماتينيون أم خارجه؟

Mcd

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post باحثي أوكسفود يبحثون عن مرضى الكورونا بعد اختفاءه في بريطانيا
Next post مكافحة الإرهاب و التطرف.. الواقع و الإستراتيجيات