طبول الحرب التي لا يسمعها الطرشان

Read Time:1 Minute, 50 Second

إبراهيم عطا –كاتب فلسطيني

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_أنها طبول الحرب تقرع ومن لا يسمعها فهو أطرش”، هذا ما قاله قبل سنوات المبعوث الأمريكي السابق للشرق الأوسط، هنري كيسنجر، الذي دوخ الرؤساء والملوك العرب بدبلوماسيته السلسلة ومحادثاته الناعمة خلال جولاته المكوكية والتي لينت رؤوس كبيرة وطوعتها لصالح ألكيان الصهيوني، واليوم نحصد ما نثره هذا الدبلوماسي الامريكوصهيوني في دولنا من بذور للتفرقة والانقسام…ونقول لهذا “اليهودي المحنك” لسنا بطرشان حتى لا نسمع صدى الطبول التي تقرع و لو كان خافتا، ولسنا بعميان حتى لا نقرأ ما ينشر بين السطور و لو كان مبهما، ولكن هناك فئة من أمتي، يا مستر هنري، جعلتموها تعتقد أن الطبول تدق ابتهاجا لانتصاراتها على إخوة لها في العروبة والإيمان، أو أنها تدق لإعلان الحرب دفاعا عنها وعن كراسيها التي تعبق بالذل والمهانة…هذه الحرب الغير معلنة قسمت الوطن العربي والعالم الإسلامي إلى ساحات وميادين لتمرير لعبتهم الخبيثة، وجزأت الحرب ضدنا إلى معارك…وأنا أشبه ما يقومون به بعملية إضعاف للسيطرة على الديك قبل ذبحه، فيقومون بنتف ريشه، ريشة ريشة…وقد أنجز الصهاينة بمساعدة الولايات المتحدة الإرهابية والغرب الصليبي نصف المهمة وربما ثلاثة أرباعها، وقد نكون في المراحل النهائية…والأمثلة على الريش المنتوف لحد الآن كثيرة بدءا من اغتيال أو سجن الشرفاء من القادة الفلسطينيين، و وضع العملاء والمنسقين في الصفوف الأولى، وحصار غزة المزمن، ومصادرة الأراضي والضم وانتهاك الحرمات، وقتل الشباب بدم بارد من دون أي ردود فعل فلسطينية أو عربية، وما ينتج عن هذا من إحباط بين الناس، وإغلاق أو تحييد لمحطات التلفزة الداعمة للمقاومة، وإدخال لبنان المقاوم في أزمات اقتصادية ومعيشية خانقة، والضغط على سوريا من خلال الحرب والعقوبات والغارات الاسرائيلية المتكررة دون رد انتقامي يشفي غليل المواطن، والحصار على إيران، وأبعاد دول كبيرة عن النزاع مثل مصر والعراق والسودان، وعمليات التطبيع مع بعض العربان المتخاذلين، وما ينتج عن ذلك من إضعاف لروح القومية والعروبة، بالإضافة إلى تغذية الخلافات والنزاعات المشتعلة في أكثر من دولة عربية و مسلمة…وغيرها الكثير من الدلائل على الريش الذي تم نتفه من ديكنا الصياح، ولم نعرها أي اهتمام لأننا نعتقد أن ريشة واحدة لن تنهك الديك…ولكن يبقى أملنا بالفئة التي لم يستطع كيسنجر لي ذراعها او خنق صوتها، ولا تزال تقاوم النتف وتدافع عن ريشها، وتعد العدة أمام طبول الحرب التي تقرع.. “واعدوا لهم ما استطعتم من قوة

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post السينما الإيطالية تستقبل الجمهور من جديد
Next post بريطانيا تطالب بضرائب من الهولنديين