رضوى عاشور ورواية ثلاثية غرناطة

Read Time:4 Minute, 22 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_رضوى عاشور أديبة وناقدة وروائيّة وقاصة مصرية، ولدت في عام 1946م في القاهرة، درست اللغة الإنجليزية وحصلت على الدكتوراه في الأدب المقارن، ثمَّ حصلت على الدكتوراه من جامعة ماساتشوستس في الولايات المتحدة الأمريكية، تزوجت من الأديب الفلسطيني مريد البرغوثي وهي والدة الشاعر تميم البرغوثي، تميَّزت أعمالها بنزعة التحرر الإنساني والوطني، وترجمت بعض أعمالها إلى عدة لغات منها الإنجليزية والإسبانية، عملت أستاذة جامعية في مصر وتوفيت في عام 2014م، من أهم مؤلفاتها: تقارير السيدة راء، أثقل من رضوى، الطنطورية،  وعن  ثلاثية غرناطة تعدُّ رواية من أهمّ وأشهر روايات رضوى عاشور، أدرجت الرواية ضمنَ قائمة أفضل مئة رواية عربية التي صدرَت من قبل اتحاد الكتاب العرب، صدرت عدَّة طبعات للرواية منذ صدور أوَّل أجزائها في عام 1994م، وتُرجمت إلى اللغة الإنجليزية من قبل أستاذ اللغة العربية في جامعة هارفارد ويليام غرانارا في عام 2003م، قيل عن الرواية أنها: “تجعل حقائق التاريخ تنتفض أمامنا حارة دافقة”، وقيل أيضًا: “اللغة في غرناطة هي الذاكرة، ومن هنا هذا الاحتفاء الكبير بجلال اللغة ورصانتها وإيقاعها وشاعريتها، ومن هنا هذا المعجم الواسع متعدد المقاصد في السرد والوصف معًا”، تتكوَّن الرواية من ثلاثة أجزاء سيتمُّ الحديث عن كل منها فيما يأتي:
–  غرناطة: هي أوَّل رواية من الثلاثية، نشرتها الكاتبة في عام 1994م، حازت هذه الرواية على جائزة أفضل الكتب في المجال الروائي في نفس العام من قبل معرض القاهرة الدولي للكتاب.

– مريمة: ثاني جزء من الثلاثية، تمَّ نشرها في كتاب واحد مع رواية الرحيل الثالثة في عام 1995م، وحصلت مع الجزء الأول على الجائزة الأولى في معرض الكتاب للمرأة العربية الأول في القاهرة عام 1995م.

– الرحيل: الجزء الأخير من الثلاثية، نُشر مع الجزء الثاني في عام 1995
حازت الثلاثية على شهرة واسعة وما زالت من أفضل الروايات العربية، وحصدت عدة جوائز نظرًا لقيمتها الأدبية والتاريخية، فهي تروي قصة أسرة مسلمة في مرحلة تاريخية صعبة عاشها المسلمون في الأندلس، وفيما يأتي سيتمُّ ذكر أهم شخصيات الرواية مع لمحة عن كل منها:

 أبو جعفر: ربُّ أسرة مسلمة يعمل خطاطًا أو وراقًا في حي الوراقين في البيازين في غرناطة، ويمتلك بيتًا آخرًا في منطقة عين الدمع، كان له ولد وحيد، وهو جدُّ كل من سليمة وحسن اللذان كانَ يرعاهما في بيته.

أم جعفر: هي زوجة أبو جعفر الورَّاق.

نعيم: شاب كان يعمل في حانوت أبي جعفر الوراق، وبعد موت أبي جعفرعمل في حانوت لصنع الأحذية.

سعد: كان خادمًا عند أحد الأشخاص قام أبو منصور صاحب الحمام بطرده، فلم يحرك سعد ساكنًا ولم يلحق بسيده، فانتقل إلى العمل عند أبي جعفر وصارت بينه وبين نعيم صداقة قوية، تزوج من سليمة حفيدة أبي جعفر، بعد وفاة أبي جعفر عمل عند صاحب الحمام نفسه.

أم حسن: زوجة إبن أبي جعفر ووالدة الحفيدين سليمة وحسن. حسن: حفيد أبي جعفر، عملَ خطاطًا مثل جده، تزوج من مريمة وهي ابنة أحد المنشدين.

مريمة: زوجة الحفيد حسن، والدها كان ينشد البطولات والسير في المناسبات. سليمة: أخت حسن والحفيدة الثانية، تزوجت من سعد. هشام: ابن حسن ومريمة، تزوَّج من عائشة.

عائشة: هي بنت سعد وسليمة، تزوجت من هشام ابن خالها حسن.

علي: هو ابن هشام وعائشة، أي هو حفيد حسن ومريمة، وهو أحد أبطال الرواية أيضًا.
وتتحدّث رضوى عاشور في رواية ثلاثية غرناطة عن مرحلة تاريخية مؤلمة جدًّا عاشها أهل الأندلس المسلمون في القرن الخامس عشر الميلادي، حيثُ تسرد وقائع تلك المرحلة من سقوط غرناطة بطريقة ملحمية، بداية أحداث الرواية في عام 1491م بعد أن سقطت جميع الممالك المسلمة في الأندلس وعندما تمَّ تسليم غرناطة وهي آخر مملكة إسلامية تسقط في الأندلس من خلال المعاهدة التي تنازل فيها أبو عبد الله الصغير آخر أمير في غرناطة عن المُلك لملك قشتالة وملك أراجون، وتستمر أحداثها إلى عام 1609م عندما قرر الملك فيليب الثالث طرد جميع المورسكيين وهم أهل الأندلس الذين تنصروا عنوةً، على اعتبارهم غرباء عن الأندلس، حيثُ تناولت الرواية أحداث عاشتها أسرة مسلمة بدايةً من الجد أبي حعفر الوراق، وصَّفت فيها رضوى عاشور بدقة جميع الظروف الاجتماعية والسياسية والدينية التي عاشها المسلمون في غرناطة، مع تصوير المعاناة التي كانت يعيشها الملسمون بشكل مؤثر يُشعِر القارئ بأنه جزء من تلك الأحداث، وتنتهي في قرار آخر أبطال الرواية مخالفة قرارالترحيل، لأنه يكتشف أن الموت هو الرحيل عن الأندلس وليس البقاء فيها.

كان لكتابات رضوى عاشور التي تمسُّ الواقع وتحكي أوجاعًا وطنيةً وتاريخيةً أثرٌ كبير بين القراء، فقد لامست قلوب الناس وأججت مشاعرهم الوطنية، فقد كتبت روايات تاريخية بالإضافة إلى النقد والقصة وغيرها، وفيما يأتي بعض الاقتباسات من رواية ثلاثية غرناطة:

– لكلِّ شيءٍ ثمن وكلَّما عزَّ المُراد ارتفع ثمنه عاليًا.

– وكلما حاول أن يغالب ما في قلبه ازدادَ ما في قلبه إتقادًا.

– لم يودعوا الزيتون ولا اقتربوا من الحقول، فمن يملك قلبًا مدرعًا ليحدق في جذع زيتونة غرس شتلتها ورعاها وكبرها ورأى عقد الثمار عليها عامًا بعد عام، تهربوا من الزيتون، وغادروا في صمت وبلا سلام.

– إنَّ عقل الإنسان صندوقٌ عجيب مادام محمولًا في الرأس ويحتفظ رغم ذلك بما لا يحصى أو يعد.

– الوداع ثقيل، أقول تعودت!، اكتشفت ساعة السفر أن التعوُّد وهم.

– الزمن يجلو الذاكرة كأنَّه الماء تغمر الذهب فيه يومًا أو ألف عام، فتجده في قاع النهر يلتمع، لا يفسِد الماء سوى المعدن الرخيص، يصيب سطحه ساعة فيعلوه الصدأ.

– العمر حين يطول يقصر، والجسد حين يكبر يشيخ، والثمرة تستوي ناضجة ثم تفسد، وحين يقدم النسيج يهترئ.

– قد يكون في الموت الرحيل، وليس في البقاء.

sotor

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post فرنسا تستعد لتدريب الجنود السعوديين
Next post محكمة العدل الدولية تسمح بسجن المهاجرين