الربوتات الآلية لمساعدة كبار السن

Read Time:3 Minute, 35 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_كشفت دراسة بريطانية جديدة، قام بها باحثون من جامعة بيدفوردشير وجامعة ميدلسكس ومؤسسة Advinia Health Care لدور الرعاية في بريطانيا، عن إمكانية الاستعانة بروبوتات حساسة ثقافياً للمساعدة في رعاية كبار السن، بعد أن تبيّنت قدرتها على تحسين الصحة العقلية للمسنين وتقليل شعورهم بالوحدة.رغم ذلك يقول باحثو الدراسة إن الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في رعاية المسنين لا تغني على أي نحو عن ضرورة الحفاظ على مسارات التواصل البشري الحقيقي مع كبار السن والمحتاجين للرعاية.دراسة جديدةوتعد الدراسة هي الأولى من نوعها، التي يتعاون فيها باحثون لاستكشاف إمكانية تطوير روبوتات “حساسة ثقافياً حسبما نقل تقرير نشرته صحيفة Daily Mirror البريطانية، الثلاثاء 8 سبتمبر/أيلول 2020. كما أبدت مؤسسة دور الرعاية المشاركة في الدراسة، والمعنية بحالات الخرف في كبار السن، نتائج متفائلة بشأن فرصٍ لاستخدام الروبوتات في رعاية المرضى، الذين يعانون حالات متقدمة من الخرف في المستقبل.حيث تكشف الدراسة عن أن أشخاصاً مختلفين من كبار السن في دور رعاية في المملكة المتحدة أبدوا ردود فعل إيجابية تجاه روبوت يسمى “بيبر” Pepper.الروبوت شبه البشري طوّرته شركة SoftBank Robotics، بحيث يمكنه قراءة مشاعر بشرية حقيقية، ويستعين الروبوت في ذلك بتحليل نغمات الصوت وتعبيرات الوجه.روبوتات ذكيةوتُباع روبوتات “بيبر” بالفعل في المملكة المتحدة، حيث تستخدم في بعض المؤسسات لأداء مهام، مثل الترحيب بالضيوف في مكاتب الاستقبال، كما يمكن رؤية بعضها وهي تساعد الزوار في بعض المطارات الأمريكية والكندية.كما ألقى أحد روبوتات “بيبر” كلمة أمام البرلمان البريطاني منذ سنوات قليلة، في خطاب مسجل مسبقاً، تحدث فيه عن مستقبل الذكاء الاصطناعي في التعليم.ومع ذلك، فقد شهد عام 2018 تخلي سوبر ماركت في إدنبرة عن روبوت “بيبر”، كان قد استعان به، وفصله من العمل في غضون أسبوع، بعد أن تبين لأصحاب المكان أنه غير كفء للقيام بمهام الخدمة.غير أن الباحثين في دراستهم الأخيرة وجدوا أن الاستعانة به يمكن أن تكون ذات أثر إيجابي في كبار السن، إذ كشفت نتائج التجربة التي شملت استخدامهم للروبوت على نحو فرديٍّ ولمدة تصل إلى 18 ساعة على مدار أسبوعين، عن تحسنٍ كبير شهدته الصحة العقلية للمسنين المشاركين في البحث.وبعد أسبوعين من استخدام الروبوت “بيبر”، كانت الاستعانة به لها تأثير طفيف، ولكنه إيجابي في التقليل من حدة الشعور بالوحدة بين المستخدمين، كما كان لنظام الاستعانة به تأثير إيجابي كبير في مواقف المشاركين تجاه الروبوتات.

استخدام روبوتات اجتماعية: من جانبه، قال الباحث الأساسي في الدراسة، الدكتور كريس بابادوبولوس، من جامعة بيدفوردشير البريطانية: “هذه الدراسة رائدة لأنها أكبر استقصاء أُجري على الإطلاق فيما يتعلق باستخدام روبوتات اجتماعية مستقلة بذاتها، للتعامل مع كبار السن في أماكن الرعاية”.

كذلك يقول الدكتور بابادوبولوس “إن النتائج تظهر أن استخدام روبوتات “كيريسز” Caresses [وهو اختصار لمشروع الروبوتات الواعية ثقافياً وأنظمة الاستشعار البيئي لدعم المسنين] قد يعود بفائدة حقيقة، في ظل عالم يشهد مزيداً من الأشخاص الذين يعيشون لفترة أطول، في وقت نعاني فيه نقصاً دائماً في عدد الأشخاص اللازمين لرعايتهم”.ولفت الدكتور بابادوبولوس إلى أن “تدهور الصحة العقلية والشعور بالوحدة هي مخاوف صحية جسيمة، وقد أظهرت الدراسة أن الروبوتات يمكن أن تساعد في التخفيف من هذه المخاوف”.الدكتور إيرينا بابادوبولوس، أستاذة الصحة والتمريض التثاقفي في جامعة ميدلسكس، كانت هي المسؤولة عن تطوير المفاهيم والمبادئ التوجيهية الثقافية الموضوعة للروبوتات، بحيث تكون قادرة على الاستجابة للاحتياجات الخاصة بالثقافة والوعي وتفضيلات كبار السن.

مساعدة كبار السن: تقول الدكتورة إيرينا إنه “يمكن الاستعانة بروبوتات ذكية واعية اجتماعياً لمساعدة كبار السن وتخفيف الضغط الواقع على المستشفيات ودور الرعاية”.حيث أضافت الدكتورة إيرينا أنه “لا أحد يتحدث عن استبدال البشر، فالتقييمات تُظهر أننا ما زلنا أبعد بكثير عن تحقيق ذلك، لكن الدراسة التي بين أيدينا تكشف أيضاً عن أن الروبوتات يمكنها تقديم الدعم لأنظمة الرعاية الحالية”.من تخصص آخر، يأتي الدكتور سانجيف كانوريا، وهو دكتور جراح ومؤسس ورئيس مؤسسة Advinia Health Care، أحد أكبر المؤسسات المعنية بتقديم الرعاية للمصابين بأمراض الخرف في المملكة المتحدة، ليشير إلى أن “الروبوتات المقصودة خضعت للاختبار، وأُجريت تحسينات على وظائفها وقيامها بمهامها في دور رعاية Advinia Health Care”.

من جانبه يقول الدكتور كانوريا: “هذا الروبوت هو تطبيق الذكاء الاصطناعي الوحيد الجاهز حالياً لتمكين تواصل مفتوح بين إنسان آلي ومقيم يحتاج للرعاية. ونحن نعمل على الاستعانة به في الرعاية الروتينية للأشخاص المحتاجين إلى الرعاية، لتقليل شعورهم بالقلق والوحدة، وتوفير استمرارية في الرعاية المقدمة لهم”.كذلك أكّد الدكتور كانوريا أن “الروبوت (بيبر) خضع للاختبار في دور رعاية Advinia في المملكة المتحدة. وتعمل المؤسسة الآن على إدخال الروبوت في الرعاية الروتينية اليومية للمقيمين، بحيث يمكن أن يكون عوناً حقيقياً لكبار السن وعائلاتهم”.

عربي وست

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post السعودية تحول منزل لورانس العرب لمعلماً سياحيا
Next post محاكمات عدم ارتداء قناع الوجه في بلجيكا