لن أهرب وقررت الانتقام
الشاعرة رشا الحجي
في إحدى أمسيات الصيف الحارقة ..
أتتني تحملُ فوق أهدابها سهراً طويلاً ودموعاً تفرش بياض عينيها ..
قالت وهي تغص بدموعها ؛
أحتاج للبوح بما في قلبي …
أجبتُها ؛
تكلمي وإني صماء لا أسمع
بكماء لا أتكلم …
بدأت حديثها بوابلٕ من الدموع …
لم أسمع شيئاّ ..
قرأتُ بدموع عينيها ما قرأت ورجوتها أن تمسح دموعها لأستطيع فهمها لأني بت لا أقرأ إلا حروفاً مبعثرة …
أكملت تقص قصصاً سمعتها في الماضي من عشاقٕ كثر …
تتحدث وكأنها الأولى …
تبكي وكأنها الوحيدة …
كأنها هي فقط من جرحت وغدر بها …
تلومه وكأنه أول الرجال الخائنين ..
إنهم كثر يا صغيرتي أردت أن أقاطعها قائلة لها ذلك لكنها لم تترك لي أي حيز من الوقت كي أواسيها بقليل من الحقائق التي سمعتها من كثر وقرأت عنها …
أكملت وأكملت …واستمر كلامها لساعات والدموع قد غطت وجهها والذهول قد غطى ملامحي …
كيف لها أن تستمر بالكلام كل هذا الوقت …
ويا ليتهُ اي كلام فلا متعةً تتخلله ” ولا إبتسامة تزينه ..
كلامٌ ممزوجٌ بالقهر .. شديد الألم. …
وفجأةً قالت لي …
لا تنظري لي هكذا …لست ضعيفة لهذا الحد ..
بقيت أنظر إليها وأجبتُها بصمت … وماذا يسمى ما أنتِ فيه الآن …
وقفت كرمحٍ يستعد للانطلاق وقالت لي سوف أنام …
نظرتُ أليها بتعجب …
هل يستطيع الأنسان النوم والألم يعتصر قلبه …!
رمقتني بنظرة وكأنها قرأت ما بداخلي قائلة !!
بل قررت الانتقام …
لن أنام ..
لن أهرب …
قررتُ الأنتقام لذاتي .. لكياني .. لحبي التائه بين ثنايا أيامه وحياته …
قررت الثأر لأيامي لساعاتي للحظات عشقي ودقائق انتظاري …
قاطعتها قائلة !
سامحيه و دعيه يندم
فلتتركي للقدر حق الرد ..
سامحيه ليتذوق مرارة ما فعله بك …
سامحيه ليشرب نخب وحدته …
سامحيه ليعود *لعتهه* الماضي …
سامحيه و امضي متمنيةً له حياةً مليئةً بالنساء تغدُرهُ كل واحدةً منهم بطريقتها …
( سامحيه ودعي غفرانك يأكل سعادته وأيامه …)
وتمني له أن ينعم بطعم الندم ما حيا ..
لكنها لم تسامحه …
ويامن تقرأُ الأن … أتسامحُ لو كنتَ مكانها …؟!
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_
Average Rating