المدار ترصد أواخر أيام المثقفين ” نهاية فولتير “

Read Time:2 Minute, 42 Second

ترصدها للمدار نجاة أحمد الأسعد

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_فرانسوا ماري آروويه (بالفرنسية: François-Marie Arouet)‏ ويُعرف باسم شهرته فولتير (بالفرنسية: Voltaire)‏. ‏ (21 نوفمبر 1694 – 30 مايو 1778) هو كاتب وفيلسوف فرنسي عـاش خلال عصر التنوير. عُرف بنقده الساخر، وذاع صيته بسبب سخريته الفلسفية الطريفة ودفاعه عن الحريات المدنية خاصة حرية العقيدة والمساواة وكرامة الإنسان.في منتصف سبعينيات القرن الثامن عشر، وقع قرابة مئة من رجال الدين بياناً يطالبون فيه بمنع وإحراق عشرات الكتب التي بدأت تنتشر بين العامة والمثقفين الفرنسيين، وذكر الموقعون أن الزيجات بين البروتستانت (المرتدين) وبين الكاثوليك قد انتشرت بشكل لا يمكن السكوت عنه، مشيرين إلى التساهل الكبير الذي لوحظ في السماح للبروتستانت بدخول فرنسا والتغاضي عن تخفيف العقوبات عليهم، مطالبين بإعادة تطبيق العقوبات التي وضعها الملك- الشمس لويس الرابع عشر ضد غير الكاثوليك. رفع هذا البيان إلى لويس السادس عشر، وفي الوقت نفسه كان كثير من المتنورين من الفلاسفة والمفكرين والأدباء والكتاب في فرنسا يتعرضون لمضايقات كثيرة ومصادرات لكتبهم ومحاكمات، وبعض منهم كانوا يعيشون خارج فرنسا فراراً من الأذى الذي كانوا يواجهونه بمن فيهم فولتير وروسو، في إنجلترا وفي سويسرا، وكانت كاترينا الكبرى إمبراطورة روسيا تغدق على الفلاسفة الفرنسيين بمن فيهم ديدرو صاحب الموسوعة الفلسفية، وكان بينها وبين فولتير عشرات الرسائل، وقد دعته مراراً إلى أن يعيش في رعايتها. ولكن الوضع في فرنسا كان يتغير تدريجياً، حيث كانت ماري أنطوانيت متعاطفة معه، وكان كثير من النبلاء وبعض الوزراء والحاشية الملكية ورجال الدين أنفسهم يتعاطفون مع حركة التنوير. وللمفارقة فإن ما تنشره هذه الأيام وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي عن انحرافات بعض الوعاظ الملتحين المنافقين، لها ما يشابهها في تلك الفترة الزمنية التي كانت فيها أوروبا تتهيأ لعهد جديد، حيث امتنع لويس السادس عشر أن يتولى تعليم ابنه البكر وأخيه الأصغر رجلُ دين، لأنه كان يتهمهم بالزندقة وقلة الدين وفساد الأخلاق، بل بالإلحاد. وفي ذروة الأزمة والسخط الذي بدأ ينتشر بين شرائح المجتمع المؤثرة والنبلاء والتجار، كانت الكنيسة تملك سدس الأراضي في فرنسا، وأرصدتها متخمة بقرابة ما يقدر اليوم ببليوني دولار من الذهب. وكانت الطبقة الدنيا والفلاحون يعيشون حالة سيئة بائسة. وحين اشتد المرض على فولتير وقرر أن يموت في فرنسا، قلقت الكنيسة واستطاعت إقناع الملك بأن العجوز المتطاول سيكون ضرره كبيراً وباباً لفتنة. ولكن رغم التعميم على الصحف بعدم نشر خبر عودته إلى فرنسا أو تغطية أنشطته، فقد كان يزوره يومياً في الفندق الذي نزل فيه عشرات من رجال الدولة والمفكرين ووجوه المجتمع الباريسي، ولكن الكنيسة وخصوصاً المتشددين من رجالها كانوا يريدون منه التراجع عن كل أفكاره وكل ما كتبه ضد ضلالهم وضد فسادهم، ومع أنه حاول التحايل مراراً بإعطائهم اعترافاً عاماً غير مفصل إلا أنهم كانوا يعودون إليه كل مرة مطالبين ببيان مفصل وواضح عن توبته. كان فولتير قلقاً من ألا يدفن في الكنيسة، ولهذا كان يسايرهم قدر استطاعته، ومع أن ماري أنطوانيت شفعت له عند الملك أن يحضر بين يديه إلا أن الملك رفض ذلك تماماً. قامت الأخويات والأدباء والمسرحيون بدعوة فولتير مراراً. وقبل وفاته بشهرين تقريباً حضر أول أداء لآخر أعماله التي كرم بعدها. ومات فولتير  قبل أن يحصل على مباركة الكنيسة. وبقي أثره وتسعون مجلداً من مؤلفاته ويعمل أثرها قرابة مئة عام، حتى ظهرت أسماء كبرى في عالم الفكر احتلت الصدارة. والغريب أن المؤرخين في القرن العشرين بمن فيهم ويل ديورانت يؤكدون أن نقده للدين الذي لم يكن إلحادياً جنب فرنسا أن يكون مصير الدين ورجاله أكثر ألماً فيه مما عاشته مجتمعات أوروبية أخرى.

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post لـم أُخـلق
Next post حكايا المدار الفنية ” فضيحة أنهت الفنانة ميمي شكيب..”