راعي بقر أمام مفتي عام لدولة عربية،

Read Time:2 Minute, 7 Second

ابراهيم عطا :كاتب فلسطيني

بعيدا عن السياسة
مطلوب رجل دين لوظيفة رسمية بمسمى شيخ او أمام او مفتي عام لدولة عربية، على أن يكون ملائم ويتماشى مع مرحلة التطبيع العلنية…
الشروط:

  • أن يكون على اتم الاستعداد للمبايعة والخنوع والطاعة، وان يكون متمرسا ولبقا بالتقلب والمراوغة حسبما يتطلب الامر وتقتضي الحاجة.
  • ان يكون لديه سجل طويل وخبرة واسعة في النفاق والتدجيل وسرعة البديهة في التمويه واللعب على التفسير والتحليل…
  • لا يشترط به أن يكون وسيما او عالما علاما ولا شيخا هباشا للعلم والايمان، ولا حتى جليلا مستقيما او من عبدة الرحمن…
  • ان يكون لديه ما يكفي من ادوات التمويه التقليدية ليغطي فيها عيوبه الاخلاقية، مثل لحية طويلة ممشطة او غير ممشطة، جاهزة للقص او التطويل و عقلية جاهزة للتخدير او التعديل…
  • أن يكون لديه ملابس ناصعة البياض “كالملائكة” ومسبحة تفوح منها رائحة المسك والعنبر، وكذلك عمامة مرنة قابلة للطي والتطويل وحتى التلوين و الصباغة إذا ما دعت الحاجة…
  • ان تكون لديه ذاكرة ضعيفة وزهايمر مستورد ومخ مضروب، متدرب على النحيب والعويل وكل ما يشد القلوب ليوصل اليها كل ما هو مطلوب ولو كان غير مقبول او مرغوب…
  • ان يكون مطيع طاعة عمياء لولي الامر، فلا يناقش او يجادل فيما يامر به الحاكم ليتفادى السقوط في الخطأ والجرجرة الى المحاكم..
    واخيرا، على من تتوفر فيه هذه الصفات من كفاءة ومرونة لهذه الوظيفة الميمونة الرجاء التواصل مع وزارة اوقافنا الغير مزيونة على الايميل التالي:
    ويل للمنافقين@شيوخ الحكام الملاعين.ضدكم

بعيدا عن السياسة 2
كان يا ما كان ليس في قديم الزمان، كان هناك راعي بقر من بلاد الامريكان، كان قوي ومسلح ولكنه غبي وجبان، جاء يوما الى واحة في صحراء العربان فوجد لديهم حظيرة كبيرة فيها ثلاث ابقار سمان، فنزلت ريالته (سال لعابه بالفصحى)، ودار برأسه امران، الأول حلب البقرات الى آخر لحسة ثم ذبحها بعد أن تذل وتهان…
فذهب الى الأولى وقال لها أن الثانية والثالثة تتهامسان وبالفوضى والخراب لها تتهمان، وذهب الى اختيها مرددا انها تقول انكما “تكذبان”، فقامتا بحشرها في زاوية من زوايا البنيان، وعندها تظاهر الراعي بالغضب متسائلا “ما هذا الذي تفعلان؟” ففرحت البقرة الصغيرة بهذا العدل والميزان وحصل منها على الكثير من الحليب والالبان، ثم ذهب الى اختيها وقال لهما أنا معكما وعليكما الامن والامان، فشكرتاه وقدمتا له المزيد من الحليب والاجبان، وصار يدلي بتصريح هنا ورأي هناك و اعلان حتى حصل على ما لا يتوقعه ولم يكن ابدا بالحسبان…
وبعد مرور أربعة من السنوات وتبدل الامر والشأن، عاد الى الابقار الساذجة متحدثا عن العفو والاحسان، وعرض على الصغيرة انقاذها من الحشر وحل هذا الاحتقان مقابل حصوله على بعض الشروط منها والضمان…ونهاية القصة معروفة لنا ولكم يا سادة ويا اخوان…كان يا ما كان…
وجمعة طيبة لكل الاحبة…ابو انس

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post نقطة قانونية في فرنسا ضد غوغل
Next post بلجيكا تبدأ تنفيذ الإجراءات الاحترازية الجديدة ضد الكورونا اليوم