المدار ترصد أواخر أيام المثقفين والعظماء “إدريس محمد جَمَّاع نهاية بين الجنون والحكمة”

Read Time:1 Minute, 50 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_إدريس محمد جَمَّاع شاعر سوداني مرموق له العديد من القصائد المشهورة والتي تغنّى ببعضها بعض المطربين السودانييّن وأُدرج بعضها الآخر في مناهج التربية والتعليم المتعلقة بتدريس آداب اللغة العربية في السودان. 

من طريف ما يروى ان شاعرا سودانيا هو (ادريس جماع) كان قد فقد عقله قبل سنوات مضت وهو في آخر أيام حياته ، مما دفع بأهله وذويه ان يذهبوا به لعلاجه في احدى المستشفيات العالمية وأثناء السفر إلى المدينة التي سيعالج في إحدى مستشفياتها.. لفتت نظر الشاعر امرأة جميلة كانت برفقة زوجها.

أطال إدريس جماع (الشاعر المجنون) النظر لتلك الجميلة والزوج المسكين والمحرج كان يحاول أن يمنعه من النظر اليها فانشد المجنون مخاطبا الزوج:

أعلى الجمال تغار منا

ماذا علينا إذ نظرنا

هي نظرة تنسي الوقار

وتسعد الروح المعنّى

دنياي أنت وفرحتي

ومنى الفؤاد إذ تمنى

انت السماء بدت لنا

واستعصمت بالبعد عنا

وشاعت هذه الأبيات بين الناس حتى وصلت الى مسامع اديب مصر المرحوم عباس محمود العقاد الذي سأل عن قائلها، فقالوا له انها للشاعر السوداني (إدريس جماع) وهو الان راقد في مستشفى المجانين للعلاج.

رد العقاد: هذا مكانه.. لأن هذا الكلام لايستطيعه ذو الفكر!

ليس هذا فقط، بل عندما ذهبوا بادريس جماع الى العاصمة البريطانية (لندن) ايضا للعلاج، أعجب ثانية بعيون ممرضته وأطال النظر في عينيها، ما دفع بتلك الممرضة لأن تشكو حالها إلى مدير المستشفى، الذي أمرها أن تلبس نظارة سوداء لإخفاء جمال عيونها، ففعلت.

وعندما جاءته باليوم التالي لعلاجه نظر إليها الشاعر المجنون وأنشد:

والسيف في الغمد لاتخشى مضاربه

وسيف عينيك في الحالين بتار

وعندما ترجم ذلك البيت الشعري من العربية إلى الإنكليزية ، وُصف بأنه أبلغ بيت شعر قيل في العصر الحديث!!

 الشاعر ادريس الجماع هو صاحب الأبيات المشهورة:

إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه

ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه

عظم الأمر عليهم ثم قالوا اتركوه

إن من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدونه؟

وهل بعد هذا يحق لنا أن نصف ادريس جماع بالشاعر المجنون؟ لا أظن ذلك من الإنصاف والعدل والموضوعية.

توفي شاعرنا عام 1980م بعد معاناة مع مرض نفسي أقعده طويلاً بمستشفى الأمراض العصبيّة بالخرطوم بحري وقد أُرسل للعِلاج إلى لبنان في عهد حكومة الرئيس إبراهيم عبود وعاد إلى السودان دون أن تتحسّن حالته الصحيّة إلى أن وافته المنية

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post وزير الهجرة البلجيكي الجديد ذو الأصل العراقي “سامي مهدي” يصدم جمعيات الأشخاص بدون أوراق :لا بطائق إقامة وطريق العودة مفتوح
Next post حكايا المدار الفنية “داليدا قصّة الحياة والانتحار