الإستخبارات الألمانية ـ شبكات إيرانية واسعة داخل المساجد و”الجمعيات الثقافية”

Read Time:5 Minute, 41 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_تمثل المراكز الشيعية في ألمانيا امتدادًا للنفوذ الإيراني بالبلاد، فعلى الرغم من انتشار عناصر الحرس الثوري وما ينبثق عنه كفيلق القدس إلى جانب حزب الله كأحد أطر التوغل الإستراتيجي والاستخباري، تبقى المراكز الدينية والثقافية متغيرات مهمة لاختراق المجتمع والتأثير بعمق في هوية أفراده ومحددات انتماءاتهم السياسية والإيدلوجية.

أن تخفي الأهداف الحقيقية للمراكز الشيعية كونها مجرد منظمات للعمل المدني يفوق الخطر الذي تشكله المجموعات المسلحة لإيران كحزب الله وغيره لأن العناصر الفاعلة بداخلها تنشط بعلم في دائرة اختاراتها بإرادة واضحة تعلمها السلطة وتراقبها،  ووظفت إيران عملاء  كستار لعمليات خفية للتمويل والاستقطاب الإيدلوجي بما يؤثر على أمن برلين على المدى البعيد.

وكشف  تقرير الاستخبارات الالمانية يوم 10 يوليو 2020 ، عن أنشطة الإستخبارات الإيرانية داخل المانيا، متورطة بالتجسس ضد معابد يهودية وغيرها. وأشار التقرير إلى المركز الإسلامي في هامبورغ القيم، يُعدّ: “أهم  المراكز لإيران في ألمانيا” وقد أنشأ المركز شبكة وطنية من الاتصالات داخل كثير من المساجد والجمعيات الشيعية وتمارس تأثيراً كبيراً عليها. وأضاف التقرير أن إيران “تحاول ربط الشيعة من جنسيات مختلفة بنفسها، ونشر القيم الاجتماعية والسياسية والدينية الأساسية للدولة الإيرانية في أوروبا”، وقد تناولت الاعلامية راغدة بهنام، مراسلة العربية بالتفاصيل.

حزب الله فى ألمانيا .. الإستخبارات الألمانية

تبلغ نسبة المسلمين بألمانيا حوالي 4.7 مليون، طبقًا لإحصائيات يمثل الشيعة حوالي (7%) وتشير الإحصائية الصادرة عن وزارة الداخلية في 13 يوليو 2020 حول أعداد المتطرفين واتجاهتهم في 2019 إلى عدم تناقص أعداد العناصر المنتمية لحزب الله وبقائها عند (1,050) بين عامي 2019 و2018، ومع تفعيل السلطات للحزب كجماعة إرهابية في 30 أبريل 2020  يفترض أن تتناقص عناصره.

الرعاية الإيرانية للمراكز والمساجد -الإستخبارات الألمانية

الرابطة الإسلامية للتجمعات الإيرانية في ألمانيا

تُمثل الرابطة الإسلامية (Islamische Gemeinschaft der Schiitischen Gemeinden Deutschlands) (IGS) أبرز الكيانات المتهمة بكونها ذراع توسعي لإيران في ألمانيا، وتأسست في 7 مارس 2009 إذ تضم تحت مظلتها العديد من المراكز ما يجعلها تبدو كالتنظيم الأم لمنظمات إيران بألمانيا.

أن البارز في ملف الرابطة هو صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك والتي اهتمت خلال السنوات القليلة الماضية بالرد على الاتهامات التي تطال بعض المراكز كونها دعائم لإيران، والتي ظهر فيما بعد أن هذه المراكز بالفعل تُستخدم كأدوات تمويل لعناصر حزب الله في لبنان وأبرزهم مركز المصطفى.

وتدافع الرابطة أيضًا عن المركز الإسلامي في هامبورج (IZH) والذي يعمل ضمن دائرتها ضد رغبة الحزب الديمقراطي المسيحي في حظره، ويرأس الرابطة أحد أهم رجال الدين  في إيران وهو “محمود خليل زاده” الويدير كذلك مركز الثقافة الإسلامية في فرانكفورت كما انه إمام لمسجد الإمام علي.

تهتم الرابطة بأنشطة الندوات واللقاءات الشبابية إلى جانب الزيارات السياسية، ففي 30 أبريل 2018 التقى “خليل زاده” برئيس ألمانيا الاتحادية، “فرانك فالتر شتاينماير” في قصر بلفيو ببرلين في إطار رغبة الأخير نحو إجراء محادثات مع جميع المراكز الدينية لمحاربة التطرف، وتزعم الرابطة أن التمويلات التي تتحصل عليها تعتمد على التبرعات واشتراكات الأعضاء. الإستخبارات الإيرانية .. . مساعي لإستنزاف أوروبا و الغرب

المركز الإسلامي في هامبورج (IZH)

يأتي المركز الإسلامي كأبرز واجهة للنظام الإيراني بألمانيا، فبحسب تقرير أورده مكتب حماية الدستور في أغسطس 2020 أشير إلى (IZH) كأداة للملالي تعمل جنبًا إلى جنب مع سفارة طهران، وقد تأسست في يونيو 1953، ويُعرف مسؤوليها بأنهم مبعوثين المرشد الأعلى إلى برلين.

ويتولى “محمد هادي” مفتح إدارة (IZH) منذ 2019، وكان مفتح يشغل عضوية المجلس الأعلى للحوزة الإسلامية في قم حتى 2018، ما جعله يبدو كأنه مرسل من طهران، وهو ذات الشئ مع المدير السابق لـ(IZH) آية الله رضا رمضاني (2009 -2018) الذي عينه آية الله خامنئي في أغسطس 2019 أمين عام لمجلس أهل البيت الدولي.

يطال المركز شبهات بالتورط في تمويل حزب الله  والتعاون معه، إذ قدمت المجموعة البرلمانية عن الحزب الديمقراطي المسيحي في 20 مايو 2020، وفقًا لموقع (welt)، طلبًا بحظر المركز وأنشطته لما أبداه من تضامن مع حزب الله وبالأخص بعد القرار الألماني بتصنيفة إرهابيًا، ويعتقد الحزب أن توجهات المركز تضر القيم المجتمعية لألمانيا

وأفاد تقرير مكتب حماية الدستور الصادر في يوليو 2020 حول المراكز المضادة للدستور والنظام الديمقراطي للدولة بأن مركز هامبورج هو امتداد للحكومة الإيرانية وأن رئيسه يمثل المرشد الأعلى خامنئي، كما يمارس المركز تأثيرًا على الجاليات المسلمة و يضر بقيم المجتمع، وتتركز أنشطته حول المحاضرات والاحتفالات الدينية ودروس اللغة ويصدر عنه مجلتين كل ثلاثة أشهر وهما الفجر والشباب المسلم.

مركز الثقافة الإسلامية فرانكفورت – الإستخبارات الألمانية

يرتبط مركز الثقافة بـ(IGS) إذ يديرهما نفس الشخص وهو “محمود خليل زاده”، ويهتم المركز بالأنشطة الدينية والتعليمية عبر التواصل مع مجموعات في كربلاء وطهران ويكشف الموقع الرسمي الارتباطية بين المركز وقادة النظام الإيراني.

جمعية الإرشاد في برلين

ارتبطت جمعية الإرشاد ( Markaz-Al-Qaem Al-Irschad) بالحملة الأمنية التي شنتها السلطات الألمانية على المؤسسات التابعة لحزب الله بالتزامن مع قرار الحظر المفعل في 30 أبريل 2020، وفقًا لما أوردته بي بي سي حول المراكز التابعة للحزب في برلين.  ويبرز “الشيخ باقر الشحرور” كأهم المحاضرين بالمركز ومعه الشيخ “مهدي خليل” وكلاهما يمثلان امتدادًا للنظام الملالي بألمانيا، بينما تهتم جمعية الإرشاد بالمحاضرات الدينية .

مركز الحسنين برلين

يعد مركز الحسنين (Markaz Al-Hassanein Berlin) امتدادًا لمفهوم المقاومة الذي يتبناه حزب الله ومؤسسيه بلبنان، فهو تابع لـ(مؤسسة ا محمد حسين فضل الله)  كما انه الفرع الألماني لمسجد الحسنين ببيروت. ويدير مركز الحسنين ببرلين “محمود نعمان”

 إجراءات ألمانيا لتقويض التغلغل الإيراني -الإستخبارات الألمانية

تتسم أغلب الإجراءات المتخذة من جانب مسؤولي ألمانيا ضد مراكز إيران بالحداثة إذ ارتبطت أغلبها بحظر أنشطة حزب الله بعد سنوات من الاكتفاء بتصنيف جناحه العسكري فقط كإرهابي، إذ شنت السلطات بهامبورج في 20 مايو 2020 حملات مداهمة ضد (30) مسجد ومؤسسة ثقافية بالبلاد تعتقد بتواصلها مع حزب الله وتسهيل وصول الأموال إلى فرعه بلبنان، وفقًا للعربية.

ولفتت “دويتشيه” في أبريل 2020 إلى شن الشرطة لحملات  ضد مساجد ومراكز تابعة لحزب الله في برلين ودورتموند ومونستر بعد سنوات من مراقبتها لوجود معلومات بتواصلها مع قادة الحزب بلبنان، كما  كشفت الاستخبارات الألمانية في 19 يوليو 2020 وفقا للعربية أن مركز  المصطفى يستخدم لجمع التبرعات للمسلحين في لبنان، ويذكر أن مركز المصطفى يعمل تحت مظلة (IGS).

الخلاصة

يتضح ضلوع الكثير من المراكز الإيرانية في ألمانيا بأواصر قوية مع إيران وذراعها المسلح حزب الله ما يجعل برلين تحت تهديد كبير إذا ما أشركنا سبب حظر الحزب إلى المتغيرات السابقة وهو وجود كميات من مادة نترات الأمونيوم شديدة الانفجار في مخازن تابعة للجماعة، ما يعني أن إحتمالية تنفيذ عمل إرهابي داخل البلاد تزداد فضلا عن وضع الأجهزة تحت ضغط أمني مضاعف.

يضاف إلى ذلك احتمالية نقل الصراع بين طهران وواشنطن حول الملف النووي إلى ألمانيا وتهديد المصالح الأمريكية بداخلها، وبالأخص  وجود مؤشرات ودلالات  بأن إيران يمكنها استخدام مراكزها بألمانيا لتنفيذ هجوم إرهابي ضد حلفاء واشنطن أو مصالحها المباشرة، ومع ربط التصعيد الأمريكي الإيراني بحظر حزب الله تتصاعد المخاوف من العنف الإيراني المحتمل.

أن الدعم الإيراني الموجه لمراكزها الدينية والثقافية بألمانيا نجح في خلق إيدلوجية متوافقة مع تحركات النظام لدى الجاليات الايرانية والتابعة لها والتي ظهرت في حرص الكثير من المراكز والمساجد على تأبين قاسم سليماني قائد فيلق القدس، ما ينبغي معه رفع درجة الاستعداد الأمني والثقافي للتعامل مع روافد الفكر الإيراني بالبلاد.

 المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post طهران تراقب عن كثب رفع الحظر عن السلاح
Next post إستراتيجية مكافحة الإرهاب الفرنسية … ترسانة قانونية وتعزيز التعاون بين الوكالات