“ماكرون” والمعركة المفتوحة مع ملياري مسلم

Read Time:2 Minute, 17 Second

ابراهيم عطا: كاتب فلسطيني

إذا كان المدرس الفرنسي المقتول الذي قام باعادة عرض الرسوم المسيئة أمام طلابه قد اهان الاسلام والمسلمين من خلال حرية التعبير المشرعة (للتهجم على المسلمين)، والمحرمة (عندما يتعلق الامر باليهود)، الا ان الطالب القاتل الذي قطع رأسه (ان صحت الرواية الرسمية) اساء للاسلام اكثر من المدرس نفسه، لان هذا العمل (الاجرامي) الفظيع لا يعبر عن دين محمد الوسطي الحنيف، ولا يعطي للاخر الا صورة معاكسة لحقيقة الاسلام المتسامح…
واذا شعرنا بالنشوة والفرح عند رؤية المدرس المذبوح، او هللنا بالجريمة التي وقعت يوم أمس في مدينة نيس، ولما قد يقع في الايام المقبلة، معتبرين انه “انتقاما لرسولنا الكريم” فهذا يدل على خلل بداخلنا، ومؤشر على مرض يعترينا، واننا بحاجة إلى علاج نفسي عاجل وتاهيل حضاري متكامل…لان من يقبل بهذه المعادلة “الداعشية” لا يختلف البتة عن الارهابيين التكفيريين المدعومين من الصهاينة والغرب نفسه بغية تشويه صورة الاسلام الحقيقية…
ولا يظن احدا انني برأيي هذا اؤيد وجهة نظر الرئيس الفرنسي الماكر الذي اعتبر ان الاسلام في ازمة وانه بحاجة إلى اعادة صياغة وما الى ذلك…فما قاله لم يرد به سوى اطلاق شرارة تحريضية قد تفتح مرحلة جديدة من الحرب على العرب والمسلمين باسم محاربة اعداء فرنسا المتطرفين …لا، ليس من حقه او من حق بلده او اوروبا التحدث باسم الآخرين، او حتى الدفاع عن حرية التعبير المستخدمة بازدواجية واضحة ومكشوفه، فهم كاذبون ومنافقون الى ابعد الحدود، لانهم لا يتقبلون حرية الرأي او التعبير عندما يتعلق الامر باليهود او بكيانهم المعبود، ولا يترددون باشهار سلاح “معاداة السامية” بوجه كل من يتجرأ ويتحدث عن الاحتلال الاسرائيلي وعن جرائمه المتكررة… وقد وصل بهم الامر قبل بضعة سنوات الى محاكمة وسجن الفيلسوف والكاتب الفرنسي روجي جارودي بسبب كتابه “الاساطير المؤسسة لدولة أسرائيل”، والذي شكك فيه بضحايا الهولوكوست، وغيره الكثيرين ممن تعرضوا لتكميم الافواه لانتقدامهم الكيان الصهيوني…
هؤلاء الماكرون وعلى راسهم ماكرون ربما ارادوا تعميق الشرخ والفتنة والنفور من الاسلام، الا ان النتيجة، وبفضل الحراك شبه الموحد لحوالي ملياري مسلم على وجه الارض، انقلبت لغير صالحهم، وذلك من خلال الاستجابة الواسعة والمقاطعة والتذكير بتاريخ فرنسا الاسود، وقد كان له وقعا ليس على فرنسا وحسب، بل على العالم برمته، لانه بعث برسالة مفادها أن وحدة المسلمين قد تغير مجرى الاحداث، لو وجهت توجيها صحيحا،…لذلك تمنينا أن تكون هناك مرجعية قوية وموحدة تعمل على جمع الصفوف والاجماع تجاه كل ما ومن يمس مشاعر المسلمين التي لا يجب أن نحصرها فقط في الاستهزاء من رموز الاسلام، انما يجب أن تمتد الى معاناة كل مسلم (شخص او بلد) يتعرض للاساءة والمهانة…
وربما ما كان ليتجرأ لا ماكرون ولا غيره من الغرب المنافق لو رصت صفوف المسلمين من البداية بوجه المحتلين الصهاينة لتحرير مسرى الرسول الكريم الذي يتعرض للتدنيس المستمر، وتتعرض فيه المرابطات المسلمات لشتى انواع التنكيل والاهانة، وهو ما لا يقبل به النبي محمد او يتحمله اكثر من أي رسوم مسيئة لشخصه… وكل عام وانتم بخير …وجمعة طيبة لكل الاحبة…ابو انس

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post لن يقوم مجلس الوزراء بزيادة رواتب عاملي الرعايا الصحية
Next post الحكومة الفلمنكية وتمويل تدوير فوط الأطفال