يوم اختفت أجاتا كريستي*
بقلم: ياسمينة صالح*
شبكة المدار الاعلامية الاوروبية …._هل تعلمون قصة اختفاء أجاتا كريستي؟ لم تكن معروفة وقتها. كانت بالكاد تبدأ خطواتها الأولى في عالم الكتابة الروائية، بعد أن أصدرت باكورة أعمالها. حظيت بالاعجاب، وليس بالشهرة..
يومها كانت أجاتا تعيش حالة من التوتر وعدم الاستقرار في حياتها الزوجية. هددها زوجها بالطلاق، ونفذ التهديد بمغادرة البيت، كانت تعرف أن ثمة امرأة أخرى في حياته وأن قرار الانفصال هذه المرة لا رجعة فيه!
أجاتا كريستي صاحبة أكثر الروايات البوليسية مبيعا واجهت الإحباط بقرار الاختفاء! كانت الفكرة بدائية: أن توهم الناس بتعرضها إلى حادث ولم لا إلى القتل.!
عثرت الشرطة على سيارتها، لكن التفكير في جريمة لم يكن واردا. بلا جثة لا مكان لجريمة!
خطة أجاتا باءت بالفشل، إذ بدأت الصحف تتناول خبر اختفاء “كاتبة مغمورة” بعد أشهر من صدور روايتها الأولى، وبدأ الغمز واللمز من أن كريستي تبحث عن الشهرة! بينما كانت هي متواجدة مع صديقتها بأحد الفنادق في الجنوب البريطاني، منتحلة إسما مستعارا!
الغريب أن مخيلة أجاتا كريستي الروائية خانتها من جديد إذ أن أحد عمال الفندق تعرف عليها. الصحف وقتها نشرت صورتها بل أعلن زوجها عن مكافأة مالية لمن يساعد على الوصول إليها!
كان السؤال هو لماذا قررت أجاتا كريستي الاختفاء؟ هل بسبب مشاكلها الزوجية ورفضها الطلاق؟ أم كانت تبحث عن لفت الأنظار إليها؟
زوجها الذي كاد يسجن على خلفية التهم الموجهة إليه من ضمنها تهمة قتلها وإخفاء جثتها، رجع إليها بعد عودتها إلى البيت! قيل ان الطلاق حدث فعلا بعد سنة واحدة من هذه الحادثة!
السؤال الآخر والذي يبدو ملحا هو لماذا فشلت مخيلة أجاتا كريستي في رسم خطة أفضل من تلك الخطط البدائية التي لا تخلو من مكر “حريمي”؟ هل خانتها موهبتها مثلا؟
الغريب في الأمر أن أجاتا كريستي ظلت طوال حياتها تتجنب الحديث عن تلك الحادثة، بل تجاوزتها تماما عندما أصدرت (مذكراتها) !
مهما يكن، فما صنعته أجاتا كريستي روائيا تجاوز الشهرة، بعالمها البوليسي الذي يجعل القارئ يبحث عن المجرم بين صفوف الطيبين. أليس هذا نتاج فشل خطتها الأولى والأثيرة؟
*ياسمينة صالح رواية جزائرية مقيمة في كندا
*المقال من كتابها: أفكار مجرّدة
Average Rating