مستقبل العلاقات مع واشنطن في ظل إدارة بايدن

Read Time:5 Minute, 45 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_     ما زالت هناك الكثير من القضايا الخلافية  تخيم على العلاقة بين واشنطن وبروكسل  بالرغم من  تغير الإدارة الأميركية. وتراهن أوروبا على الإدارة  الأمريكية الجديدة برئاسة “جو بايدن” بعد أربع سنوات صعبة مع سلفه “دونالد ترامب”. ويأمل رؤساء دول الاتحاد الأوروبي فى حل الخلافات بين الطرفين  وتوسيع أوجه التعاون فى كافة المجالات الأمنية والعسكرية والاقتصادية.

اتفاقية الأجواء المفتوحة

أعلنت زارة الخارجية الأمريكية إن انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة “الأجواء المفتوحة” دخل  حيز التنفيذ وبذلك “لم تعد واشنطن رسميا طرفا في المعاهدة” وفقا لـ”فرانس24″ في 22 نوفمبر2020. وكان الرئيس المنتخب جو بايدن قد تعهد بإعادة  بلاده إلى الاتفاقية في أول يوم له في البيت الأبيض.

اتفاقية درع الخصوصية – الاتحاد الأوروبي

أصدر القضاء الأوروبي حكما من شأنه أن يبطل صلاحية اتفاق أساسي يسمح بنقل البيانات الشخصية بين الاتحاد الأوروبي ويسمى “درع الخصوصية” (برايفاسي شيلد( وكتب رجل القانون النمساوي “ماكس شريمز”  أن “على الولايات المتحدة القيام بإصلاح جدي في مجال المراقبة لتعود شركاتها إلى وضعها ‘المميز’” الذي يسمح بنقل البيانات لها.

ويقول “أليكساندر رور”  من رابطة صناعة الحاسوب والاتصالات ومقرها في بروكسل “يخلق هذا القرار حالة من عدم اليقين القانوني لآلاف الشركات الصغيرة والكبيرة على جانبي المحيط الأطلسي الذين يعتمدون على ‘درع الخصوصية’ لنقلهم اليومي للبيانات التجارية”. وأضاف “نأمل في أن يتوصّل صناع القرار الأوروبيين والأمريكيين إلى حل دائم بسرعة بما يتوافق مع القانون الأوروبي لضمان استمرار تدفق البيانات”. وفقا لـ”فرانس 24″ في  16 يوليو 2020.

اتفاقية تعاون دفاعي مع بولندا -الاتحاد الأوروبي

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، في 3 فبراير2021 ، تراجعها عن قرار سحب قواتها من ألمانيا.ونقلت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية عن قائد القوات الأمريكية في أوروبا، الجنرال تود وولترز، قوله: “البنتاغون علق كافة استعداداته لتنفيذ قرار الرئيس السابق دونالد ترامب، سحب نحو (12) ألف جندي أمريكي من ألمانيا”.وتابع وولترز قائلا “حتى الآن، تم تعليق كل هذه الخيارات، وستتم إعادة النظر فيها من البداية إلى النهاية”.

وكان قد وقع وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” اتفاقية تعاون دفاعي جديدة ستُنقل بموجبها قوات أمريكية من ألمانيا إلى بولندا. وبحسب الاتفاقية، سيرتفع عدد القوات الأمريكية في بولندا إلى حوالي (5500) جندي.ويقول وزير الدفاع البولندي “ماريوس” بلا شك إن العدد قد يرتفع سريعا إلى (20) ألف في حال كان هناك تهديد يبرر ذلك وفقا لـ”BBC” في 16 أغسطس 2020 .

يرى منسق الحكومة الألمانية لشؤون عبر الأطلسي” بيتر باير” في وفقا لـ”DW” في 29 يوليو 2020 إن خطة خفض عدد الجنود الأمريكيين في ألمانيا “ليست في المصلحة الأمنية لألمانيا أو الناتو، ولا معنى لها من الناحية الجيوسياسية بالنسبة للولايات المتحدة”.

قلق فرنسي من تخفيض القوات في منطقة الساحل

صعد تقرير سابق لصحيفة “نيويورك تايمز” تحدث عن انسحاب “محتمل” للقوات الأمريكية من منطقة الساحل الأفريقي، من المخاوف بشأن انعكاسات مثل هذه الخطوة على  المستوى الأمني في المنطقة وفقا لـ”DW” في 1 فبراير 2020. ويثير احتمال سحب القوات الأمريكية من الساحل الإفريقي، قلق فرنسا التي تعتمد على المعلومات المخابراتية والتسهيلات اللوجيستية الأمريكية. وكانت فرنسا قد طالبت في وقت سابق الولايات المتحدة الأمريكية بإبقاء دعمها العسكري في غرب إفريقيا. ويقول “تشارلز جوردون” المدير الإداري لشركة ميناس الاستشارية في شؤون المخاطر “أعتقد أن الولايات المتحدة تعتبر أن الساحل هو مجال فرنسا وبالتأكيد مشكلة أوروبا، وبالتالي فهي تريد أن تفعل أقل قدر ممكن هناك”.

تعاون أمني مع بريطانيا وسلوفينيا -الاتحاد الأوروبي

أعلنت الحكومة البريطانية، حظر شركة هواوي من شبكات اتصالات الجيل الخامس (5G) الخاصة بها وأتى قرار لندن نتيجة ضغوط شديدة تصاعدت وتيرتها مؤخرا من جانب الإدارة الأمريكية بسبب مخاوف أمنية. وقعت الولايات المتحدة الأمريكية اتفاق بشأن أمن شبكات الجيل الخامس مع سلوفينيا في أغسطس 2020. ودارت مناقشات حول إمكانية مشاركة الولايات المتحدة في بناء مولد جديد في محطة كرسكو للطاقة النووية، التي تديرها سلوفينيا بالاشتراك مع كرواتيا.  وأفاد “ميلان برغليز”عضو البرلمان الأوروبي وعضو قيادة الحزب الديمقراطي الاجتماعي السلوفيني، إن “توقيع الإعلان السياسي بشأن أمن شبكات الجيل الخامس بين وزيري الخارجية لكل من سلوفينيا والولايات المتحدة، لا يتماشى مع مصالح سلوفينيا”. وفقا لـ” العرب اللندنية ” في 19 أغسطس 2020

مذكرة تفاهم بشأن زيادة التعاون في القضايا الأمنية مع قبرص

أبرمت واشنطن مذكرة تفاهم مع إدارة قبرص الرومية بشأن زيادة التعاون في القضايا الأمنية والعسكرية. وأعلنت الخارجية الأمريكية أن مذكرة التفاهم تشمل إنشاء مركز الأمن البري والبحري والموانئ في قبرص. سيضمن للولايات المتحدة ولشركائها تقديم الدعم الفني في مجال أمن الحدود والموانئ والجمارك. وأوضحت أنه سيتم تأسيس منصات أمنية عدة في هذا الصدد وفقا لـ”سبوتنيك” في 14 سبتمبر 2020.

تقييم العلاقات الأوروبية مع الرئيس الأمريكي السابق :ترامب

– أظهرت استطلاعات للرأي أجراها مؤخرا “مركز بيو للأبحاث” أن صورة الولايات المتحدة في أوساط الأوروبيين تراجعت إلى مستويات قياسية، حيث لم يعد إلا (26 %) من الألمان ينظرون بشكل إيجابي الآن إلى القوة العظمى. في دراسة أجراها في الصيف “المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية” في بروكسل، قيل إن الأوروبيين فقدوا الثقة في الحليف الوثيق سابقا الولايات المتحدة الأمريكية. ولاسيما “التدبير الفوضوي لوباء كورونا من طرف الرئيس ترامب ساهم في أجواء قاتمة”. وفقا لـ”DW” في  1 نوفمبر 2020.

– اعتبر المتابعون للسياسات الأميركية الراهنة في ظل حكم الرئيس “دونالد ترامب” أنها مليئة بالتناقضات، خاصة إذا ما تعلق الأمر بالحلفاء الأوروبيين، انطلاقا من انسحابها من اتفاقية باريس للمناخ والاتفاق النووي الإيراني وصولا إلى فرض رسوم على واردات الفولاذ والألمنيوم من الاتحاد الأوروبي وإضعاف منظمة التجارة العالمية، وجه ترامب ضربة تلو الأخرى للتعددية التي يوليها الأوروبيون أهمية بالغة كنهج في التعامل مع التحديات الدولية وفقا لـ”فرانس 24″ في  19 أكتوبر 2020.

– أشارت “سودها ديفيد ويلب” من مركز “صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة”، إن “العلاقة عبر الأطلسي باتت فعليا في غرفة الإنعاش”. وأضافت “ديفيد ويلب” إلى أن “الأوروبيين ينظرون إلى أمريكا ويعتقدون أن هناك العديد من المسائل الداخلية التي تفكك البلاد وبالتالي كيف يمكنها أن تكون شريكا جيدا في وقت كهذا؟”.

مستقبل العلاقات الأوروبية في عهد الرئيس الأمريكي “بايدن” 

–  تقول” فون دير لايين” رئيسة المفوضية الأوروبية  أمام البرلمان الأوروبي إن أوروبا “لديها من جديد صديق في البيت الأبيض بعد أربع سنوات طولية” من عهد الرئيس دونالد ترامب. وأضافت “الولايات المتحدة تعود وأوروبا مستعدة لاستئناف التواصل مع شريك قديم موثوق لإعطاء حياة جديدة لتحالفنا الثمين”.

– تبنى المجلس الأوروبي  بياناً خط فيها الخطوط العريضة للعلاقات المستقبلية مع واشنطن، وشدد البيان على “أهمية الشراكة الاستراتيجية” بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.  ودعا بايدن إلى العمل “معاً” للحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران. كذلك على ضرورة أن يكون هناك “حوار سياسي استراتيجي شامل مع الولايات المتحدة على أعلى المستويات وهناك مساعي مستقبلية لللاتحاد الأوروبي لتوسيع مجالات التعاون  فيما  يتعلق بالتكنولوجيا والتهديدات السيبرانية، والأمن وتبادل المعلومات.

– يرى الخبير السياسي” جوزيف دو فاك ” أن الاتحاد الأوروبي  لا يريد أن يتبع منطق الصديق-العدو الأمريكي، ولكن أن يسلك طريقه الخاص. ويبدو هذا واضحاً في اتفاقية الاستثمار مع الصين  – التي تم ابرامها مؤخراً دون التشاور مع الرئيس الأمريكي المنتخب حديثاً. و تُعتَبَر هذه الخطوة علامة على شروع ألمانيا – بصفتها المحرك الرئيسي للاتفاقية – في طريق “السيادة الأوروبية” الذي تبناه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وإن كان ذلك مع تركيز قوي على السياسة الاقتصادية. وكما يتكهن دو فاك، فإن المؤرخين المستقبليين قد ينظرون إلى الاتفاقية بوصفها “إعلان استقلال أوروبي عن الولايات المتحدة”.

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الاستخبارات

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post هل ستغير قطر علاقاتها مع الإخوان المسلمين بعد المصالحة الخليجية؟
Next post الإخفاق الاستخباراتيّ في محاربة الإرهاب… ونماذجُ عن حادثة لوكربي وهجمات 11 سبتمبر