تهريب البشر ـ عصابات ليبية ومساعي أوروبية خجولة للحد من الهجرة غير الشرعية

Read Time:5 Minute, 10 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_يشكل ملف تهريب والاتجار بالبشر مصدر تهديد  للعديد من الدول الأوروبية ،ومصدر ثراء للميليشيات المسلحة الليبية التي تنفذ مهامها بدعم وغطاء مشبوه ، وما يترتب على ذلك من عمليات الهجرة غير الشرعية ، وأرسل مهربو البشر الذين يعملون بحرية في ليبيا مئات الآلاف من المهاجرين إلى أوروبا ولا سيما إيطاليا عن طريق البحر منذ عام 2014.

أبرز عصابات التهريب فى ليبيا

تمر رحلة المهاجرين بعدة مراحل عبرعدة شبكات تهريب متسلسلة، حيث يبدأ خط التهريب من حدود ليبيا الجنوبية المشتركة مع النيجر والتشاد  ومن أبرزمهربى البشر فى ليبيا :

ميليشيات بمنطقة قبائل التبو: تسيطر على أغلب مسارات التهريب الرئيسية، خاصة الشبكات الرابطة من مدينة أغاديز بالنيجر حتى جنوب ليبيا ،و تتكفل بنقل المهاجرين وإيصالهم حتى مدينة سبها.

المركز الرئيسي لتجمع المهاجرين : تعد المركز الرئيسي لتجمع المهاجرين تهتم المجموعات المسلحة التابعة لقبيلة أولاد سليمان التي تسيطر على المدينة بنقل المهاجرين.

ميليشيات أحمد الدباشيتعد ميليشيات أحمد الدباشي من أكبر عصابات الهجرة غير الشرعية وأبرز قوة عسكرية، حيث تتضمن حوالي 500 فرد، وهي تتخذ من مدينة صبراتة القريبة من إيطاليا مقرا لها

ميليشيات مصعب أبو قرينتتخذ من منطقة “دحمان” و”جهة الوادي” القريبة من صبراتة على شاطئ البحر مركزا لتجميع المهاجرين قبل تسفيرهم.

ميليشيات الحسن الدباشيوهي مجموعة صغيرة تتخذ من مصيف تليل السياحي مقرا لنشاطها، ويقتصر عملها على جلب المهاجرين الأفارقة من دون إرسالهم في القوارب.

ميليشيات إبراهيم الحنيش: ومقرها مدينة الزاوية، وتسيطر على أغلب مسالك الهجرة غير الشرعية المنطلقة من سواحل الزاوية.

ميليشيات أبو عبيدة الزاوي : تتخذ من مدينة الزاوية مقرا لها، وأبو عبيدة الزاوي هو أمير أقوى الفصائل المسلحة غرب ليبيا المقربة من تنظيم القاعدة.

أطلقت العملية صوفيا فى في 2015، للتصدي للمهربين فى البحر المتوسط ،وأطلق الاتحاد الاوروبي الاثنين اسم “صوفيا” على عمليته البحرية لمكافحة شبكات مهربي اللاجئين في البحر المتوسط، وهو اسم فتاة ابصرت النور بعد انقاذ مهاجرين على مركب كان يواجه صعوبات.

ساهمت عملية صوفيا في “اعتقال أو تسليم السلطات الإيطالية (110) من المهربين،كما ساهمت في وقف استخدام (470) مركبا” وفي إنقاذ (40) ألف شخص في البحر، وتدريب اكثر من (200) عنصر من خفر السواحل الليبيين،و تطبيق الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على الأسلحة قبالة سواحل ليبيا.

وطلبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي “فيديريكا موغيريني” فى يونيو 2016 من الأمم المتحدة السماح للعملية البحرية الأوروبية قبالة ليبيا، بمراقبة تطبيق حظر الأسلحة المفروض على هذا البلد، وحضت موغيريني لدى توجهها إلى أعضاء مجلس الأمن، المجلس على تبني القرار الذي تجري مناقشته والذي “يسمح لعملية صوفيا بتطبيق حظر الأمم المتحدة حول الأسلحة في أعالي البحار قبالة ليبيا”.

ومددت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي  فى يوليو 2017 حتى نهاية 2018 عملية صوفيا البحرية وعملية صوفيا تشارك أيضا في تدريب خفر السواحل الليبيين والبحرية الليبية ،بات ينص على احتمال زيادة تقاسم المعلومات التي تجمعها سلطات الدول الأعضاء والوكالات الأوروبية المختصة،وأبدت إيطاليا تحفظات عن نتائج عملية صوفيا في إطار استمرار تدفق المهاجرين إلى سواحل إيطاليا.

ويقول الاميرال الايطالي “انريكو كريدندينو” قائد عملية صوفيا الأوروبية  فى نوفمبر 2017 اوقفنا (119) شخصا يشتبه انهم مهربون، ودمرنا مراكب، ودربنا (201) عنصر من خفر السواحل وانقذنا حوالى (42) الف شخص في البحر،و ان الهدف من تدريب خفر السواحل الليبيين (الذين سيصل عددهم قريبا الى 400) هو في تزويد الليبيين بالقدرة والكفاءة للعمل بشكل سليم في البحر.

أعلنت عملية “صوفيا” البحرية التابعة إلى الاتحاد الأوروبي فى سبتمبر2017 ان إيطاليا تستضيف (87) عنصراً جديداً في جهاز خفر السواحل الليبي لتدريبهم ضمن برنامج يهدف إلى تحسين مكافحة تهريب المهاجرين في المتوسط ،ويخصص البرنامج لضباط في قوتي البحرية وخفر السواحل اللتين تشكلان رأس حربة في مواجهة المهربين المنطلقين من السواحل الليبية.

وأوضحت عملية «صوفيا» ان التدريب سيجرى في قاعدة للبحرية الإيطالية في تارانتو وأضاف البيان ان «التدريب يهدف إلى تعزيز أمن المياه الإقليمية الليبية عبر تحسين قدرات المتدربين وكفاءاتهم الأساسية على مستوى الأمن البحري، بما في ذلك نشاطات البحث والإغاثة لإنقاذ الأرواح والإخلال بنشاطات تهريب الممنوعات والبشر من السواحل الليبية وإليها».

 تورط ليبيا بدعم عصابات تهريب البشر

ذكر تقرير فى مارس 2018 أنه لا يزال خفر السواحل الليبي يواجه اتهامات من منظمات خيرية أوروبية بأنه يعمل بتهور خلال عمليات الإنقاذ مما يعرض حياة المهاجرين للخطر ، وكشف تقرير لمجلس الأمن الدولي فى فبراير 2018 ، أن معظم الجماعات المسلحة الضالعة في عمليات تهريب البشر والبضائع في ليبيا لها صلات بالمؤسسات الأمنية الرسمية بالبلاد ، و إن “الجماعات المسلحة، التي هي جزء من تحالفات سياسية وعسكرية أوسع نطاقا، تخصصت في أنشطة تهريب غير قانونية لا سيما تهريب البشر والبضائع”

وجاء في التقرير أن مهاجرين إريتيريين أبلغوا مراقبي العقوبات بأنه جرى اعتقالهم على يد “قوات الردع الخاصة” وهي جماعة مسلحة تابعة لوزارة داخلية حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، وسلمتهم إلى عصابات تهريب متعددة، وقالت اللجنة إنها تعمل على “تقييم ما إذا كانت قيادة قوات الردع الخاصة على علم بعمليات التواطؤ والتهريب التي تتم داخل صفوفها”.

 أبرز المنظمات الانسانية العاملة ف مابين السواحل الليبية وايطاليا 

افاد تقرير فى مايو 2017 أنه تتعاون أكثر من (35) سفينة، بما في ذلك قوارب خيرية خاصة، وقوارب تابعة لوكالة الحدود الأوروبية “فرونتكس”، وحرس السواحل الإيطاليون والليبيون، و 12 سفينة تجارية، لمنع غرق المزيد من المهاجرين وعملت على إنقاذهم

وشملت المنظمات غير الحكومية المجموعة المالطية، وهي محطة المعونة الخارجية للمهاجرين، التي بدأت عملها عام 2014 ومستمرة حتى الآن، وقد أنقذت المجموعة ما يقارب (30) ألف مهاجر كانوا يعبرون البحر المتوسط إلى أوروبا.

المنظمات الألمانية ” Sea Watch ” و” ” Sea Eye و ” Jugend Rettet والمنظمات غير الحكومية الإسبانية” “Pro-Activa Open Arms ، وغيرها من المجموعات مثل “إنقاذ الطفولة”Save the Children ”SOS Mediterranee. وتعمل هذه المنظمات على مسافة ما بين (20) و (50) كيلومترا قبالة سواحل ليبيا، بناء على إذن من المركز الإيطالي لتنسيق الإنقاذ البحري.

وتعمل هذه المنظمات غير الحكومية وفق نظامين مختلفين أثناء عمليات الإنقاذ، فمنظمات لديها سفن كبيرة وبالتالي فهي قادرة على إجراء عمليات إنقاذ كاملة، حيث تقوم هذه المنظمات بإنقاذ مهاجرين من البحر ونقلهم إلى الموانئ الإيطالية، بينما يتركز عمل المنظمات الأصغر على إنقاذ وتوزيع سترات النجاة والرعاية الطبية الطارئة أثناء انتظار سفينة أكبر لنقل المهاجرين إلى ميناء إيطالي.

التوصيات :

  • توسيع تدريب خفر السواحل الليبي لوقف تدفق المهاجرين .
  • تنشيط عدد من المشاريع المشتركة بين إيطاليا وليبيا لتخفيف موجة الهجرةالهجرة غير الشرعية .
  • توفير الآلية المناسبة لإعادة المهاجرين بشكل آمن.
  • تنظيم الهجرة بشكل قانوني ودعم التنمية الاقتصادية في دول يأتي منها المهاجرون.
  • توفير موارد أكثر لوكالة مراقبة الحدود الأوروبية “فرونتكس” من أجل مواجهة الهجرة غير الشرعية.
  • تبادل المعلومات الإستخباراتية بين الحكومات الأوروبية بشأن أنشطة التهريب غير المشروعة.

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post إيران سلّمت بايدن للتو أول اختبار لمصداقيته
Next post لا تتوقعوا من روسيا المساعدة في إنقاذ الاتفاق مع إيران