مارلين مونرو في غزة

Read Time:3 Minute, 46 Second

أحمد عمر

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_سكرت فضائيات التطبيع العربي وعواصم الاعتدال العربي وصحف الليكود العربي، وطاش صوابها، واضطربت أحوالها فزعاً لإسرائيل المحاطة بالأعداء، وغزة تقصفها بصواريخها “الكرتونية” عقاباً على محاولة بعض “الزاهدين” اليهود الصلاة في الأقصى. وزاد الطين بلة، أنَّ مظاهرات اندلعت في عواصم عالمية نصرة للقدس وغزة وليس لتل أبيب، فلجأت إلى حيلة “بص العصفورة”، والعصفورة هي الحسناء مارلين مونرو التي انتحرت من فرط هرمون السعادة أو قُتلت، وصارت عظامها مكاحل.

وكانت مارلين وسيلتها في التخذيل عن تل أبيب “الجريحة”، عاصمة الحداثة وسفيرة الإشعاع الغربي في الشرق الأوسط، وصرف أنظار مشاهديها عن غزة التي يحكمها طالبان عرب، فقرّظت جيش الهجوم الإسرائيلي، عفوا جيش الدفاع الإسرائيلي الرحيم العطوف الذي كان يتصل بسكان غزة، فهو يعرف أرقام هواتف الضحايا، ويخبرهم بموعد القصف الديلفري، ويأذن لهم بساعة صفا ينهبون فيها ما خفَّ وغلا من أمتعتهم.

ولم تفترِ الفضائية علينا كذبا بالقول إنّ سكان غزة شكروا إسرائيل على حسن صنيعها، أو طلبوا منها أن تنقذهم من براثن حماس وحكمها الطالباني الرجعي، ولم تقل إنهم ترجوها أن تفتح لهم غزة فتحاً فيعيشون في كنف إسرائيل وظلها الوارف، ويتنعمون بالهوية الإسرائيلية القوية، وعدالتها. فلله الحمد والمنة على “الصورة الصادقة” للواقع.

لكن هناك كتاب أذكياء أحسنوا التخذيل عن تل أبيب، نجدهم في صحيفة عربية ليبرالية اسمها الشرق الأوسط، وقد جمعت صحيفة الشرق “الأسود” دهاقنة البونابرتيين، وبينهم كاتب لبناني مجتهد وعلّامة وفهّامة، اعترف بالنصر، وإن لم يسمه نصراً، وعزاه إلى التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، وما كان التضامن ليقع لولا صمود غزة.

ليس نصراً، إنه مكسب هائل، حتى أوشك أن يطالب بعيد قومي للاحتفال بهذا التضامن العالمي.. كتب هذا المجتهد مقالا يتصيد فيه أخطاء حماس، ويندد بخطابها وحكمها، فهي رجعية مثل طالبان، لأنها تمنع الشيشة في غزة على النساء (وطالبان تمنعه على الرجال والنساء)، وليس في محلات الحلاقة الغزية صور لمارلين مونرو، وتلاحق الصحافيين.

ويبدو أن الشيشة مفيدة للصحة النفسية والبدنية ونحن لا نعلم، حتى كدنا أن نبكي على حرمان شعب غزة من نعمة الشيشة وفضلها على الصحة البدنية ورئات النساء ثيبات وأبكارا. وإن شرطة حماس تلاحق مصففي شعور النساء من الرجال (ولا تمنع تصفيف النساء لشعر النساء)، وتعتقل راقصي الهيب هوب، وليس الدبكات الفلسطينية، بل عذبت بعضهم، فكادت دموعي أن تسيل أنهاراً على ضحايا الهيب هوب المغاوير، وشعب غزة في حصار وفي ضيق وحرب وكرب، وكاد قلبي أن يميل لنتنياهو الذي يبيح الهيب هوب، ويجيز تحويل الجنس، بل إن خطيب حماس فتحي حماد كفر سياسياً في خطبته الأخيرة، فذكّر بدين المحتل، وهذا لا يجوز في صحفنا، فهي معاداة للسامية، فهي ليست حرباً دينية يا رفيق، إنه خلاف بين فريقين لكرة القدم!

وذكر أن حماس الطالبانية لفّقت تهماً للأونروا بـ”تعليم الطالبات اللياقة البدنيّة والرقص والفسوق”، وأغلقت “حديقة كريزي ووتر”.. انظر إلى الاسم الرائع للحديقة: حديقة الماء المجنون (وليس بلاك ووتر)، أحد أشهر مواقع الترفيه في القطاع، (فيها إذا مواقع ترفيه كثيرة يطرب لها كتاب الشرق الأوسط الغيورون على الترفيه). كما اضطرت الأونروا إلى إلغاء ماراثونها السنويّ في غزّة بعد القرار الرسميّ الحمساوي (وهذا وصف هجائي على الأغلب) بمنع النساء من المشاركة فيه. كذلك صُنّفت المسابقة الغنائيّة في حماسستان “معبود العرب” (Arab Idol) بأنّها منافية للأخلاق و”جريمة ضدّ قضيّة شعبنا”. لماذا تمنع حماس الطالبانية أن يكون للعرب معبود من البشر أسوة بغيرهم من عواصم الحداثة التي تعبد مارلين مونرو وجورج كلوني؟

وكان هذا الكاتب النحرير الذي لم ينتقد فرعون مصر الجديد، أو ملك السعودية وولي عهده بكلمة، ولم يذكر خاشقجي حتى بكلمة عزاء، قد سخر من أردوغان فتوّة حي قاسم باشا، واتهمه بتهمة كراهية المتاحف التي تعلّم التاريخ، بدليل أن أمريكا ليس فيها سوى المتاحف بعد أن أبادت الهنود الحمر. وجريمة أردوغان الوطنية أنه أعلن أيا صوفيا مسجداً، وفي إسطنبول مساجد بالآلاف يا رفيق، وفي فلسطين كذلك، بل إن الأرض كلها مسجد، فلمَ الصراع على الأقصى يا رفيق؟ وسخر من قبل من زواج نزار الريان من أربع نساء، ومن إنجاب حماد 24 ولداً، فهُما لا يفهمان في فقه الاقتصاد المنزلي. وفي رأي كاتب السطور أنَّ حماد مقصر في الإنجاب بثلاثة أولاد، فمعدل القتل الإسرائيلي هو إسرائيلي مقابل 27 فلسطينيا من جهة، وأن الإنجاب هو طريقة الترفيه الشرعية في غزة المحاصرة.

واتهم حكومة غزة بأنها تحذو حذو طالبان، التي توشك على تحرير بلادها من الفاتحين الأمريكان الذين ملؤوا أفغانستان بالورود والأزهار، بعد أن سمدوا أرضها بـ 7523 قنبلة وهو ما يعادل عدة قنابل نووية.

وكأني به ينصح حماس بأن تحذو حذو سويسرا التي يدّخر فيها ملوكنا العرب أموال شعوبهم، ويكثر فيها الانتحار، ويبلغ أربعة أشخاص يومياً، أو تحذو حذو فرنسا التي تُغتصب فيه ثلاث نساء يومياً، ويُقتل فيها 120 ضحية يومياً بسبب الخمور التي تمنعها حماس، أي نصف ضحايا أحد عشر يوماً من الحرب تقريباً، يا رفيق.

عربي 21

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post التعاون والثورة: الفلسطينيون وإنهاء الاستعمار الاستيطاني اليهودي الإسرائيلي
Next post اعتقال الشخص الذي صفع ماكرون