بين “بيتا” ونزار بنات تقف مكتوفة سلطة العار

Read Time:2 Minute, 40 Second

ابراهيم عطا: كاتب فلسطيني


كنت دائما اتساءل اين هي قوات الامن التابعة للسلطة الفلسطينية في كل مرة يعتدي فيها جنود الاحتلال الصهيوني على المواطنين والمصلين، واين يكون افرادها عندما تهاجم قطعان المستوطنين اراضي المزارعين الفلسطينيين وتعتدي عليهم، ولماذا لا نرى عناصرها في وقت الشدة الى جانب أبناء شعبهم من فلاحين ومصلين ومتظاهرين…
ويوم أمس جاء الرد على تساؤلاتي هذه ورايناهم، ويا ليتنا لم نرهم، فقد رأيناهم يخرجون وباعداد كبيرة من أجل ضرب المواطنين وقمع المتظاهرات المنددة بالجريمة البشعة التي ارتكبتها عصابات دايتون بحق الناشط السياسي الفلسطيني نزار بنات، فيا ليتهم استمروا في سباتهم المغناطيسي الطويل ولم نشاهدهم يخرجون بهرواتهم وخوذهم…
لم تكن فكرة مقالتي اليوم عن الشهيد نزار بنات الذي اختطفته واغتالته بعض العناصر ألامنية من أبناء جلدته (٢٧ عنصرا فقط)، لاني كنت أنوي الكتابة عن قرية “بيتا” الفلسطينية المقاومة جنوب مدينة نابلس والتي قررت مواجهة الاحتلال الاسرائيلي وطرد المستوطنين الذين اقاموا بؤرة استيطانية على جبل صبيح التابع لها، باساليب وعمليات جديدة ومستحدثة مثل الارباك الليلي بالموسيقى والمشاعل واحراق الاطارات وغيرها، دون انتظار المساندة والحماية من قوات الامن الفلسطينية، الا ان الجريمة الفظيعة التي راح ضحيتها نزار بنات لا يمكن ان تكون حادثة عابرة وتمر مرور الكرام لأي فلسطيني…
فالسلطة الفلسطينية في الاراضي المحتلة والتي لا تحرك ساكنا عندما يتعلق الامر بحماية مواطنيها من بطش المستوطنين الذين يتنقلون تحت رعاية ودعم القوات الاسرائيلية، لم تعد متورطة بالخيانة والتواطؤ مع المحتل، بل تعدت ذلك بكثير، واصبحت جزءا من هذا الاحتلال ومن ادواته الاجرامية التي تهدف لابقاء شعبنا تحت نير العبودية وقيود الاستعمار…
فعندما تصبح هذه السلطة أداة بيد سلطات الاحتلال لتكميم الافواه واعتقال وقتل المناضلين الفلسطينيين نيابة عن المحتل، يصبح واجب على كل فلسطيني المطالبة باسقاطها حالا والعمل على التخلص من قيادتها العميلة ومحاكمة كل رموزها الفاسدين…
جريمة اغتيال المعارض نزار بنات يوم امس على ايدي عصابات دايتون، والتي هزت مشاعر كل فلسطيني شريف، ستشكل اعتبارا من اليوم بداية النهاية لسلطة التنسيق الامني الفاسدة التي لن يدعها الشعب الفلسطيني تفلت من العقاب مهما حاولت غسل ايديها من هذه الجريمة عبر تشكيل اللجان وفتح التحقيقات، وتقديم اكباش الفداء على الطريقة الخاجقجية، لان شعبنا الواعي والمتعلم لن يرضى بظلم ولي الامر الجاهل الذي فرضه عليه المحتل نفسه، ولن يقبل بقمع الحريات من خلال الاعتقال والقتل لابنائه المناضلين…
كنا نأمل من هذه السلطة ان تقوم بارسال فرق لمساندة شباب “بيتا” المنتفضين، او أن تقوم بتقديم انذار او حتى شكوى للسلطات الصهيونية، وتطالبها بتسليم الجنود و المستوطنين الذين يقومون بالاعتداءات اليومية على المواطنين، ومن بينهم أربعة شباب من “بيتا” قتلهم جنود الاحتلال فقط لانهم كانوا يدافعون عن اراضيهم وحقولهم، ولم نتخيل أن يتم شكيل مثل هذه الفرق المدربة للتخلص من النشطاء السياسيين الذين يفضحون فساد السلطة وتواطئها الخبيث مع الاحتلال الصهيوني…
اما السيناريو المتوقع الان من “سلطة التنسيق الامني المقدس” هو محاولة اسكات الشارع الفلسطيني عبر تشكيل لجان وفتح تحقيقات يليها اتهام لبعض العناصر البسيطة، ولكن هذا السيناريو لن ينطلي على الشعب الفلسطيني، لان شعب الجبارين الذي يواجه اخر استعمار على وجه الارض ويتصدى لواحد من اقوى جيوش العالم تسليحا وتجهيزا، لا يمكن الضحك عليه بمسرحيات فاشلة نهايتها معروفة، ومن اخراج عصابة دايتون نفسها التي ارتكبت الجريمة، والتي تعمل لصالح المحتل وليس لتحقيق امال الشعب الفلسطيني بالحرية وتقرير المصير وبناء الدولة المستقلة…
فلنصرخ اليوم كلنا “نزار بنات” في سبيل حرية الراي والتفكير ومكافحة الفساد السلطوي، وكلنا “بيتا” في مواجهاتها اليومية على طريق النضال والمقاومة لتحرير كامل التراب الفلسطيني

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post عقوبات السجن قصيرة الأمد بقواعد جديدة في بلجيكا
Next post كأنهُ العشق …..