هل نجحت سياسات الاندماج في أوروبا؟ السياسات والمخاطر

Read Time:17 Minute, 41 Second

شبكة المدار الاعلامية الاوروبية …_لايزال ملف الاندماج في المانيا محط اهتمام السلطات الألمانية، والذي نشأ في جزء كبير منه بسبب التدفق التاريخي للاجئين بين عامي 2015 و 2019. حيث وافقت الحكومة الألمانية على مجموعة من الإجراءات تهدف إلى تعزيز اندماج المهاجرين في المجتمع. تتراوح بين تدابير الاندماج الأولية مثل دورات اللغة ودورات الاندماج ، إلى الجهود المبذولة لتعزيز التماسك الاجتماعي من خلال الأنشطة الاجتماعية ومعالجة التمييز والعنصرية.

الجالية المسلمة في ألمانيا -اللجوء

أظهرت دراسة للمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين بعنوان “حياة المسلمين في ألمانيا 2020″ في 28 أبريل 2020 أنه يعيش ما بين (5.3 و  5.6) مليون مسلم في ألمانيا، وهو ما يعادل (6.4 % حتى 6.7 % ) من إجمالي السكان. ومقارنة بنتائج آخر دراسة أجريت عام 2015، هناك زيادة  بنحو (900) ألف شخص”. يشكل المسلمون الأتراك غالبية المسلمين بينهم إذا تقدر نسبتهم بأكثر من النصف أو نحو (2.5) مليون نسمة. ويستقر معظم الجاليات المسلمة في المدن الرئيسية مثل برلين وهامبورغ وكولونيا وفرانكفورت. ومؤخرا لجأ أكثر من نصف مليون سوري إلى ألمانيا واستقروا في مختلف ولاياتها.   يقول رئيس المكتب “هانز إيكهارد زومر” في إطار الهجرة من الدول الإسلامية في الشرقين الأدنى والأوسط، أصبحت المجموعات السكانية من المسلمين أكثر تنوعا في السنوات الأخيرة”.وأضاف “وتظهر التحليلات أيضا أن مدى تأثير الدين على الاندماج غالبا ما يكون مبالغا فيه”، موضحا أن جوانب أخرى مثل مدة الإقامة أو أسباب الهجرة أو الوضع الاجتماعي تؤثر في عملية الاندماج إلى حد أكبر بكثير من الانتماء الديني.

مجالس الاندماج في ألمانيا

تمثل مجالس الاندماج في ألمانيا  المهاجرين على مستوى البلديات. وينتخب المهاجرين المجالس  كل خمس سنوات. يحق لكل بالغ (ألماني أو أجنبي) يقيم في ألمانيا منذ عام واحد على الأقل أن يرشح نفسه لمجلس الاندماج في بلدية المدينة (أو البلدة) التي تكون محل إقامته الرئيسي شرط أن يكون مسجلاً فيها منذ (3) أشهر على الأقل. ويمكن أن تكون الترشيحات فردية أو في قوائم مستقلة أو في قوائم تابعة لأحزاب سياسية ويحق التصويت لـ

  • الأجانب (الذين يحملون جنسية أجنبية).
  • الألمان المتجنسين
  • الأشخاص الذين حصلوا على الجنسية الألمانية لأن أحد الأبوين أقام في ألمانيا لأكثر من(8) أعوام وكان يحمل الإقامة الدائمة.

تساهم مجالس الاندماج في رسم استراتيجيات المجالس البلدية المتعلقة بالمهاجرين والتي تتعلق بالتربية والتعليم والعمل والصحة والشؤون الاجتماعية. تهتم مجالس الاندماج بمصالح المهاجرين داخل المجالس البلدية الألمانية، وتدعم التعايش المجتمعي داخل ألمانيا من خلال حل مشاكل المهاجرين ومكافحة العنصرية والتمييز. كما تساهم في  إصدار القوانين المختصة بالاندماج المجتمعي للمهاجرين بشكل أفضل كما تقدم الاستشارات والاقتراحات لإدارة هذه المجالس البلدية.

أبرز سياسات وبرامج الاندماج في ألمانيا -اللجوء

تشجيع الحصول على الجنسية الألمانية:  أعلن “فرانك – فالتر شتاينماير”  الرئيس الألماني في 22 مايو 2021 تشجيع الأجانب المقيمين في ألمانيا على الاستفادة من حقهم في الحصول على الجنسية الألمانية عند استيفائهم الشروط. ودعا الرئيس الألماني المتجنسين إلى المشاركة السياسية . قدم معهد برلين الاقتصادي في 22 مايو 2021  تقييمًا إيجابيًا بشكل عام، ولكن مع العديد من التحذيرات. كما يأسف لأن النساء اللائي يضطررن في الكثير من الأحيان إلى رعاية الأطفال الصغار والمهاجرين ذوي المهارات المتدنية ما زلن مهمّشات إلى حد كبير.

خطة عمل وطنية للاندماج : أعلنت المستشارة الألمانية  “أنغيلا ميركل” في 9 مارس 2021 بمشاركة قادة الدولة والمجتمع المدني عن (100) إجراء كجزء من خطة عمل وطنية للاندماج. ينقسم إلى (5) فئات تتراوح من تدابير ما قبل الاندماج مثل تحديد التوقعات قبل هجرة الشخص إلى ألمانيا ووصولاً إلى تعزيز التماسك االمجتمعي. وذلك من خلال الأنشطة  مجنمعية وتعليمية، كذلك تهدف الخطة إلى توسيع جهود مكافحة التمييزوالعنصرية فعلى سبيل المثال من خلال إنشاء مراكز استشارية مختصة بمساعدة الأفراد  الذين تعرضوا لخطابات عنصرية وكراهية  أو تم استبعادهم من وظيفة ما بسبب العرق أو الدين. وفي العام 2020، وافقت الحكومة الألمانية على أجزاء من خطة العمل، والتي تعلقت بتسهيل الوصول إلى سوق العمل والعروض الرقمية في التدريب اللغوي والاعتراف السريع ببعض المؤهلات الأجنبية. وشاركت العديد من منظمات المهاجرين في الأعمال التحضيرية للخطة.

برنامج لرفع كفاءة اللاجئين: يقول” هانس-إكهارد سومر”  المسؤول عن المكتب الفدرالي للهجرة واللاجئين في ألمانيا، إن (1 من كل 6 أشخاص) التحقوا ببرامج الاندماج “أميّ” حيث تطرح النسبة المرتفعة صعوبة أمامهم لالتحاقهم بسوق العمل. وأوضح “سومر” أن البعض نجح بتعلم اللغة الألمانية وبالوصول إلى المستويات “باء واحد” أو “باء اثنان” (المرحلة المتوسطة) واصفاً ذلك بـ”الإنجاز العظيم”، غير أنه أضاف أن نحو (50% ) من المتعلمين لا يصلون إلى هذه المرحلة.

برنامج  “NesT”  الرعاية المجتمعية للاجئين: يتولي أفراد من المجتمع المدني رعاية اللاجئين وتتم إعادة توطينهم في ألمانيا. ومن خلاله يتم مساعدتة اللاجئين على الاندماج عبر تغطية نفقات الإيجار الخاصة بهم  لمدة عامين وتسيير أمور اللاجئين تقديم النصيحة والمشورة في مختلف المجالات للاجئين وأمورهم اليومية والإدارية.

ذكرت  دراسة أجراها مركز أبحاث تابع للمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في مدينة “نورنبرغ” في أبريل 2021 ، أن اللاجئين الذين شاركوا في استطلاع رأى عن الانددماج خلال جائحة كورونا أكدوا انخفاض تواصلهم مع الألمان خلال عام 2020 بسبب القيود المفروضة المرتبطة بـ”كوفيد 19″. عبر اللاجئون المشاركون في الاستطلاع عن مخاوفهم من تدهور مهارتهم في اللغة الألمانية.

الاندماج في سوق العمل

أفادت  دراسة في 5 فبراير 2020 أن أكثر من (65%) من اللاجئين يملكون وظيفة بدوام كامل، لكن يوجد هناك اختلافاً كبيراً بين النساء والرجال، حيث إن نسبة اللاجئات اللائي يعملن بعد مرور 5 أعوام من لجوئهن إلى ألمانياتبلغ  (29 %) ، فيما تبلغ النسبة بين الرجال ( 57 %). استقبلت ألمانيا أكثر من (800) ألف لاجئ خلال عام 2015 فقط،. تعد اللغة الألمانية من العوامل المهمة والحاسمة في تحديد سوق العمل بالنسبة لللاجئ  ماشكل تحديا كبيرا لللاجئين . يقول “هربرت بروكر” أحد خبراء سوق العمل لموقع فوكوس في في 6 أغسطس 2020  أن “هناك أسباب عديدة تجعل من إندماج اللاجئين في سوق العمل الألماني، في التعليم وفي المجالات الاجتماعية الأخرى أصعب من إندماج المهاجرين الذين قدموا إلى ألمانيا بطرق أخرى، ومنها على سبيل المثال هجرة العمالة أو لم شمل الأسرة”.

هجوم فورتسبورغ والاندماج -اللجوء

ونفّذ صومالي عملية الطعن في 25 يونيو 2021  بـ “فورتسبورغ” وتسبب في مقتل (3) ثلاث نساء وأصاب (6)أشخاص وصل منفذ الهجوم  إلى ألمانيا في عام  2015. وأوضح زيهوفر وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر أن أكثر ما يقلقه بشأن هذه القضية هو السؤال التالي: “كيف يمكن لشاب يبلغ من العمر 24 عامًا ويقيم بشكل قانوني في ألمانيا منذ ست سنوات أن يعيش في مأوى للمشردين؟”.وتابع السياسي الألماني المنتمي للتحالف المسيحي: “لا يمكننا أن نقبل بذلك”. وأضاف “يجب على الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات التباحث فيما إذا كانت جهود إنجاح الاندماج بحاجة إلى تكثيف.”

الاندماج في فرنسا ـ السياسات والمعوقات

يحظى ملف اندماج المهاجرين في فرنسا بأهمية كبيرة مع قدوم مئات الآلاف من مناطق الصراعات. ويبرز هذا الاهتمام من خلال توفير السلطات الفرنسية برامج خاصة لتدريب وتعليم وتأهيل اللاجئين وتوفير السكن والرعاية الصحية ، إضافة إلى توفير الإطار القانوني لاستيعاب اللاجئين داخل

المجتمع الفرنسي.

الجالية المسلمة في فرنسا

تعد فرنسا من أكبر الدول الأوروبية من حيث حجم الجالية المسلمة، حيث كان يعيش فيها نحو (5.7) ملايين مسلم حتى منتصف 2016، بما يشكّل (8.8% ) من مجموع السكان، فيما تقف هذه النسبة في مجموع الاتحاد الأوروبي عند حدود (4.9%) مع توقعات بأن ترتفع إلى (11.2%) بحلول عام 2050، وفق إحصاءات مركز الأبحاث الأمريكي “بيو”.في 15 فبراير 2021.

سياسة الاندماج في فرنسا

دورة الاندماج الألزامية :  ينظم المكتب الفرنسي للهجرة والاندماج(OFII) دورة الاندماج الألزامية حيث يقوم بتنظيم (500) ألف دورة مشابهة في السنة، ويقوم بإجراء عمليات تدقيق ومراجعة بانتظام.

تشريع لللاندماج في فرنسا: أقرت السلطات الفرنسية قانونا في 10 أغسطس 2019 يلزم اللاجئين السوريين أن يخضعوا لبرنامج لمدة (4) أيام للاندماج في المجتمع، حيث يتم تعليم اللغة الفرنسية بشكل أفضل، سواء شفهياً أم كتابياً، وتقديم معلومات عن مراحل تأسيس الاتحاد الأوروبي ، وعن القوانين الفرنسية ومعلومات تاريخية وجغرافية عن فرنسا. كذلك تقديم  أسئلة وإجابات عن كيفية  تسجيل الأطفال في المدارس، ومعلومات متعلقة بالضرائب، والأوراق والإجراءات الإدارية اللازمة للسوريين.

تأهيل القصر: صرح “سيرج ديمون” مدير مديرية “المهاجرين القاصرين غير المصحوبين بذويهم” في جمعية “فرنسا أرض اللجوء في 8أكتوبر 2020 أن جمعيتهم تعمل على توفير السكن في شقق مشتركة لهذه الفئة ـ القصرـ من المهاجرين، مع تدريبهم على تدبير الحياة اليومية، بالإضافة إلى مساعدتهم على الاندماج في التعليم الفرنسي العمومي أو الاستفادة من تكوين مهني لسنة واحدة في 8أكتوبر 2020 أن جمعيتهم تعمل على توفير السكن في شقق مشتركة لهذه الفئة ـ القصرـ من المهاجرين، مع تدريبهم على تدبير الحياة اليومية، بالإضافة إلى مساعدتهم على الاندماج في التعليم الفرنسي العمومي أو الاستفادة من تكوين مهني لسنة واحدة في مختلف المجالات على يد مهنيين، هذا التكوين يحصل من خلاله القاصر الأجنبي على شهادة تخول له دخول سوق الشغل بمجرد إتمامه سن الرشد، مما يسهل حصوله على بطاقة الإقامة.

مركز استقبال نموذجي (CAIR): تم افتتاح المركز في الدائرة (12) من العاصمة الفرنسية باريس، يهدف المركز إلى مساعدة اللاجئين على الاندماج في فرنسا عبر توفير مأوى للاجئين المشردين أو الذين يقيمون في المخيمات العشوائية في المنطقة الباريسية .

تربية النحلدربت جمعية “إسبيرو” في 10 أغسطس 2019 مجموعة من اللاجئين على تربية النحل  لدمجهم في المجتمع الفرنسي، ومن خلال التدريب يتم توجّيهم إلى تلقي حصص لتعلم اللغة الفرنسية. وتلقى هذه التدريب دعما من المكتب الفرنسي للهجرة والدمج.

برنامج خاص للتدريب المهني: أشار المكتب الفرنسي للهجرة  في 10 أغسطس 2019 إلى أنه جرى إطلاق برنامج خاص لـ(1500) لاجئ بالتعاون مع الوكالة الوطنية الفرنسية للتدريب المهني. حيث يواجه الاندماج المهني في فرنسا عثرات في ظل تراجع الطلب على اليد العاملة من غير ذوي المؤهلات.

معوقات الاندماج في فرنسا

“بيروقراطية النظام الإداري “تعيق “بيروقراطية النظام الإداري” اللاجئين السوريين الاندماج داخل المجتمع الفرنسي. وتنامت شكاوى اللاجئين  في 14 مارس 2021 من الانتظار الطويل من أجل  الحصول على مساعدات أجتماعة أو إقامة وسكن.

ركز تقرير لـ”وكالة الحقوق الأساسية” FRA التابعة للاتحاد الأوروبي في 4 ديسمبر 2019  على النجاحات والفشل في إدماج اللاجئين القصر غير المصحوبين بذويهم في عدد من الدول الاوروبية من بينهم فرنسا. وخلص التقرير  إلى أن معوقات الاندماج تتلخص في

  • تأخير أو إلغاء لم شمل القصر مع عائلاتهم.
  • قلة الشبكات الداعمة للقصر، والوضع القانوني الغامض.
  • ظروف السكن غير المستقرة، و الدعم الاجتماعي المتقطع.
  • المشاكل النفسية، وصعوبات في التواصل بسبب اللغة.
  • محدودية فرص التعليم والتأهيل المهني، و تنامي التهديدات الإجرامية.

أشار تقرير برلماني عُرض على الجمعية الوطنية الفرنسية  في 1 أكتوبر 2020، إلى إمكانية عمل الحكومة بشكل أفضل من حيث دمج اللاجئين وطالبي اللجوء في فرنسا، حتى لو تم إحراز تقدم كبير في ذلك الملف منذ عام 2018. وأنه “تم بذل جهد حقيقي ولكن لا يزال يتعين إحراز تقدم”، ووفقا للتقريرفإن وضع اللاجئين أفضل بقليل من طالبي اللجوء، الذين لا يزالون يكافحون من أجل الوصول إلى العمل ودورات اللغة.

مساعي لمحاربة الإنعزالية

سعى الرئيس الفرنسي ” إيمانويل ماكرون” لمحاربة “النزعات الانفصالية”، في المجتمع الفرنسي حيث  تستهدف وفقا للسلطات الفرنسية كل النزاعات المتطرفة، و”من يوظفون الدين للتشكيك في قيم الجمهورية الفرنسية”. أثار حديث ماكرون عن الإسلام تحديدا، وقوله بأن “على فرنسا “التصدي إلى الانعزالية الإسلامية”، الساعية إلى “إقامة نظام موازٍ” و”إنكار الجمهورية ردود فعل غاضبة من داخل فرنسا، ومن أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي. أعربت عدة هيئات وجمعيات ممثلة للمسلمين في فرنسا، عن مخاوفها من أن تسهم تصريحات الرئيس الفرنسي، في انتشار خطاب الكراهية و العمليات الإرهابية بدوافع عنصرية تجاه المسلمين ، كذلك وصعوبة أندماج المسلمين في فرنسا.

صرح ” جيرالد دارمانين” وزيرالداخلية الفرنسي إنه منذ بداية ولاية ” إيمانويل ماكرون”  الرئيس الرئيس الفرنس عام 2017 تمكنت الأجهزة الأمنية من إحباط (36) خطة اعتداء إرهابي في البلاد. وأضاف بأن المسلمين في بلاده ضحايا للإرهاب أيضا ويجب حمايتهم.

أكد المرصد الوطني لمكافحة الإسلاموفوبيا التابع للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية في 31 يناير 2021 إن الهجمات المعادية للمسلمين في فرنسا ازدادت بنسبة (53٪) في العام 2020. وأضاف أن مسلمي فرنسا يعانون من ارتفاع عدد الأعمال المعادية لهم؛ إذْ سُجِّل خلال العام 2020 (235)  هجومًا على المسلمين، في مقابل (154) هجومًا في 2019. ويقول “عبد الله زكري” رئيس المرصد: إن نشر الأكاذيب عن الإسلام والمسلمين، والرسائل الإلكترونية التي تحرِّض على كراهيتهم، من أهم العوامل التي ساعدت على تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا، مشيرًا إلى أن هذا الأمر بالغ الخطورة.

اليمين المتطرف ومعوقات الاندماج

يهدف حزب “التجمع الوطني” برئاسة “مارين لوبان” في 29 يناير 2021 إلى حظر “الأزياء الإسلامية” في الفضاء العام، وأبرزها حجاب الرأس.أما النقطة الثانية في تعليق لوبان فكانت غياب أي إشارة إلى موضوع الهجرة من خطاب ماكرون، حيث “لا يمكننا الاستمرار في الترحيب بما لا يقل عن 400 ألف شخص في العام في الوقت الذي لا نملك فيه الوسائل لإيوائهم أو معالجتهم أو تثقيفهم. وهؤلاء ينتهي بهم المطاف وهم يعيشون ضمن طوائفهم. الطائفية هي أرض خصبة للأصولية الإسلامية”.وأعادت لوبان التوكيد على أهمية وقف الهجرة تماماً وإلغاء حقوق الأرض وإنهاء سياسة لم شمل الأسرة، وغيرها من الإجراءات التي أضافت إليها طرد كل من تتعقبهم الشرطة الفرنسية بصفتهم مرتكبين للجنح من الأجانب.

بريطانيا ـ إلى أي مدى نجحت سياسات الاندماج ؟

تختلف الجالية المهاجرة من المسلمين مع نظيراتها الأخرى من الجاليات المهاجرة في بريطانيا، من حيث عدة خصائص ديموغرافية واجتماعية واقتصادية يمكن من حيث المبدأ ربطها بمواقفهم المختلفة الملحوظة تجاه الهوية الدينية والاندماج الديني، وبالتالي تفسير المقاومة الأقوى للاندماج لدى المهاجرين المسلمين في المملكة المتحدة وعلي وجه الخصوص، فإن المهاجرين واللاجئين المسلمين في المتوسط أقل تعليما بالمقارنة مع الجاليات الأخرى، مع انخفاض دخل الأسرة المعيشية، واحتمال البطالة أكثر من الضعف. كما تعيش الجالية المسلمة في مناطق أكثر فصلا عرقيا، حيث ترتفع معدلات البطالة.

عديد الجالية المسلمة في بريطانيا

يشكل المسلمون البريطانيون ثاني أكبر مجموعة دينية في المملكة المتحدة. أصدر مكتب الإحصاءات الوطنية أرقاما تقدر ما لا يقل عن 3.4 مليون مسلم بريطاني، يشكلون 5.9٪ من إجمالي سكان إنجلترا (ONS 2018؛ ONS 2020). مسلمو بريطانيا أصغر سنا مقارنة بالمتوسط الوطني.

وعلى النحو، فإن الجالية المسلمة في بريطانيا تسهم إسهاما كبيرا في سوق العمل وكانت حيوية خلال الجائحة كموظفين في الخطوط الأمامية. ومع ذلك، فإن النتائج المستخلصة من الأبحاث السابقة تسلط الضوء على مستويات أعلى من الحرمان الاجتماعي والاقتصادي والتمييز الذي يعاني منه المسلمون البريطانيون مقارنة بمختلف الجماعات الدينية الأخرى.

ومن بين حوالي 29,500 لاجئ أعيد توطينهم في المملكة المتحدة في الفترة من 1 يناير 2010 إلى 31 ديسمبر 2020 في إطار خطط إعادة التوطين الأربعة في البلاد، كان 75٪ منهم من مواطني بلدان الشرق الأوسط، و18٪ من مواطني بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وكان معظمهم من مواطني سوريا: 68٪. وتتفاوت حصة الطلبات التي تؤدي في نهاية المطاف إلى منحة اللجوء أو غيرها من الإجازات اختلافا كبيرا حسب الجنسية. على سبيل المثال، عند النظر في الطلبات الواردة خلال فترة الثلاث سنوات من 2016 إلى 2018، بلغت نسبة المواطنين السوريين الذين حصلوا على منحة لجوء أو إجازة أخرى بحلول مايو 2020 بنسبة 88٪.

أهم مجالس و مراكز الجالية المسلمة في بريطانيا

المجلس الإسلامي البريطاني: وهو أكبر منظمة للمسلمين في بريطانيا، ويضم أكثر من 500 عضو، بما في ذلك المساجد والمدارس والجمعيات الخيرية والشبكات المهنية.

المركز الثقافي الإسلامي بلندن: يعد المركز الثقافي الإسلامي في لندن من أقدم المؤسسات الإسلامية في إنجلترا وأكبرها، يعود افتتاح المركز إلى عام 1944م، ويشتهر بين أفراد الجالية المسلمة ويتميز بموقعه الاستراتيجي وسط مدينة لندن عاصمة إنجلترا. ويقع المركز في منطقة تحتوي على الكثير من المسلمين، ويتوافد آلاف المسلمين إلى المركز على مدار العام ويزدادون في شهر رمضان لحضور البرامج والمحاضرات التي يلقيها المتخصصون، ويقدم المركز 800 وجبة إفطار صائم يوميا، ويقدم خدمات عديدة إلى أفراد الجالية المسلمة في إنجلترا.

الرابطة الإسلامية في بريطانياتمتلك حوالي (11) فرعًا في العاصمة لندن ومدن ويلز وميدلاندز وبرمنجهام وإسكتلندا وساوث يوركشاير وويست يوركشاير ومانشستر وليفربول وتينيسايد. وتتركز أعمالها حول الأنشطة الدينية من حيث المحاضرات والبرامج التعليمية والندوات.

ما يلاحظ على هذه المجالس التي تمثل الجالية المسلمة في بريطانيا وتستقطب إليها المئات من الأعضاء، أن “عددا معتبرا منها وليس كلها” ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بجماعة الإخوان المسلمين، والتي جعلت من هذه المؤسسات أحد أذرعها الدعائية لدى الجالية المسلمة في بريطانيا.

أبرز سياسات و برامج إدماج الهاجرين و اللاجئين المسلمين في بريطانيا

برنامج النشاط الاجتماعي : النشاط الاجتماعي والمساهمة لا تزال قوية بين الجالية المسلمة. تساهم غالبية المساجد بانتظام لبنوك الأغذية ، وتشارك أيضا بشكل كبير في العمل التطوعي مع أو جمع المال لدار العجزة المحلية ومستشفيات شرق لانكشاير. وشملت الأمثلة على المساعي جمع الأموال للشراء آلات السكتة القلبية والتنظيف البيئي، في محاولة لصالح المجتمع الأوسع. في مقابل ذلك ، تم تسليط الضوء على المزيد من التحديات داخل المجتمع البريطاني في مسألة الاندماج، بحيث أن هناك نقص في وجود القيادة النسائية المسلمة، وكذلك توفير المساواة في المساحة وتكافؤ الصوت للمرأة في المراكز المجتمعية والقرارات المحورية داخل المجتمع البريطاني.

برنامج “الإدماج للجميع” : يتعلق البرنامج بضمان أن تكون جميع السياسات في متناول الجميع والعمل من أجلهم، بمن فيهم المهاجرون ومواطنو الاتحاد الأوروبي من ذوي الخلفية المهاجرة. وهذا يعني تكييف السياسات الرئيسية وتحويلها إلى احتياجات مجتمع متنوع، مع مراعاة تحديات واحتياجات محددة لمختلف المجموعات. ولاينبغي أن تكون الإجراءات الرامية إلى مساعدة المهاجرين على الاندماج على حساب التدابير التي تعود بالنفع على الفئات أو الأقليات الضعيفة أو المحرومة الأخرى. بل على العكس من ذلك، فهي يجب أن تسهم في جعل السياسات أكثر شمولا.

سياسة  الدعم في جميع مراحل عملية الاندماج: يعتمد الاندماج الناجح للمهاجرين على العمل المبكر والاستثمار الطويل الأجل على حد سواء. ومن الضروري تقديم الدعم للمهاجرين ومجتمعاتهم المحلية المستقبلة في أقرب وقت ممكن في عملية الهجرة. يمكن أن يبدأ التكامل حتى قبل الوصول إلى بريطانيا. ولذلك ينبغي للسلطات المعنية، حيثما أمكن، أن تضع وتوسع تدابير التكامل قبل الانتساب (مثل التدريب، والدورات التوجيهية)، وأن تربطها بفعالية بتدابير ما بعد الوصول لتيسير عملية الاندماج والتعجيل بها، بما في ذلك في سياق إعادة التوطين والرعاية المجتمعية.

خطر جماعة الاخوان المسلمين في التأثير على المهاجرين و خلق “مجتمعات موازية” في بريطانيا

عملت جماعة الإخوان المسلمين بشتى الطرق والأساليب على خلق مجتمعات موازية داخل أوروبا، بما فيها بريطانيا، بالتأثير على الجاليات المسلمة، والعمل على ضمان ولاءات مجتمعية و مالية وسياسية داخل تلك المجتمعات الموازية بهدف التأثير على مراكز صنع القرار المحلي و الوطني في بريطانيا. تمثلت مخاطر وتهديدات جماعة الاخوان المسلمين في أنها كسرت العديد من الأعراف و القواعد القانونية الأوروبية و البريطانية، و عملت على تكثيف جهودها وأنشطتها خارج تلك القواعد الصارمة، بالرغم من الحرص الشديد للأجهزة السياسية والأمنية والاستخباراتية  لكبح جماح تمدد هذه الجماعة و منعها من خلق المزيد من المجتمعات الموازية الموالية للجماعة.و كانت نتيجة أنشطة تنظيم الإخوان هي التأثير على التركيبة الديمغرافية للمجتمع البريطاني و ظهور تهديدات أمنية مجتمعية جديدة في في المملكة، من بينها تزايد حركات اليمين المتطرف كرد فعل على تصاعد وتيرة المجتمعات الموازية ، و ما أظهرته من انعزال و رفض للقيم المجتمعية والفكرية كقيم العلمانية و الحرية والتعايش السلمي المتبادل والديمقراطية ، ورفض هذه المجتمعات الموازية لفكرة “الإندماج” داخل المجتمع البريطاني. و قد استطاعت جماعة الإخوان المسلمين من لعب دور الضحية بمعية المجتمعات الموازية التي خلقتها ، من خلال اللعب على أوتار الدين و استغلال مصطلح ” الاسلاموفوبيا ” من أجل التحريض على دوائر صنع القرار في بريطانيا و الضغط عليهم بهدف الحصول على مكاسب سياسية و اجتماعية و حتى أمنية.

تقييم

لاتزال مسألة اندماج المهاجرين في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الألمانية هو التحدي الأبرز للحكومة الألمانية. حيث أدت أزمة الهجرة إلى إعادة  نظر السلطات الألمانية إلى برامج الأندماج وقامت بإعادة تقييم لجدوى تلك البرامج والبحث عن وسائل تعزيز.

تظهر التحليلات أن اندماج المهاجرين المسلمين في ألمانيا يسجل “تقدما فعليا” هناك عوامل تؤثر في عملية الأندماج بألمانيا كمدة الإقامة أو أسباب الهجرة أو الوضع الاجتماعي إلى حد أكبر بكثير من الانتماء الديني. وبالرغم من توفير السلطات الألمانية “دورات الاندمادج”  فهناك تراجع مستمر في عدد المهاجرين الذين ينهون الدورات بنجاح

نجد أن برامج الاندماج التي وفرتها الحكومة الألمانية  للأجانب ساهمت في تحسين فرصهم في دخول سوق العمل والذي أدى بدوره إلى خلق فرص عمل جديدة،  كما ساهم بتحفيز المهاجرين على دراسة اللغة الألمانية بشكل أسرع  ما أعطى المهاجرين أسبابا إضافية للإقدام على الاندماج في المجتمعات المحيطة.

تبقى مسألة الأندماج المجتمعي مهمة جدا لمعالجة التطرف مجتمعيا. حيث  أظهر هجوم “فورتسبورغ” أن برامج الاندماج في ألمانيا تحتاج إلى معالجة لمواطن الخلل وتعزيز جهود إنجاح الاندماج. كذلك يجب  اعتماد مؤشر مبكر للإرهاب المجتمعي يساهم جميع الفئات المجتمعية المجتمع المدني والمدرسة بالتعاون السلطات الألمانية.

يثيرملف الاندماج في فرنسا والمشاكل المصاحبة له التي تمنع اندماج المهاجرين نوعا من الانقسامات داخل  الأوساط المعنية في فرنسا، لاسيما بعد الموافقة على قانون “الانعزالية”. فرضت السلطات الفرنسية برامج عديدة وقوانين للاندماج والتعايش المجتمعي في فرنسا حددتها الجهات المختصة بذلك كالمكتب الفرنسي للهجرة والاندماج. وبالرغم من ذلك هناك فجوة كبيرة في برامج الاندماج  ومدى تحقيق للنتائج المرجوة منه.

أصبحت قضية اندماج المهاجرين المسلمين داخل المجتمع الفرنسي تغذي أحزاب وحركات اليمين المتطرف. حيث تربط الأحزاب اليمنية المتطرفة ظاهرة الانعزال الذي تعيشه الجاليات المسلمة في فرنسا، بوجودهم أحياء هامشية تتزايد فيها معدلات البطالة والجهل.

تلعب ممارسات وتصريحات الأحزاب اليمينية المتطرفة والتنظيمات والجماعات المؤيدة لها التي تكره المهاجرين واللاجئين خاصة  المسلمين في فرنسا، دورا كبيرا في صعوبة اندماج المسلمين في فرنسا. حيث يربط اليمين المتطرف دوما العمليات الإرهابية بالمسلمين بالرغم أن الكثير من المسلمين في فرنسا هم كذلك ضحية للأعمال الإرهابية التي ضربت فرنسا بالإضافة أن التقديرات تشير إلى أن هناك  “تمييزا” ضد المسلمين في سوق العمل.

لاتكمن مشكلة صعوبة اندماج المهاجرين في فرنسا في انعزال الجاليات المسلمة فقط، إنما هي مسئولية مشتركة تتحمل فيها السلطات الفرنسية جزءا كبيرا منها لاسيما مع ارتفاع  ظاهرة “الإسلاموفوبيا” . لذلك ينبغي معالجة أسباب التى تعيق أندماج المهاجرين داخل المجتمع الفرنسي كوضع حلول جذرية للقضيا المتعلقة بالفقر والتهميش. يجب أن يقاس الاندماج في افي فرنسا بالقدرة على تحقيق المشاركة المجتمعية بين أطياف المجتمع الفرنسي، دون أي تمييز أو عنصرية.

إن الاندماج هدف سياسي واجتماعي وأمني بالنسبة لصناع القرار في بريطانيا يحتاج إلى جهود كبيرة ومتواصلة. وضمان مشاركة المواطنين المهاجرين من الجاليات المسلمة خاصة الذين يتمتعون بقدرة كاملة على المساهمة هو مفتاح رفاه المجتمعات الأوروبية وازدهارها وتماسكها في المستقبل.

يمكن أن يسهم الاندماج الناجح في التصدي للعديد من التحديات التي يواجهها المجتمع البريطاني في الوقت الراهن: التكلفة البشرية والاجتماعية للاستبعاد الاقتصادي، وانتشار جميع أشكال الأيديولوجيات المتطرفة، وانعدام الثقة في عدالة الإسكان أو النظم الصحية.

حددت السلطات البريطانية إطارا قويا لتعزيز سياسات الإدماج في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وفق جدول أعمال يبدأ بالإدماج الاجتماعي على نطاق واسع بداية بالمجتمعات المحلية، مع التركيز على الاستراتيجيات والإجراءات ذات الصلة في مجال التعليم والثقافة، العمالة وعدم التمييز والمساواة.

عملت السلطات البريطانية، في تنفيذ هذه البرامج والخطط، بالتعاون والتنسيق مع السلطات المحلية والإقليمية ومنظمات المجتمع المدني والشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين والقطاع الخاص والمجتمعات المضيفة ومنظمات الشتات والمهاجرين.

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post إدارة شراكات الدفاع في الشرق الأوسط وسط منافسة القوى العظمى
Next post حكومة بلجيكا من الوباء إلى أزمة الفيضان