استقالة الحريري . . التداعيات المحتملة

Read Time:4 Minute, 9 Second

ادهم إبراهيم

شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_ في خطابه الأخير أكد السيد حسن نصر الله أن لديه معلومات مؤكدة بان السعودية قد طلبت من إسرائيل ضرب لبنان ، معتبرا ذلك إعلان حرب من المملكة على حزب الله . . وفي وقت سابق أعلنت العربية السعودية أن قيام الحوثيين بمساعدة حزب الله اللبناني بضرب مطار الرياض بصاروخ إيراني الصنع بمثابة إعلان حرب على المملكة إن الحديث عن إعلان الحرب من قبل الجانبين له مدلولات خطيرة ليس على لبنان أو السعودية فحسب بل على المنطقة كلها وجعلها قابلة للاشتعال في أي لحظة . . إن استقالة رئيس وزراء لبنان سعد الحريري يعتبر تصعيدا كبيرا في تأزيم الوضع بين السعودية وإيران . ورغم انه أعلن عن تريثه بالاستقالة بناء على طلب رئيس الجمهورية إلا أن الوضع لازال محفوفا بالمخاطر لقد أدركت السعودية أن التوسع الإيراني في العراق وسوريا واليمن قد احدث خللا في موازين القوى في المنطقة لصالح إيران وعلى حساب العربية السعودية . خصوصا وان حرب اليمن قد استنزفت المملكة كثيرا بعد أن طال أمدها دون أن تظهر أية بوادر لانتهائها . وفي المقابل تحاول إيران جس النبض فيما إذا كانت الولايات المتحدة ستنتصر للسعودية في حالة الصراع الإيراني السعودي  . حيث أن الطرفين يخوضان حربا طويلة بالإنابة . والآن أصبح اللعب على المكشوف بعد أن تدخلت روسيا في سوريا وكذلك تركيا ، في وقت كانت إيران تحارب عبر اذرعها في المنطقة واقصد حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن وكتائب موالية لها في العراق . وجاءت استقالة الحريري بمثابة الزلزال في المنطقة حيث لم يكن متوقعا أن يستقيل الحريري بعد التوافق الذي باركته السعودية وجاء على أثره تعيين ميشال عون رئيسا للجمهورية والحريري رئيسا للوزراء . ولكن يبدو أن الحريري كان مكلفا بمهمة الحد من نفوذ حزب الله في لبنان . وكلنا نعرف بان الحريري لاقبل له بحزب الله الذي تقف وراءه ايران ويمثل لها البعد الاستراتيجي في المنطقة  إن إطلاق الصاروخ من قبل الحوثيين على السعودية التي اعتقدت انه تم بمساعدة حزب الله اللبناني قد عجل من المواجهة بين حزب الله ومن وراءه إيران وبين العربية السعودية . فتم استدعاء سعد الحريري ليعلن من الرياض استقالته المفاجئة للجميع إن إيران حاولت التزام الصمت في حين أن زعيم حزب الله قد ظهر بمظهر هادئ جدا على غير عادته . وقد حاول هو ورئيس الجمهورية صرف الأنظار عن خطورة هذه الاستقالة بالتركيز على شخص سعد الحريري وحرصهم عليه وحمايته من السعودية فتم تهويل ادعاء الاختطاف أو الحجز واستطاعوا ببراعة التمويه عن أسباب الاستقالة الموضوعية بالتركيز على الشكليات . حتى أن هذا التمويه قد انطلى على تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري واحدث ارتباكا ، ليس فيه فقط بل وفي تيار 14 اذار أيضاً . وقد كانت فرصة لهم لالتقاط الأنفاس والتحضير لما بعد الاستقالة من أحداث جسام ستترتب عليها سواء استمر الحريري بها أو صرف النظر عنها .إن سعد الحريري عاد إلى لبنان تحت شرط النأي بلبنان عن التدخل بالشؤون العربية ، وبعكسه فانه سيصر على الاستقالة . والجميع يعرف بان حزب الله ومن وراءه إيران سوف لن يوافق على هذا الشرط لأنه يمثل هزيمة لإيران ليس في لبنان فقط بل وفي المنطقة كلها وهذا مالا تقبله إيران . أن هذا الشرط يتوافق مع إستراتيجية ترامب التي أعلنها في خطابه حول الاتفاق النووي الإيراني . وقد قلنا سابقا أن أمريكا لن تخوض حربا مباشرة مع إيران إلا إذا اضطرت لذلك . وأنها تحاول تقليم أظافرها وقطع اذرعها ومنها حزب الله اللبناني وبعده الميليشيات الموالية لإيران في العراق . وقد جاء الصاروخ الذي سقط على مطار الرياض فرصة للسعودية و لكل الإطراف في المنطقة للحد من النفوذ الإيراني فيها . وان استقالة الحريري ماهي إلا مقدمة لحرب قد تندلع في أي لحظة في لبنان .إن حزب الله سوف لايوافق على مطالب سعد الحريري ، ولكنه سيقدم بدائل متواضعة لاتستجيب للحد الأدنى من مطالبه مما سيدفعه إلى  تأكيد استقالته من رئاسة الوزراء . وفي هذه الحالة سيقوم حزب الله بترشيح شخص من تيار 8 آذار بديلا عنه وهذا سيدفع إلى خلافات خطيرة بين الأحزاب والتيارات الفاعلة في لبنان وعلى الأخص تيار المستقبل و14 آذار . ورغم أننا نستبعد قيام حرب أهلية لإدراك الجميع بمقدار التسليح الذي حظي به حزب الله . إلا أن الأمور لن تمر ببساطة خصوصا بعد نهاية داعش والفصائل المشابهة لها عسكريا في سوريا والعراق وان بقاء حزب الله المهيمن على السياسة اللبنانية والسورية بقوة السلاح سيعرض المنطقة للخطر . وليس هنالك من احتمال استخدام حزب الله لهذا السلاح ضد إسرائيل إلا إذا بادرت إسرائيل بضربه . وهذا مانفاه الأمين العام لحزب الله . وان موضوع جبهة المقاومة وسلاحها قد انتهى ولو كان فاعلا لاستعمله حزب الله الآن عندما قال أمينه العام  أن إسرائيل تعرف تكلفة الحرب معنا . فنحن اليوم اشد عودا وأقوى وقودا .إن احتمال قيام حرب مباشرة بين إيران والسعودية يكاد يكون معدوما لان ميزان القوى الإيرانية اكبر بكثير من السعودية من نواح عديدة . . ومن الممكن استمرار الحرب بالإنابة في العراق على الأقل بعدما خسرت السعودية الحرب في سوريا . ولكن قيام إسرائيل بغزو جنوب لبنان وضرب قواعد وأسلحة حزب الله هو الاحتمال الأكثر تحققا . رغم أن السيد نصر الله قد استبعده . وإسرائيل تستطيع المبادأة ، كما فعلت ذلك عندما غزت لبنان للقضاء على تواجد منظمة التحرير الفلسطينية في الأراضي اللبنانية عام 1983 . ورب سائل يسأل هل ستدافع إيران عن حزب الله وتواجه إسرائيل في حرب ضروس . إذ أقدمت إسرائيل على فعلتها هذه . الجواب بالتأكيد سيكون بالنفي . لان إيران برغماتية وتدفع الخطر الأكبر بالخطر الأصغر

حمى الله العراق ولبنان من كل شر

_…شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post حقيقة عن زلازل ولي العهد السعودي في السعودية
Next post بيهزتي.. قصة قصيرة بقلم عمارعبدالخالق