people holding anti war signs and protesting in the street

أزمة أوكرانيا والإتحاد الأوروبي ـ الانقسامات والخلافات  

Read Time:7 Minute, 1 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_لا تهدد أزمة أوكرانيا استقرار كييف فحسب ، بل تهدد أيضًا الأمن في أوروبا والنظام الدولي. وبالرغم من ذلك برزت انقسامات حادة بين الحلفاء الغربيين بخصوص كيفية التعامل مع روسيا، على خلفية استمرار التصعيد العسكري في أوكرانيا. ولاتزال هناك ردود فعل أوروبية متباينة تجاه إمدادات الطاقة الروسية وتوريد الأسلحة الأوكرانية لأوكرانيا بالتزامن مع اتهامات بتجنب العديد من القادة الغربيين إبداء مواقف صارمة خوفًا من أن تستفز روسيا.

انقسامات حول إمدادات الطاقة – أزمة أوكرانيا

تنقسم دول الاتحاد الأوروبي حول السرعة التي ستنهي بها الاعتماد على إمدادات الطاقة الروسية.ولا يزال الاتحاد الأوروبي يعتمد بشدة على النفط والغاز الروسيين في الوقت الذي طبّق العقوبات على مجالات عمل أخرى. فألمانيا أ‘لنت أنها ستكون قادرة على تجاوز حظر نفطي روسي بحلول نهاية عام 2022 ـ بالرغم أن ألمانيا ترى أن واردات النفط والغاز بأنها “ذات أهمية أساسية” للاقتصاد الأوروبي ـ. بينما تعارض دول كالمجر مثل هذه الخطوة، قائلة إنها لن تدعم الإجراءات التي قد تعرّض الإمدادات إلى الخطر وفقا لـ”BBC” في 3 مايو 2022.

وهناك نوعان من التحديات الرئيسية التي تواجهها الدول الأعضاء:

  • أولاً كيفية دفع ثمن الطاقة الروسية بطريقة لا تخرق عقوبات الاتحاد الأوروبي أو تقوضها
  • ثانياً كيفية الحصول على مصادر بديلة وتطويرها للابتعاد عن الاعتماد على روسيا.

يظهر أن الحرب الروسية تتجه لتفريق دول الاتحاد في جزئية البحث عن بدائل للغاز الروسي، إذ بدأ كبار المستهلكين في أوروبا إجراء مفاوضات فردية من المنتجين للفوز بعقود جديدة .هذه المفاوضات الفردية قد تكون انتصارا روسيا غير مباشر، يتمثل في إفشال جهود قيادة المفوضية الأوروبية بمفاوضات موحدة لتوقيع عقود جديدة للغاز الطبيعي مع منتجين آخرين .وبينما اتجهت ألمانيا منذ مارس 2022 إلى دول الخليج العربي وبالتحديد قطر لتعويض الغاز الروسي، ذهبت إيطاليا إلى أفريقيا وبالتحديد إلى الجزائر وأنغولا ومصر والكونغو ونيجيريا.وأمام هذه الجهود الفردية، قد تجد غالبية دول التكتل نفسها في وضعية العجز عن توفير حاجتها من الطاقة لعدم وجود علاقات قوية أو شراكات بينها وبين الدول المنتجة وفقا لـ”العرب اللندنية” في 27 أبريل 2022.

فشل القادة الأوروبيون في الاتفاق على فرض عقوبات إضافية ضد روسيا في القمة الأوروبية التي انعقدت في العاصمة البلجيكية، بروكسل وحضرها الرئيس الأمريكي “جو بايدن”. مايعكس لوجود مواقف مختلفة بين أعضاء الاتحاد الأوروبي حيث أصبحوا قلقين بشكل متزايد من عواقب مثل هذه الإجراءات بالنظر إلى التحديات الحالية التي يواجهونها بسبب الأزمة الأوكرانية ومدى تعادياتها على قطاعات الطاقة بشكل خاص. دول الاتحاد الأوروبي غير متفقة جميعها أيضا على فرض عقوبات على قطاع الطاقة الروسي وفقا لـ “يورونيوز” في  30 مارس 2022.

خلافات حول الدعم العسكري و تغيير النظام السياسي فى روسيا – أزمة أوكرانيا

رفضت سويسرا طلبين قدمتهما ألمانيا لإعادة تصدير ذخيرة سويسرية الصنع إلى أوكرانيا، وهو الأمر الذي أثار الكثير من الجدل حول مبدأ الحياد الذي تتبناه سويسرا وفقا لـ “DW” في 2022 . حيث أكدت أمانة الدولة السويسرية للشؤون الاقتصادية ( SECO) والتي لها كلمة الفصل في منح تراخيص تصدير الأسلحة والتوقيع عليها، أن الحكومة الألمانية تقدمت بطلبين لإعادة تصدير ذخيرة سويسرية الصنع إلى كييف. ويعتقد أن تلك الطلبات تتعلق بالذخيرة المستخدمة في المركبات القتالية المدرعة من طراز “ماردر” ألمانية الصنع وهي الدبابات التي طلبتها كييف.

خلص تقرير نشرته “BBC” في 28 ابريل 2022 ان هناك العديد الانقسامات بين الحلفاء الغربيين حول أزمة أوكرانيا ومن أبرز الانقسامات التي تناولها التقرير

تغيير النظام السياسي فى روسيا: ترفض بريطانيا فكرة الضغط من أجل تغيير النظام في موسكو. وترى أن لايكون الهدف هو الضغط  لإزاحة الرئئيس الروسي” فلاديميربوتين” أو تغيير السياسة في روسيا بينما تضغط واشنطن في هذا الاتجاه بشكل متزايد.

دعم روسيا عسكرياً: يتفق الحلفاء الغربيين إلى حدٍ كبير في دعم أوكرانيا عسكرياً. لكن الانقسام في تفاصيل هذا الدعم. فهناك بعض الدول تعارض توفير الأسلحة الثقيلة لكييف ، بحجة إلى إطالة مدة الحرب وإراقة الدماء فيما يزيد آخرون من إرسال شحنات من الأسلحة الثقيلة ومن الذخيرة.

لفت الكاتب  “هال براندس”  الانتباه إلى تصريحات ممثلي البنتاغون على وجه الخصوص، والتي تؤكد أن كييف تستخدم كل يوم ما يعادل أسبوعا من احتياطيات الذخيرة المضادة للدبابات.وبحسب الكاتب فإن “هذا يترك الدول الغربية أمام خيار صارم: إرسال إمدادات إضافية إلى أوكرانيا، أو التقليل من القدرات المحدودة التي قد تحتاجها للدفاع عن نفسها” وفقا لـ”” في 15 أبريل 2022.

عدم وجود ألية موحدة لاستقبال اللاجئين والتفاوض مع روسيا – أزمة أوكرانيا

عاد شبح الانقسام ليخيّم على العلاقات الأوروبية بعد “وحدة صف نادرة” في بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وذكرت وكالة “أ ف ب” في 8 أبريل 2022 أن ألمانيا اتهمت بالأنانية. واتهام الرئيس الفرنسي بالتفاوض مع الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، فيما أعاد الهنغاريون انتخاب “فيكتور أوربان” المقرب من روسيا. وأشارت الوكالة الفرنسية إلى أن “الرهان بسيط وبالغ الأهمية في الوقت نفسه: هل يجب التوقف عن شراء الطاقة من روسيا رغم تواصل اعتماد العديد من الدول الأوروبية عليها من ألمانيا إلى سلوفاكيا”.

وصلت عدد تأشيرات الدخول التي تم إصدارها للاجئين أوكرانيين من أجل المجيء إلى المملكة المتحدة، إلى (50) تأشيرة، في الوقت الذي وصفت فيه الأزمة بأنها الأسوأ في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وواجهت ” بريتي باتيل” وزيرة الداخلية البريطانية بعض المساءلة بسبب انخفاض عدد التأشيرات، فيما تورطت في خلاف مع فرنسا بشأن اللاجئين العالقين في كاليه من دون تأشيرات دخول تسمح لهم بعبور القنال الإنجليزي وفقاً لـ”اندبندنت عربية”  في 7 مارس 2022.

تردد حول عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي

تبدو المجر العضو الأكثر تردداً لعدم رغبتها في إزعاج روسيا، إلا أن التشكك الفرنسي والألماني يظل هو العائق الأكبر الذي يحول دون التعجيل في عضوية أوكرانيا، ففي تلك الحال يكون الاتحاد الأوروبي في موقع قبول عضو جديد هو في حال حرب، فيما حدوده متنازع عليها ولا يسيطر على أراضيه ويواجه خطر الانهيار. تحدث رئيس الوزراء السلوفيني “يانيش يانسا” بشكل واضح عن انقسام بين “الذين يعتقدون أن (…) الأوكرانيين يقاتلون من أجل حياتهم ويستحقون رسالة سياسية قوية (…) والذين ما زالوا يناقشون الإجراءات”.وترى  “لوكسمبورغ” إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يوضح لأوكرانيا ما هو مستقبلها في التكتل. وتريد دول في أوروبا الوسطى بقيادة بولندا، تسريع الاعتراف بترشيح أوكرانيا. بينما أكد المستشار الألماني أولاف شولتس رفضه للضم السريع لأوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.

إدارة المرحلة المستقبلية من النزاع و المتطوعين الأجانب 

أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” في 7 أبريل 2022. أن دول حلف شمال الأطلسي منقسمة بخصوص أفضل طريقة لإدارة المرحلة المستقبلية من النزاع الذي قد يدوم طويلا وفترة الغموض التي من المتوقع أن تخلفه. فهناك  أعضاء من  الحلف في وسط أوروبا، مثل بولندا ودول البلطيق، يصرون على قطع العلاقات مع موسكو تماما وبذل جهود من أجل “تركيع روسيا”. وهناك أعضاء آخرين في الحلف لا يثقون بإمكانية إخضاع روسيا بسهولة ويتوقعون أن تكون نتيجة النزاع فوضوية. وهناك دولا مثل فرنسا وألمانيا وتركيا ترغب في إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع بوتين، بغض النظر عما وجهت إلى موسكو من اتهامات من قبل الغرب بارتكاب جرائم حرب مزعومة في أوكرانيا.

وجهت كييف نداء للمتطوعين الأجانب  للقتال ضد روسيا في 27 فبراير 2022 عندما كان الغزو في بدايته. فهناك سبع دول في الاتحاد الأوروبي دعت بعد اجتماع لمجموعة “فاندوم” بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، مواطنيها إلى الامتناع عن الانخراط كمتطوّعين لمساندة الأوكرانيين في القتال ضد الروس، في إعلان صدر عن وزراء العدل في هذه الدول وفقا لـ”يورونيوز” . بينما أعلنت جمهورية التشيك،  أنّ مواطنيها الذين يرغبون في التوجه إلى أوكرانيا للمشاركة في القتال ضدّ الحرب الروسية، لن يتعرّضوا لأية عقوبات وفقا لـ”سكاي نيوز عربية” في 4 مارس 2022. وتم بالفعل تقديم حوالي (300) طلب ترخيص إلى الرئيس و(100) طلب إلى وزارة الدفاع.

التقييم

تبنى الاتحاد الأوروبي العديد من العقوبات ضد روسيا، وشملت العقوبات على واردات الفحم وأنواع الوقود الأحفوري الصلبة الأخرى من روسيا. دخول جميع شركات النقل البري الروسية والسفن الروسية موانئ الاتحاد الأوروبي الصادرات إلى روسيا من وقود الطائرات والسلع الأخرى.

ظهرت العديد من الانقسامات والخلافات حول أزمة أوكرانيا بين الجلفاء الغربيين كالولايات المتحدة الأمريكية ودول التكتل الأوروبي وشملت تلك الخلافات إمدادات الطاقة الروسية. وهناك اتفاق في دعم أوكرانيا عسكرياً ولكن الاختلاف في ماهية وكيفية هذاه الدعم وتداعياته على طول مدى الأزمة الأوكرانية وتوريد الأسلحة الثقيلة لكييف. وظهرت بوادر أزمة بين بعض الدول الأوروبية حول اللاجئين الأوكرانيين ووجود ألية لاستقبالهم.

تنقسم دول الناتو حول، الموافقة على قبول الاتحاد الأوروبي لعضوية أوكرانيا مايؤثر على انضمامها للاتحاد فقد لا تصبح عضوية أوكرانيا سارية المفعولأنها تتطلب تأييداً بالإجماع من جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي. وتختلف الأراء بين الدول الغربية حول طريقة إدارة المرحلة المستقبلية من الأزمة الأوكرانية، وقطع العلاقات تماما مع روسيا. تصاعدت المخاوف من أن يؤدي قطع العلاقات إلى أن تكون نتيجة النزاع فوضوية وأن لايتم السيطرة عليها.

من المرجح أن تتسبب تلك الانقسامات في  تحول أزمة أوكرانيا إلى حرب بالوكالة كاملة مع موسكو. ما يدفع موسكو إلى تصعيد الصراع واستهداف أهداف غربية. واستخدام موسكو الأسلحة الكيماوية أو تصعيد تكتيكاتها بأي طريقة أخرى. لذلك تعد التوترات الحالية هي دعوة للاستيقاظ للاتحاد الأوروبي ، والذي يجب أن يطور قوته بشكل أكبر للتعامل مع الأزمات وضمان استجابة قوية للتهديدات الخارجية.

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والإستخبارات

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

city landmark building architecture Previous post جدل كبير حول مشروع الجذب السياحي بالقدس
Next post محادثات سريةأجريت لإصلاح العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة