الانتخابات التشريعية الفرنسية ومرشحين من أصل عربي

Read Time:3 Minute, 59 Second

شبكة  المدار الإعلامية  الأوروبية …_ اعتبارا من العام 2012، ينتخب الفرنسيون المقيمون في الخارج أحد عشر نائبا من أصل 577 نائبا في الجمعية الوطنية. وهم غالبا من مزدوجي الجنسية، وهو ما يعكس تنوع السكان الفرنسيين. يطرح هؤلاء المرشحون مسارات وأفكار غير نمطية تنتمي لثقافة عدة قارات مختلفة وذلك من أجل إقناع الناخبين بالتصويت لهم. الفرنسية المغربية نعيمة فاضل والفرنسي اللبناني المولود في بانغي (أفريقيا الوسطى) علي كميل حجيج مثالان حيَّان على هذه المعادلة.

هذه هي المرة الثالثة التي يذهب فيها الفرنسيون المغتربون إلى صناديق الاقتراع في تاريخ الانتخابات البرلمانية. فبعد انتهاء التصويت الإلكتروني، يدعى 1,6 مليون ناخب فرنسي مقيمين خارج البلاد للتصويت، يوما السبت 4 والأحد 5 حزيران/يونيو، لاختيار ممثليهم في الجمعية الوطنية خلال اجولة الأولى من الانتخابات التشريعية.

ومن بين 11 دائرة انتخابية تضم مراكز اقتراع تقع خارج فرنسا، هناك دائرتان تهمان القارة الأفريقية. الدائرة التاسعة تشمل المغرب العربي وجزء كبير من غرب أفريقيا. من ناحية أخرى، تقع بنين وغانا وتوغو ونيجيريا في الدائرة العاشرة، إلى جانب بقية أفريقيا والشرق الأدنى.

وفي هذه الدائرة الأخيرة، يترشح المرشح المستقل “المتوافق مع ماكرون” علي كميل حجيج. يبلغ حجيج من السن 36 عاما، وهو محام فرنسي لبناني، دخل عالم السياسة ليحمل صوت الفرنسيين في الخارج والذين هم، وفقا له، “مواطنون فرنسيون كاملو الفرنسية لكنهم يعتبرون مواطنين منفصلين”.

“بعيد عن العين، بعيد عن القلب” هكذا تصف الفرنسيين نعيمة فاضل، المرشحة على قائمة حزب “الجمهوريون” والمقربة من فاليري بيكريس. وبخاصة الفرنسيين المغتربين في المغرب العربي وغرب أفريقيا الممثلين في الدائرة التاسعة.  “السياسات تتابع لكن هؤلاء الفرنسيين لا يرون أي حلول ملموسة. ويتساءل الكثيرون منهم ما هو الهدف من التصويت؟”، تضيف فاضل.

وكدليل على عدم اهتمام المغتربين بالانتخابات، فإنه بالكاد 20 بالمئة من الناخبين الفرنسيين في 11 دائرة انتخابية في الخارج ذهبوا إلى صناديق الاقتراع، وهي نسبة مشاركة أقل بأكثر من ضعف نسبة المشاركة في الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية لعام 2017.

قدم في باريس وأخرى في القارة الأفريقية

بالإضافة إلى الانطباع بأن باريس قد هجرتهم، هناك شعور قوي بالغبن بين الفرنسيين الذين يعيشون في الخارج، وهو انطباع يعززه اعتراف الحكومة الصعب بنقاط التقاعد المكتسبة في بلد الاغتراب أو المشاركة في تمويل الضمان الاجتماعي دون أن يتمكنوا من الاستفادة منه.

“الوزارة الرئيسية للفرنسيين في الخارج هي وزارة الاقتصاد والمالية. وبالنسبة لها، فإن الفرنسيين في الخارج مثل الهاربين من الخدمة العسكرية، فهم يهاجرون للخارج من أجل دفع ضرائب أقل”، كما يقول علي كميل حجيج.

هناك نقطة أخرى سوداء: الرسوم الدراسية. فهذه الرسوم تكلف هؤلاء المغتربين الكثير من الأموال، كما أنهم، خلافا للاعتقاد الشائع، ليس جميعهم من ميسوري الحال، كما تؤكد نعيمة فاضل. “بالنسبة لي، فأنا أريد إعفاءً كاملا من الرسوم للأطفال الفرنسيين الذين يعيشون في الخارج والملتحقين بالمدارس التي أنشأتها فرنسا. إنها قضية مساواة بين المواطنين ومبدأ يكفله الدستور”. كما تقول نعيمة.

“كما أنه ثمة تأثير سلبي: من ناحية، لدينا رسوم دراسية تتزايد يوما وراء الآخر، ومن ناحية أخرى، هناك المدرسون المحليون غير المؤهلين غالبا وبالتالي فإن جودة التعليم تصبح على المحك”، كما يوضح علي كميل حجيج. ويعرف المحامي نفسه بأنه خريج إحدى مدارس “وكالة التعليم الفرنسي في الخارج” والتي تدير شبكة من 552 مؤسسة تعليمية حول العالم.

ابن رجل أعمال، ولد في بانغي في جمهورية أفريقيا الوسطى، قضى علي كميل حجيج طفولته في القارة الأفريقية قبل أن يستقر في باريس لدراسة القانون. ويستدعي الآن هذا “الترسخ الاجتماعي الثقافي” في أفريقيا والشرق الأوسط، معترفًا بأنه “لا يزال من الصعب توظيفه في دائرة انتخابية تغطي 49 بلدًا”.

ولإقناع الناخبين، تعتمد نعيمة فاضل أيضا على خلفيتها المتعددة الثقافات وعلاقتها بالمغرب. “إخوتي وأطفالي يعيشون في هذه الدائرة. لذلك أشعر بأن مسألة الاغتراب أمر يخصني”، كما تقول فاضل المسؤولة السابقة في إحدى الجمعيات. وصلت نعيمة إلى فرنسا في سن الثامنة من العمر ولم تكن قد دخلت المدرسة بعد في المغرب، لذا فإن رئيسة بلدية درو السابقة والكاتبة تقول بأنها “تدين بكل شيء لفرنسا”.

الكفاح ضد المشاعر المعادية للفرنسيين في أفريقيا

وإذا كان إسماع صوت الفرنسيين في الخارج أولوية لهذين المرشحين، فإن نعيمة فاضل وعلي كميل حجيج يتصوران دورهما أيضا على أنه تتابع للمجهود الخارجي الفرنسي. هذه المهمة هي أكثر أهمية في هذا التوقيت الذي تتصاعد فيه المشاعر المعادية للفرنسيين في العديد من البلدان الأفريقية مثل جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي وتشاد.

“يتمتع المغتربون الفرنسيون بسمعة طيبة للغاية ولا يثيرون أي سلوك عدائي. لكن الاستياء يأتي من سياسة الحكومة الفرنسية ومما يقوم به منافسو فرنسا من دعاية مضادة، وبخاصة روسيا”، يحلل علي كميل حجيج.

وفي وقت الإصلاح المثير للجدل للسلك الدبلوماسي الفرنسي، يؤكد المرشح أن النائب الذي لديه مفاتيح تفاهم و”ترسخ اجتماعي ثقافي” في أفريقيا يمكن أن “يكمل العمل الدبلوماسي بشكل مفيد”. ووفقا له، تحتاج كلٌ من فرنسا والقارة الأفريقية إلى محاورين قادرين على”النهوض بالأجندة الفرنسية ولكن بطريقة أكثر احتراما لسيادة الدول”.

“على مدى عقد من الزمان، لم تكن فرنسا قادرة على الحفاظ على الروابط الثقافية بين الشعوب، كما أن العلاقات بين فرنسا وأفريقيا قد تمددت اقتصاديا”، كما توضح نعيمة فاضل. وتدعو المرشحة إلى زيادة ميزانيات المعاهد الثقافية ومؤسسة الفرانكوفونية “لاستعادة الصلة الأخوية والتاريخية بين أفريقيا وفرنسا”.

فرانس 24

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %
Previous post من تصفيات مونديال 2022 
broken car Next post ضحايا الطرق في لوكسمبورغ