folded newspapers

لماذا تُعتبر صحافة الموبايل هي الصحافة الحديثة؟

Read Time:5 Minute, 13 Second

صحافة الموبايل

ويؤدي هذا العدد المتنامي من مستخدمي الهواتف الذكية إلى تغيير رؤيتنا واستهلاكنا للمعلومات: فمن تصوير عنف الشرطة في الولايات المتحدة إلى استخدام سلاسل الرسائل النصية بالهواتف الذكية للتهرب من الرقابة الحكومية في زيمبابوي، تعتمد صحافة الموبايل على انتشار الهواتف الذكية وسهولة استخدامها لتمكين جيل جديد كامل من الصحفيين.

وقد أطلقنا مؤخرًا مجموعة أدوات جديدة باللغات الإنجليزية والعربية والفرنسية والبرتغالية، تحتوي على ثمانية فيديوهات سهلة النشر عبر منصات التواصل الاجتماعي ومن إنتاج مشروع Seen (المعروف سابقًا باسم “هاشتاج قصتنا”). وتضم هذه الفيديوهات النصائح لمساعدة الصحفيين حول العالم في تحسين مهارات صحافة الموبايل لديهم. كما تحدثت إلى يوسف عمر وسمية عمر، مؤسسي برنامج Seen، وشارلوت ماهر، مديرة المجتمع، لمناقشة الصحافة في عصر الهواتف الذكية وأهمية استكشاف الصحفيين لإمكانيات صحافة الموبايل:

شبكة الصحفيين الدوليين: بمَ تنصح المبتدئين في صحافة الموبايل؟

يوسف عمر: هناك العديد من الفرص سهلة المنال، كالفرص الرقمية الهائلة، ولكن مؤسسات الإعلام التقليدي بطيئة ولا تتحرك بالسرعة الكافية. لذا يمكن للشباب أن ينتهزوا هذه الفرصة الهائلة للمساعدة في إصلاح هذه المؤسسات الإعلامية القديمة أو تأسيس شركاتهم الخاصة.

وغالبًا ما ينتظر الصحفيون الشباب أن تُقدم لهم الفرص على طبق من فضة. ولكن إذا أردت أن تصبح أفضل ناقد طعام في بلدك، لماذا لا تستخدم هاتفك المحمول؟ ما الذي تنتظره؟ وإذا أردت أن تتخصص بتغطية موضوعات السفر، انطلق وسافر.

وهناك أيضًا قاعدة العشرة آلاف ساعة. فقد أنتجنا 200 فيديو عبر فيسبوك قبل أن ينتشر أيٌ من أعمالنا. واليوم، نحصل على مليار مشاهدة سنويًا، ولدينا خمسة ملايين مشترك، وذلك بعد أربع سنوات من التعلّم. إذًا عليك أن تبدأ بالنشر: انطلق وتابع استجابات الجمهور.

شارلوت ماهر: هذه هي الرسالة الرئيسية، وهذا ما ننصح به كل من نعمل معه: انطلق! فهناك الكثير من القصص، ولديك هاتف محمول يمكنك استخدامه لسرد هذه القصص.

سمية عمر: من بين ما تعلمناه في البدايات هو أنّ الأمور قد تكون غير مستقرة، وليس من الضروري أن تكون مثالية. فقط انشر المحتوى، فكلما أنتجت زاد فهمك لجمهورك وما يبحث عنه الناس.

كيف بدأت أفكاركم حول صحافة الموبايل؟

يوسف عمر: في عام 2014، أتيحت لي الفرصة للسفر إلى سوريا لتغطية الحرب الأهلية السورية. وفي ذلك الوقت، أدركت أولًا أنني لا أرغب مطلقًا في الاقتراب من منطقة حرب مرة أخرى – فقد كان ذلك خطيرًا للغاية، وأشعر أنني محظوظ لأنني خرجت سالمًا. وثانيًا، أدركت عدد رواة القصص والصحفيين الذين فقدوا حياتهم هناك، وأردت أن أكون قادرًا يومًا ما على تدريب المجتمعات في سوريا وحول العالم على كيفية سرد قصصهم. وقد أدركت في مرحلة مبكرة أنّ تدريب المجتمعات يُعد طريقة مهمة حقًا لسرد القصص.

وقبل إطلاق Seen، سافرت أنا وسمية حول العالم وأخبرنا الجميع بفكرتنا. وفي أحد المؤتمرات، تحدثت إلى الحاضرين وقلت لهم إنّ “المستقبل يكمن في سرد الناس لقصصهم بأنفسهم، بينما يتولى الصحفيون تدقيق الحقائق والتحقق منها”. وجاءنا رد نيك روبنسون، الذي كان يشغل منصب المحرر السياسي لدى بي بي سي في ذلك الوقت، قائلًا إنّ “نشر صور السيلفي ليس عملًا صحفيًا”.

وكانت هذه لحظة فاصلة بالنسبة لنا، فقد كان من الممكن أن نخرج من هذه المناقشة محبطين، ولكن ما حدث كان عكس ذلك، إذ أدركنا أنّ البعض لا يعرف الفكرة جيدًا. فأكبر مؤسسات الأخبار في العالم تعتقد أنّ مستخدمي الهواتف المحمولة هم أكبر تهديد للديمقراطية، ولكننا نؤمن بأنهم مستقبل الديمقراطية والصحافة. واليوم، يطلعنا الرئيس الأوكراني على أحدث تطورات الخطوط الأمامية عبر هاتفه المحمول. وهكذا كانت إحدى اللحظات الهائلة في قصة تأسيسنا، هي إخبار العالم بأكمله بفكرة صحافة الموبايل، ولكن لم يستمع إلينا أحد.

ما هي أهمية مجموعة الأدوات للصحفيين؟

شارلوت ماهر: تكمن أهميتها الحقيقية في الجماهير التي تصل إليها. فمن أجل إشراك الشباب والجماهير الجديدة من جميع أنحاء العالم، عليك أن تقدم شيئًا مختلفًا وفريدًا، حتى تتميز عن الآخرين في منصات التواصل الاجتماعي، فهي مشبعة بالكثير من المحتوى. ولا تنس أنك تنافس المشاهير والمؤثرين كذلك عبر هذه المنصات.

وما أقوله لغرف الأخبار هو أنّ صحافة الموبايل تتيح للصحفيين إنتاج أنواع مختلفة من المحتوى في نفس الوقت، وخاصة إذا كانوا يقومون بالتغطية الميدانية. ويمكنك أن تعود إلى المكتب وتنتج مجموعة متنوعة من المحتوى، بما في ذلك الفيديوهات لمنصات التواصل الاجتماعي وللتلفزيون، والمحتوى الصوتي للراديو.

يوسف عمر: تحاول مؤسسات الإعلام التقليدي أن تصلح السيارة أثناء قيادتها، وهو أمر صعب. أمّا تدريباتنا وأدواتنا، فقد تمكنت من تيسير هذه العملية من خلال التعلم من أخطائنا.

وبالنظر إلى مجموعات الأدوات المقدمة من شبكة الصحفيين الدوليين، تدرك أنها صادرة من ناشر وليس شركة تدريب، وهذا فرق كبير. فجميع الدروس مستوحاة من القصص التي ننشرها يوميًا، وليست مجرد نظريات مكتوبة في الكتب الدراسية. وهي مبنية على ما ننشره وما تعلمنا أنه ينجح عبر إنستجرام وتيك توك، وكيف يستجيب شباب الجمهور إلى المحتوى.

كان البرنامج معروفًا سابقًا باسم “هاشتاج قصتنا”، ولكنه يُدعى “Seen” الآن. فلِم تغير؟

يوسف عمر: أتى بعضنا من خلفيات إعلامية تقليدية – فقد كنت أعمل سابقًا لدى شبكة سي إن إن، بينما عملت شارلوت لدى بي بي سي. وقد رأينا جميعًا عدم نجاح الإعلام التقليدي في أمرين: أولًا، الهوس بالأمور السلبية، وثانيًا، النقص الحاد في التنوع داخل غرف الأخبار. فكيف يمكنك أن تغطي عالمًا كبيرًا ومتداخلًا بهذا الشكل؟ نحن نؤمن بإمكانية تحقيق ذلك عن طريق تمكين [المجتمعات المتنوعة] من سرد القصص، وتزويدهم بالأدوات اللازمة لبناء صحافة احترافية عالية الجودة، وعرضها بحيث يمكن تدقيقها والتحقق منها.

تخيل أنك تنظر إلى جبل جليدي هائل، حيث تشكل قمته الصغيرة فوق سطح الماء المحتوى الذي يصنعه المستخدمون ويعرضه الإعلام التقليدي، مثل الفيديوهات الرائجة أو الهجمات الإرهابية. أمّا بقية الجبل الضخمة والكامن تحت سطح الماء، فهي وجود ثلاثة مليارات هاتف محمول حول العالم. وهذا هو التنوع، وهو ما يحدث حقًا في المجتمعات في جميع أنحاء العالم.

نحن نركز على مساعدة هؤلاء الأشخاص للظهور من تحت سطح الماء. فقد منحتك منصات التواصل الاجتماعي الفرصة لمشاركة قصتك، ولكنها لم تخبرك كيف تروي هذه القصة. وهذا ما يثير الاهتمام في البرنامج، فهو يركز على شرح كيفية سرد القصص، حتى يشعر الأشخاص بأنهم مُشاهَدون ومسموعون، مما يساعدنا في خلق عالم أكثر تعاطفًا وتفهمًا.

سمية عمر: من أهم ما نقوم به هو تمكين الناس من سرد قصصهم الفريدة التي لا تحظى بالمشاهدة أو الصوت المسموع. وشعارنا الجديد هو “أنا مُشاهَد، ماذا عنك؟”. ويغطي ذلك المعنى الحقيقي لمشاركة القصص: وهو أن بإمكانهم – ولو بشكل بسيط – أن ينشروا قصصهم ويجعلوها مُشاهَدة ومسموعة.

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %
Previous post السياسية والحصان الرابح …….
Next post الجدل حول لقاء بن سلمان وأردوغان