“لا تقتلوا اسودكم فتأكلكم كلاب اعدائكم”

Read Time:2 Minute, 9 Second

إبراهيم عطا _كاتب فلسطيني

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_“لا تقتلوا اسودكم فتأكلكم كلاب اعدائكم”، هذا المثل الذي يتم تداوله منذ هجوم المغول على مدينة بخارى المحصنة، حيث طلبوا من أهلها إلقاء السلاح والاستسلام، فرفض بعضهم مفضلين الدفاع عن كرامتهم او الشهادة، بينما استسلم البعض الاخر وحملوا السلاح مع جنكيز خان بوجه اخوتهم، وعندما انتهت “وظيفتهم” وسقطت بخارى بيد القائد المغولي أمر بسحب اسلحتهم وذبحهم، قائلا لو كان يؤمن جانبهم لما خانوا اهلهم ليساعدوا الغرباء…
وهذا المثل يصلح لكل الازمنة والعصور، وخاصة لهذا الزمن العربي الرديء جدا، حيث دأبت الولايات المتحدة الإرهابية ومعها ابنتها الغير شرعية منذ عقود على استخدام بعض العربان الخونة (ككلاب صيد) في إصطياد اسود الأمة العربية وتدمير دولها القوية (العراق و سوريا وغيرها)…
ولا بد ان نذكر البعض من اصحاب الذاكرة القصيرة وعديمي الرؤية والبصيرة ممن يعولون على زيارة الرئيس الخرفان الى منطقتنا، ولا يتعلمون من دروس التاريخ انها في المقام الاول والاخير تتم كرما لعيون المحتلين الصهاينة، بان التاريخ يعيد نفسه وان الولايات المتحدة الإرهابية ومن خلفها هذه المستعمرة الصهيونية يكرران السيناريوهات نفسها ويستغلان حالة الامة وضعفها، لذلك فمن المؤكد ان هذه الزيارة التي تفرض نفسها الان بقوة، حدثا وخبرا وصدى ولعدة ايام، من المؤكد ان شانها سيكون كشأن سابقاتها من الزيارات وما كان يرافقها من وعود وكلام حول الازدهار والسلام، والتي كانت تصل دائما الى نفس الاهداف المرجوة امريكيا وصهيونيا، وهي حكام عرب اذلاء ينصتون ولا يتكلمون، يلبون ولا يطلبون، يقادون ولا يقودون، يطيعون فينفذون كل ما يطلب منهم من مصالح ومخططات لاعداء الامة والدين…
وبالامس وقبل ان يصل “الكاو بوي” العجوز الى المملكة العربية، حيث سيلتقي ببعض الهنود الحمر من عرباننا الذين ينتظرون بفارغ الصبر لقائهم براعي البقر، سمعنا عن النتائج الاولى لتلك الزيارة، حتى قبل ان تبدأ، حيث أعلنت المملكة العربية بخجل عن فتح مجالها الجوي أمام الطائرات الصهيونية دون ان تسميها بالاسم، ورحب الكيان بالخطوة ومباركا انتقال جزيتي ثيران وصنافير الى المملكة العربية، والتي ستليها بالطبع خطوات تنازلية، منها الواضحة والمعلنة واخرى ستبقى سرية…
وهذا ما تعودنا عليه من قبل اليانكي الناهي والآمر، ومن العربي المتلقي للاوامر، خلال الخمسين سنة الماضية، اي منذ قيام الملك فيصل برفض سياسة الاملاءات الغربية والصهيونية، واستخدامه لسلاح النفط خدمة للقضية الفلسطينية، وهي الخطوة التي كلفته حياته وفرضت سياسة الاحتواء على المملكة العربية…
فهل سيستمر العربان الصغار اليوم في سياسة الخنوع والركوع أمام البعبع الامريكي الشنيع، أم ستكون هناك ردود فعل مفاجئة لنا وللجميع، وكذلك للوحش الامريكي المرعوب من صعود الدب الروسي والتنين الصيني، لتضع حدا لسياسة العصا السحرية والجزرة الوهمية التي كانت ترعب الاغلبية، وتقلب تلك المعادلة المهينة التي فرضوها علينا منذ تخاذل صغارنا مع اعداء امتنا العربية في تدمير بلادنا وقتل اسودنا القوية….فلا تقتلوا اسودكم فتاكلكم كلاب اعدائكم.

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %
Previous post اختيار حاجة لحبيب بديلا” لصوفي ويليمس
Next post مواقف للدراجات في