لقاء مرتقب بين الرئيسين الأمريكي والصيني.. هل ينجح الغرب في عزل “موسكو” بعد قمة العشرين؟

Read Time:3 Minute, 8 Second

حامد أبو العز

شبكة  المدار الإعلامية  الأوروبية …_ تشير استطلاعات الرأي التي قامت بها وسائل إعلام عربية وعالمية إلى أن الانسحاب الروسي الأخير من خيرسون، جاء كخطوة تكتيكية لإعادة التموضع العسكري الروسي. 

وهنا لا بد من الإشارة، وبوضوح إلى أن العملية العسكرية الروسية، لم تحقق أهدافها الثانوية المرسومة مسبقاً من الحرب على أوكرانيا، ولكننا في الوقت ذاته نختلف مع من يصف هذا الانسحاب بالهزيمة الكاملة.

 وذلك أن الهدف الرئيسي الروسي الواضح من هذه العملية هو أولاً منع أوكرانيا من الالتحاق بالناتو والاتحاد الأوروبي، وإبعاد الاتحاد الأوروبي عن الحدود الروسية القريبة، وهذان الهدفان قد تحققا لحد الآن.

 أما الانسحاب من خيرسون فهو انسحاب لإعادة التموضع والدفع بعملية التعبئة العسكرية الروسية إلى الأمام، وبعد أشهر من الآن، يتوقع أن يتضاعف عدد الجنود الروس إلى ضعفين أو ثلاثة أضعاف نتيجة عملية التعبئة التي تجري بشكل مستمر. 

عند ذلك يمكن الحديث عن مواجهة جديدة مرة أخرى، ولكن وبعيداً عن المواجهات الساخنة على الأرض، هناك معارك أخرى تخوضها الولايات المتحدة على صعد عديدة.

أحداث أوكرانيا وقمة العشرين

هذه المواجهات والتراجع الروسي في خيرسون، من المتوقع أن يطغى على  أروقة قمة العشرين المزمع عقدها في إندونيسيا، حيث يتحدث بعض المحللين السياسيين عن عزم أمريكي، غربي لعزل الوفد الروسي خلال القمة.

 وتتلخص هذه الجهود بدعوة الرئيس الأمريكي لنظيره الصيني للقاء ثنائي لبحث القضايا العالقة بين البلدين، ويأتي ملف الحرب الأوكرانية على رأس الملفات التي ستتم مناقشتها من قبل الرئيسين. وبكل وضوح وصراحة أقول هنا بأنّ الجهود الأمريكية لفض التحالف بين الصين وروسيا سوف تبوء بالفشل.

لماذا سيفشل التحالف الصيني الأمريكي؟

 الصين ترى في الولايات المتحدة الخطر الأكبر الذي يهدد آسيا، كما تنظر الصين إلى التمدد الغربي، والأمريكي في آسيا، وتايوان بشكل خاص على أنه تهديد لأمن الصين القومي، ولذلك فلا ننتظر تغيرات جذرية في الموقف الصيني من الولايات المتحدة.

على جانب آخر، نشرت صحيفة تلغراف البريطانية مقالاً حول المساعي الغربية لعزل الوفد الروسي المشارك في قمة العشرين، وعليه فقد تعمل الوفود الغربية ممثلة: في فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا على الانسحاب من القاعة عند إلقاء كلمة الوفد الروسي. 

وتأتي هذه العمليات التي يتم التنسيق لها بين الولايات المتحدة وأوروبا لنزع الشرعية عن روسيا وفرض معادلة التفاوض الروسي الأوكراني بشروط أوكرانية.

 وفي سياق هذه الخطة، فرضت الدول الغربية أجنداتها على جدول قمة العشرين وقرروا إعطاء الرئيس الأوكراني زيلينسكي الحق بالمشاركة بكلمة عبر الفيديو ليخطب ود الأعضاء المشاركين ودفعهم إلى اتخاذ مواقف متشددة من روسيا.

كل ما تمت الإشارة إليه أعلاه هو جزء من حرب إعلامية غربية ضد الروس، هذه الحرب التي تسلط الضوء على جانب واحد وهو الجانب ذاته الذي يرغب به الغربيون وحسب. 

التراجع الأمريكي ونفوذ روسيا والصين

في الحقيقة الصورة مختلفة نوعاً ما، فعلى الرغم من الحملات الإعلامية الموجهة ضد الروس والصينيين، إلا أن الواقع يشير لعكس ذلك تماماً. 

الولايات المتحدة لم تعد القطب العالمي الواحد الذي يفرض أجنداته على الآخرين، وذلك بسبب الانقسام الداخلي، والفشل على الصعيد الاقتصادي في الداخل الأمريكي، والتشكيك بالديمقراطية الأمريكية من قبل الشعب الأمريكي ذاته، الذي يرى -بحسب استطلاعات الرأي- أن 70% من الشعب الأمريكي يشعر بأن الديمقراطية بخطر.

 وعلى صعيد العلاقات الدولية، فقد ظهرت تصدعات التحالفات الأمريكية بشكل واضح للعيان من خلال التنافس السعودي الأمريكي، واتجاه العلاقات بين الحليفين التقليديين إلى مستويات منخفضة للغاية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً من قبل.

 وهذا الأمر ينطبق كذلك على العلاقات التركية الأمريكية التي يبدو أنها في أسوأ حالاتها؛ نتيجة التعنت الأمريكي وعدم الاعتراف بالدور التركي المتزايد بوصفها قوة إقليمية، ودولية فاعلة لا يمكن تجاهلها بتاتاً.

في الختام، إن استمرار الغرب باتباع نهج نزع الشرعية عن روسيا ودفع أوكرانيا إلى مزيد من العداء مع روسيا وإيهام رئيسها بإمكانية الانتصار لن يحل أياً من المشاكل العالقة في هذا العالم المليء بالمشاكل التي تنتظر حلولاً جذرية.

 بدلاً من ذلك على الغرب أن يسعى إلى التحلي بالواقعية السياسية، والدفع بحلول سلمية بين البلدين بناء على عملية تفاوض مستمرة بدون شروط مسبقة.

عربي بوست

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %
Previous post رفع الالتزامات المناخية للاتحاد الأوروبي
Next post أغرب المحاكمات في التاريخ