معاناة بريطانيا يعد البريكست

Read Time:3 Minute, 39 Second

شبكة  المدار الإعلامية  الأوروبية …_ في الذكرى الثالثة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المعروف بـ”بريكست”، التي تحل الثلاثاء، أظهرت مؤسسات دولية وحكومية بريطانية أيضاً، أن اقتصاد بريطانيا أصبح الأسوأ بين دول مجموعة “العشرين”، باستثناء روسيا.

والتراجع الذي ألمّ بالاقتصاد البريطاني لا يعود إلى تداعيات أزمة كورونا أو الحرب الأوكرانية فقط، لكن أوضحت بعض تلك المؤسسات أن خسائر بريطانيا نتيجة “بريكست” كانت أكبر من خسائر الاتحاد الأوروبي نفسه.

فرصة هائلة

 وسط أجواء من الإحباط ما بين أزمة اجتماعية وندم متزايد، دافع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك عن بريكست معتبراً أنه “فرصة هائلة”.

وأضاف صندوق النقد الدولي الثلاثاء خبراً جديداً لسلسلة الأخبار السيئة معلناً وفقاً لآخر توقعاته أن البلاد ستكون هذا العام الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي سيعاني من ركود مع انكماش اقتصاده بنسبة 0.6 بالمئة. 

وحتى روسيا التي هي في حالة حرب وتخضع لعقوبات ستسجل نمواً.

أكد ريتشارد هولدن المسؤول الحكومي على قناة “سكاي نيوز” أن البلاد “قادرة على تجاوز هذه التوقعات كما سبق وفعلت”.

وقال وزير المال جيريمي هانت في بيان “إذا التزمنا بخطتنا لخفض التضخم إلى النصف يفترض ان تسجل المملكة المتحدة نمواً أسرع من ألمانيا واليابان في السنوات القليلة المقبلة”.

من جهتها تقول صوفي لوند-ييتس المحللة في هارغريفز لانسداون إن “المملكة المتحدة تواجه مشاكل محددة” لا سيما فواتير طاقة أعلى من أي مكان آخر “تؤثر على موزانة الأسر” أو حتى “مشكلة كبيرة في اليد العاملة تعود لبريكست ولكنها تفاقمت” بسبب وباء كوفيد.

منذ أشهر تسجل المملكة المتحدة تضخماً تجاوز 10 بالمئة وتحركات اجتماعية. والأربعاء ستنظم إضرابات غير مسبوقة منذ 10 سنوات خصوصاً في التعليم والنقل العام.

**بريغريت” (**Bregret أو الندم على بريكست)

تعاقب ثلاثة رؤساء وزراء على داوننغ ستريت العام الماضي، وايرلندا الشمالية مشلولة سياسياً بينما تحاول لندن إقناع بروكسل بإعادة النظر في وضع الإقليم بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. 

رغم الوعود بمراقبة الحدود والخطط المتتالية لمكافحة الهجرة، فإن عمليات العبور غير الشرعية للقناة تزداد باستمرار، بعد أن تجاوزت 45 ألف مهاجر العام الماضي.

تبدو وعود مؤيدي بريكست باستعادة الحرية بعيدة، وباتت الآن مرحلة “بريغريت”: الرأي العام المنقسم منذ فترة طويلة، يميل اليوم الى معارضة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وفقاً لاستطلاع أجراه معهد إيبسوس الإثنين يعتقد 45 بالمئة من البريطانيين أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لا يسير كما كان متوقعاً -مقابل 28 بالمئة فقط في حزيران/يونيو 2021. فيما يرى 9% فقط عكس ذلك.

سعى رئيس الوزراء المحافظ ريشي سوناك، الذي يصادف الخميس مرور 100 يوم على وصوله الى داونينغ ستريت، رغم كل شيء للدفاع عن حصيلة بريكست.

وقال في بيان “لقد أحرزنا تقدماً كبيراً من خلال تسخير الحريات التي وفرها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لرفع تحديات الأجيال”. وأضاف “أنا مصمم على أن تستمر فوائد بريكست في تمكين الأفراد والشركات في جميع أنحاء البلاد”.

شدد البيان الصادر عن داونينغ ستريت على “الفرصة الهائلة” للخروج من الاتحاد الأوروبي لا سيما “لنمو الاقتصاد البريطاني”. ويستشهد بإنشاء موانئ حرة ومناطق تعتبر خارج المنطقة الجمركية للبلاد وبالتالي تستفيد من الضرائب الميسرة والآفاق التي فتحت حسب قوله، بفضل بريكست.

نقص في اليد العاملة

لم يتم التخطيط لاحتفال رسمي بمناسبة هذه الذكرى السنوية. في المقابل، في اسكتلندا حيث يندد الانفصاليون في السلطة بـ “كارثة”، يتم التخطيط لمسيرة مؤيدة لأوروبا.

في 31 كانون الثاني/يناير 2020 أنهت المملكة المتحدة عضوية استمرت في الاتحاد الأوروبي 47 عاماً، وبعد فوز بوريس جونسون الساحق في الانتخابات أسدل الستار على أربع سنوات من الانقسامات السياسية التي أعقبت صدمة استفتاء عام 2016.

ثم بدأت فترة انتقالية من تسعة أشهر، مع التوصل في اللحظة الأخيرة لاتفاقية تجارة حرة وصفها بوريس جونسون بهدية عيد الميلاد.

بعد ثلاث سنوات، الأضرار الاقتصادية موجودة حتى لو أدت جائحة كوفيد والحرب في أوكرانيا إلى تفاقم الوضع إلى حد كبير.

وفقا للهيئة العامة لتوقعات الموزانة فإن بريكست سيقلل من حجم الاقتصاد البريطاني بنحو 4% على الأجل البعيد.

نأت المملكة المتحدة بنفسها عن شريكها الاقتصادي الرئيسي، الذي تستورد منه جزءاً كبيراً من الأغذية التي تستهلكها. وتفاقم النقص في اليد العاملة بسبب صعوبة استقدام عمال أوروبيين.

ومع ذلك لا مجال للعودة إلى الوراء حتى بالنسبة للمعارضة العمالية التي تتقدم بشكل كبير في استطلاعات الرأي بعد أقل من عامين من الانتخابات التشريعية المقبلة.

وقال زعيم حزب العمال كير ستارمر الحريص على التخلص من ماضيه المناهض لبريكست، إن برنامجه لا يدعو إلى العودة إلى الاتحاد الأوروبي بعد ان تمت تسوية القضية، لكنه يريد تحسين العلاقات مع بروكسل.

ولا يزال ملف إيرلندا الشمالية يسمم العلاقات مع بروكسل. تحاول لندن تصحيح الوضع بعد بريكست وإنهاء المأزق السياسي الذي يعيق الاستعدادات للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لاتفاق السلام مع ايرلندا الشمالية. وكان الاتفاق أنهى في نيسان/أبريل 1998 ثلاثة عقود من النزاع.

يورونيوز

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %
tax documents on the table Previous post مبنى جديد وتسهيل إجراءات النطاقات الضريبية في لوكسمبورغ
Next post المجر أكثر دول أوروبا فسداً