أمّي و الفجر …

Read Time:40 Second

الشاعر خليفة دربالة _تونس 🇹🇳 صفاقس
عشقت أمي الفجر …
دون البحر …
و دون القمر …
بين أمّي و بين الفجر …
قصة عشق …
كانت أمّي … حمامة رقيقة
تستيقظ كل يوم …
قبل مجىء الفجر …
تستقبل موكبه كل يوم…
حتى أنه كان يحفظ
ملامح وجهها أكثر منّي …
كان يميّز صوتها …
من بين آلاف الأصوات…
و يعرف لحن آهتها
دون ملايين الآهات…
كان الفجر يرافق أمّي …
الى حقول الحصاد …
صيفا …
و إلى غابات الزيتون
شتاءا
و إلى مقبرة القرية
أيام الأعياد….
كان الفجر يحرسها…
و كانت امي تأمن رفقته
بلا وجل …
كنت اسمعها تحادثه…
تشكو له طول الليل
و قسوة ساعاته الممزوجة بالأرق
تشكو له طول السفر
قسوة البشر…
و كان الفجر … رحب الصّدر
يجلس مستمعا…
منصتا للشكوى بلا ضجر …
عاشت أمّي عاشقة …
متيّمة بالفجر…
و لما جاء يوم السفر
عاندت امي الموت …ساعات
و ساعات
و ما رحلت …
الا عند مجىء الفجر …

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %
Previous post قصيد اغتالتني
Next post رحيل إضطراري