رحيل إضطراري

Read Time:50 Second

الشاعرة زينب لحمر_تونس 🇹🇳 تطاوين

فكرت ليالي و ليالي و تجولت في
المدينة ليلا نهارا
باحثا عن لقمة عيش منها يقتات صغاري
أعمل يوما و أقضي باقي الاسبوع أجوب الشوارع مترددا محتارا
كيف لي أن اعود بخفي حني
و لي أطفالا بالدار في إنتظار الطعام ؟
فكرت و خطرت ببالي رحلة لعلها تكون إختياري
و حسمت الأمر و ودعت الصغار
قلت سأرحل لأعود بالمال
سأسافر ليلا بالقطار
فلا تقلقي يا أمي و لا تحتاري
إبنك بطل مغوار
سيغيب بضعة أعوام
و عند العودة سنزور البيت الحرام
و سأقبل رجليك ليلا نهارا
ودعتها و الأعين تحبس الأمطار
و طبعت قبلة على جبينها
و في القلب ألاف المخاوف و الأفكار
هل سأنجح في العبور أم ستأكل لحمي
الدلافين و الحيتان
ركبت البحر و القلب هائم محتار
ظلام من كل ناحية و الفجر بعيدا أمتار
و ما بين المتر و المتر تنحبس أنفاسي
و تتوه أفكاري
ساعات الزمن ما أطولها و بلوغ الحلم
إختياري
دقت ساعتنا و تلاطمت أجسادنا الأقدار
صرنا جثثا و طعما لحيتان البحر الغدار
ألا ليتنا متنا على الأرض و لم تتقاذفنا الأمواج
أيا بحرا مهلا أرجوك أتركنا نكتب قصتنا
لتكون عبرة يتوارثها الأجيال
ألا وطنا رفقا بشباب أنهكه وجع الأيام
فإختار الرحيل إضطرارا.

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %
Previous post أمّي و الفجر …
Next post قطار الموت