بانوراما الفن التشكيلي الليبي..العمل الإبداعي والثقافي..طموح وغايات و أفاق ورؤى
الفنان التشكيلي الليبي -رمضان ابو راس
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_تأخرنا كثيرا في العمل علي الانتشار المعرفي الأفقي الذي يشمل بناء رأس المال البشري في الفنون بناءا معرفيا وجماليا ونقديا وتحسيسه بأهمية العمل الفني وحضوره في الحياة العامة والخاصة . الذي يجب ان تحتضنه بنية مكانية لقاعات عروض كبيرة خاصة بالفنون التشكيلية في كل المدن الليبية ومتاحف عملاقة بأعلى مستوى أيضا في بعض المدن تستوعب هذا الكم الهائل من المعارض واللوحات الفنية التي هاجر بعظعها في غفلة من أمرنا ولازال بعضها في مراسم الفنانين وأروقتهم الخاصة فتكون للدولة مجموعتها المتحفية الخاصة كما معمول به في اغلب عواصم ومدن العالم المتقدم والمتحضر فالواجب اليوم يحتم على الدولة أن تقف في صف الإبداع وتحتويه وتقيم وتنظم له المهرجانات والمعارض والأحداث الثقافية الكبرى والهامة وتكرم رواده والمتميزين فيه وتشجع الفنانين باقتناء أعمالهم لا تهميشهم وصم الأذن عن سماع أنينهم
وهذا الدور كان يجب أن يكون مناطا بمؤسسات الدولة العديدة والمتنوعة عن طريق مديروها وفق رؤية ثقافية شاملة يكون قد تشربها هذا المسؤل واكتسبها في المهد . ضف إلى ذلك إن ثقافة تصدير إنتاج العمل الإبداعي أو الفني والثقافي ضمن آليات البيع والشراء أي ثقافة الاقتناء تكاد تكون منعدمة في حالات كثيرة ومرهونة في حالات أخرى ومربوطة بالاستقرار السياسي والاجتماعي الذي لم تعرفه جل هذه العربية بالإضافة إلى ضعف الحالة الاقتصادية لهذه الدول .
فمنذ الحرب العالمية بقي المواطن وهو الحلقة الأهم في هذه التركيبة بعيدا عن دائرة تذوق العمل الفني لاهيا في البحث عن سبل العيش في أدنى مستوياتها وكثرت عليه النكبات والأزمات التي أربكته وأربكت محيطه المجتمعي بالكامل لاهيا في البحث عن سبل العيش في أدنى مستوياتها وبقت مؤسسات الدولة رهينة عمليات فك وتركيب لعقود طويلة وفي إعادة البناء بشكل جديد . ولم تتجاوز كل مشاريع التنمية فيه حدود ما خلفه الاستعمار في عمليات المعمار والطرق وتحديثات الإدارات المحلية وهذه في حد ذاتها مرهونة بإرث الدول الاستعمارية وما ينعكس عنها في مستعمراتها في مجالات الصناعة والثقافة .
فثقافة الدول المغاربية مثلا وقعت تحت تأثير الثقافة الفرنسية وثقافة المشرق العربي تشكلت بتأثيرات الثقافة الانجلوسكسونية إن صح التعبير في حين بقى الإرث الإبداعي الإنساني الإسلامي رهبن التهميش والإلغاء تارة ورهبن حالة من الانبهار بكل ما هو غربي تارة أخري وحبيس جغرافيته القلقة وانطفآ بريق لهب شعلة القيروان وفأس ومراكش وكذلك بغداد والقاهرة ودمشق وغيرها وصاحب ذلك الانبهار بكل ما هو غربي في شتى مجالات الفنون وحدثت بالتالي حالة من المسخ ونقل صورة مشوهة من أعمال الغير تتبني نفس الفكر والنهج وحتى الطريقة وتسقطها على واقعها المحلي وبالتالي لم تنال الاعتراف أو الحضور في الثقافة الأوربية عبر مدارسها ومناهجها النقدية وأحداثها الثقافية الكبرى أو الهامة ولا زلنا إلى اليوم نعاني ونعيش الحالة مما يجعلنا نعيد القراءة في ذواتنا الكلية منهجيا بإعداد مناهج حديثة لتدريس الفنون تبدءا من المدارس الابتدائية والإعدادية وتشمل كل مراحل التعليم من المتوسط إلى الجامعي ونهاية بوجوب الاعتراف بأهمية دور الفنون في تنمية وتطوير المجتمعات وصولا إلى بناء قدرات وإدارات إعلام ثقافي واعي ناجح وقوي مؤثر ينير طريقها بأهمية البناء الراسي وهو الاهتمام والانتباه إلى أهمية دور المبدعين والفنانين في بناء الدولة جماليا وهندسيا ومحيطيا وأخلاقيا واقتصاديا وحتى إنسانيا وسياسيا لان الفنون لغات تواصل إنساني ورسائل حضارية سامية تسهم جميعها في صنع الإنسان وصنع الحضارة الإنسانية .
وإدخال كل هولا في منظومة الحياة الشاملة ضمن مشروع التنمية الشاملة التي يجب أن نساهم جميعا فيها فالمحطات اليوم كثيرة والجهود مشتته والعزف الثقافي منفرد بصياغات أحادية أو ثناية في بعض الأحايين قد لا يجدي نفعا
وكراسي ودواوين الدولة مشغولة ومرهونة بظروفها وحالاتها الخاصة فبقى الإبداع يغرد ذاتيا وحيدا في سماء كثير ما تكون ملبدة بالغيوم وبالتالي لن تقوم لنا قائمة مالم نتبنى جهد وعمل جماعي خلاق وواعي بما حدث ويحدث يصاحبه بناء معرفي متقدم جديد نابع من موروثنا وتراثنا الثقافي والحضاري الضارب في عمق التاريخ ويحمل سماته وخصائصه الجمالية ويغرف من روحه المحلية الصافية يتلقفه كل مسؤول وكل فنان وناقد مبدع ويعمل على تحقيقه
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_
Average Rating