المهرّج …

Read Time:44 Second

الشاعر خليفة دربالة_تونس 🇹🇳 صفاقس

يمعن المهرّج في القفز …
يتمطط …
يرقص على رجل واحدة …
يمشي على أربع …
يقف على رأسه …
و يشير إلى الجمهور
بحركات من رجليه …
يتصنع المشي على حبل…
يتعثر… يسقط …
لكن الصّمت رهيب …
يجهد المسكين نفسه أكثر
يجري …
يقف خلف الستار الأسود…
ينفش شعره الاصطناعي…
يلطّخ وجهه بمزيد
من الالوان …
يُلْبِسُ أنفه كرة حمراء…
ثمّ يعود إلى صدر الركح
يتصنّع العرج…
يترنح…
كغصن مكسور …
تعبث به الريح …
يقفز …
يسقط … يحدث هرجا…
…لكن الصمت القاتل …
يتواصل …
في أرجاء المسرح لا صوت …
يجثو المهرّج على ركبتيه …
يفتح ذراعيه…
كمن يعرض صدره لرصاص الإعدام …
ماذا يفعل ؟
حتى ينتزع من براثن هذا الصمت
المرعب …
آهة إعجاب…
او بعض التصفيق …
او حتى صفعة تكسر هذا
السكون المقيت…
عساه يُفيق…
تحامل على يأسه…
تدحرج على طول الركح …
كبرميل مكسور…
امتدت يده الملطخة بالألوان
تضيء المسرح…
كانت كل الكراسي خالية …
و لا أثر للجمهور .

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post جرح_السراب
Next post لاَ قَوسٌ بلا مَطَرٍ #