بنس في إسرائيل والقدس بعد الأردن ومصر

Read Time:4 Minute, 15 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_ يطغى على زيارة مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي لإسرائيل يوم الأحد إعلان الرئيس دونالد ترامب الشهر الماضي اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل وأنها ستبدأ عملية نقل السفارة من تل أبيب للقدس.ويعتزم بنس المسيحي الإنجيلي لقاء قادة إسرائيل وزيارة الحائط الغربي والكنيست الإسرائيلي ومركز لذكرى ضحايا المحرقة في القدس خلال الزيارة التي تستمر يومين وذلك بعد توقفه في كل من مصر والأردن.غير أنه ليس من المقرر أن يلتقي بنس أيا من القيادات الفلسطينية التي امتنعت عن مقابلته.وكان من المقرر في الأصل أن تتم الزيارة في ديسمبر كانون الأول لكنها تأجلت بعد احتجاجات من قيادات سياسية ودينية عربية من المسلمين والمسيحيين على قرار ترامب الخاص بالقدس الذي خالف ما جرت عليه السياسة الأمريكية لعشرات السنين وكان سببا في انتقادات واسعة النطاق من حلفاء أمريكا.ويمارس ساسة مؤيدون لإسرائيل في واشنطن ضغوطا منذ فترة طويلة لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وقد قطع ترامب وعدا على نفسه خلال حملة الدعاية لانتخابات 2016 بأن يحقق ذلك.ومن المعتقد أن بنس وديفيد فريدمان السفير الأمريكي الذي عينه ترامب لدى إسرائيل مارسا ضغوطا شديدة من أجل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة. وكان لهذا القرار شعبية بين كثيرين من المحافظين والمسيحيين الإنجيليين الذين منحوا أصواتهم في الانتخابات لترامب وبنس. ويؤيد كثيرون منهم الاعتراف السياسي بأحقية إسرائيل في المدينة. والقدس مدينة مقدسة في اليهودية والمسيحية والإسلام ولكل ديانة مواقع ذات أهمية كبرى فيها. وقد حارب سكانها من أجلها منذ آلاف السنين وحاربت في سبيلها قوى إقليمية وقوى غازية من بينها المصريون والبابليون والرومان والمسلمون الأوائل والصليبيون والعثمانيون والإمبراطورية البريطانية وفي العصر الحديث إسرائيل وجيرانها العرب.وتعتبر الحكومة الإسرائيلية القدس عاصمتها الأبدية الموحدة رغم أن ذلك لا يلقى اعترافا على المستوى الدولي. ولا تقل مشاعر الفلسطينيين تجاه القدس عن مشاعر الإسرائيليين ويقول الفلسطينيون إن القدس الشرقية يجب أن تكون عاصمة لدولتهم المستقبلية. بل إن للمدينة اسمين. فاليهود يسمونها جيروساليم أو أورشليم أما بالنسبة للعرب فهي القدس.لكن أهمية المدينة أبعد من ذلك.ففي قلب القدس القديمة يوجد تل يسميه اليهود جبل الهيكل أما بالنسبة للمسلمين على مستوى العالم فهو الحرم الشريف. ويقول اليهود إنه موقع معابد يهودية قديمة غير أن كل ما بقي منها على سطح الأرض جدار يعرف باسم الحائط الغربي وهو مكان مقدس يؤدي عنده اليهود الصلاة. وعلى بعد أمتار يشرف على الحائط قبة الصخرة والمسجد الأقصى الذي بني في القرن الثامن. ويعتبر المسلمون هذا الموقع ثالث الحرمين الشريفين بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي. كذلك فإن المدينة موقع مهم إذ يؤمها الحجاج المسيحيون الذين يقدسونها باعتبارها المكان الذي يعتقدون أن المسيح عيسى دعا الناس فيها للإيمان بديانته.وفي العام 1947 قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة تقسيم فلسطين التي كانت آنذاك تحت الانتداب البريطاني إلى دولتين إحداهما عربية والأخرى لليهود. لكنها اعترفت بأن للقدس وضعا خاصا واقترحت وضعها تحت إدارة دولية مع بيت لحم القريبة منها باعتبارهما كيانا منفصلا تديره الأمم المتحدة.ولم يتحقق ذلك قط.وعندما انتهى الانتداب البريطاني في العام 1948 سيطرت القوات الأردنية على المدينة القديمة والقدس الشرقية العربية. واستولت إسرائيل على القدس الشرقية من الأردن في حرب عام 1967 وضمتها إليها في خطوة لا تحظى بالاعتراف على المستوى الدولي.وفي 1980 أقر الكنيست الإسرائيلي قانونا أعلن أن مدينة القدس “الكاملة والموحدة” عاصمة لإسرائيل. غير أن الأمم المتحدة تعتبر القدس الشرقية أرضا محتلة وأن وضع المدينة موضع نزاع لحين تسويته من خلال المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. وللعاهل الأردني دور في إدارة شؤون الأماكن الإسلامية المقدسة.كان لدول أخرى سفارات في القدس في الماضي لكنها نقلت من المدينة قبل سنوات. وفي ديسمبر كانون الأول قال رئيس جواتيمالا جيمي موراليس إن بلاده ستنقل سفارتها من تل أبيب. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن عدة دول تدرس الاقتداء بالخطوة الأمريكية لكنه امتنع عن ذكرها بالاسم.وفي ديسمبر كانون الأول أيضا صوتت 128 دولة بالموافقة على قرار غير ملزم من الجمعية العامة للأمم المتحدة يطالب الولايات المتحدة بالتخلي عن اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل. واعترضت تسع دول على القرار بينما امتنعت 35 دولة ولم تشارك 21 دولة في التصويت.الإطار الزمني لانتقال السفارة الأمريكية ليس واضحا وصدرت عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين تكهنات مختلفة عن مدى السرعة التي يمكن أن يحدث بها ذلك. ومنذ الإعلان تصاعدت حدة التوتر وشهدت القدس وغزة والضفة الغربية احتجاجات فلسطينية. وسقط 18 فلسطينيا على الأقل وإسرائيلي واحد قتلى منذ إعلان قرار ترامب في السادس من ديسمبر كانون الأول.ورغم أن الاشتباكات بين المحتجين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية لم تكن على مستوى الانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى (1987-1993) والثانية (2000-2005) فقد سبق أن تطور الأمر إلى عنف بسبب مسائل تتعلق بالسيادة والدين.ففي العام 1969 حاول متطرف استرالي حرق المسجد الأقصى. وفشل لكنه تسبب في أضرار جسيمة. وكان المناخ السياسي السائد في الشرق الأوسط مشحونا حتى أنه عندما حدث ذلك بعد عامين من حرب الأيام الستة تفجر الغضب في العالم العربي.وفي العام 2000 قاد السياسي الإسرائيلي ارييل شارون وكان حينذاك زعيما للمعارضة مجموعة من أعضاء الكنيست الإسرائيلي واقتحم مجمع الحرم الشريف. واحتج الفلسطينيون ووقعت اشتباكات عنيفة سرعان ما تطورت لتتحول إلى الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي عرفت أيضا باسم انتفاضة الأقصى.كما وقعت مواجهات دامية في يوليو تموز الماضي بعد أن نصبت إسرائيل بوابات الكترونية للكشف عن المعادن عند مدخل الحرم في أعقاب مقتل جنديين إسرائيليين على أيدي مسلحين من عرب إسرائيل.وحذر القادة العرب في أنحاء الشرق الأوسط من أن الخطوة الأمريكية المنفردة قد تؤدي إلى اضطرابات وتعرقل المساعي الأمريكية لاستئناف محادثات السلام المتوقفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين

يورونيوز

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post مظاهرة دعائية لحزب الحرية الهولندي
Next post شروط ترامب لدعم ولي العهد السعودي