الغناء والأدب

Read Time:2 Minute, 34 Second

بقلم : دكتورة مسعودة القرش – ليبيا
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_الغناء فطرة ونفحة طبيعية وهبها الله للإنسان والصوت الجميل الندي الحسن يعتبر بمثابة آلة موسيقية ذات إمكانيات لا حصر لها في التعبير عن كل العواطف والأحاسيس والمشاعر ولغناء أيضاً فن له نظمه ومناهجه وأوضاعه وقواعده التي لابد للمغني والمؤلف والملحن أن يكون على دراية بها من خلال الدراسة والتحصيل العلمي وهو أيضا ً أدب لأنه يقوم على حسن التصور وتصوير الأحداث التاريخية والإنسانية والكونية والاجتماعية التي تمر بلانسان والمجتمع وهو ابلغ الوسائل في التعبير وترجمة الأحاسيس والمشاعر من الملحن والمؤلف والمطرب ونقلها إلى المتلقي .
والغناء ثقافة تعرف بثقافة الغنائية ويجب أن تدُرس هذه الثقافة ( الغنائية ) على أنها جزءٍ من الثقافة الأدبية بما فيها من علم ( العروض ) ومخارج الألفاظ والتعبير عن المعاني .
فلأدب هو لكلُ والغناء جزءٍ منه و الأدب نهر والغناء شجر وطير فإذا فصلنا بين الأدب والغناء ودارساً الغناء على انه وحدة مستقلة فقد فصلنا بين الروضة والزهور والنبع الذي تستقي منه فلا تلبث هذه الروضة حتى تصبح قفراً لا حياة فيها .
ونستطيع أن نقول هنا بان أكثر الأمم تعلقاً بالغناء وتأثيرا به هي الأمة المرهفة لحسّ اليقظة النفس المنتبهة المشاعر , وقد كان العرب بحكم فطرتهم وبيئتهم وما يلامسهم من مخاوف ومفاجآت من أدق الناس حساً وأيقظهم نفساً وأشدهم تأثيرا وانفعالاً .
لذلك كان الغناء عليهم سلطان شديداً ولقد حدثنا تاريخ العرب عن وقائع دارت فيها الدائرة على فريق من المحاربين فاندفع من الفريق القبيلة مغلوبة فتيات حملن الدفوف وشقن الصفوف وآخذن يعزفن عزفاً حماسياً وينشدن نشيداً مثيراً فما لبث هولا المغلوبون ألا أن اندفعوا وراء الفتيات كالنار الملتهبة و احاطو بالعدو الغالب يتلقفونه من كل طريق حتى ظفروا به أسرا وتقتيلاً .
من اجل ذلك ساير الغناء الأدب العربي في كل أدواره وأطواره وأحداثه.
ولقد ألف العربي الغناء بفطرته وفنه وأدبه ألفه بفطرته حتى صارت ( نوقهم) لا تنشط ألا بالغناء ولا تقوى على السير في حرّ وبرد صحراء إلا بالغناء ا(لحدادْ)
وألفه لفنه لأنه شاعر بطبيعة والشعر أدب وغناء , وقد دفعه حبه للغناء إلى أن يباري به الأمم ويستخدم في كل الأغراض الدينية والسياسية والاجتماعية والعاطفية غيرها
وما لبث حتى تسما بهذه الفن في عهد النهضة العلمية الإسلامية سمواً عظيماً وألفه بأدبه لان العربي فطرة الله على حاسة البيان والإحسان فيه وهو يريد أن يعرض بيانه أحسن عرض وان يؤديه أجمل أداء .
وكما عرف العربى كيف يتلقى الغناء عَرف كيف يوجهه وكيف يصيب الغرض المقصود منه .
وهنا لن السؤال / ما هو الغرض و المقصود من الغناء ؟
أو ليس الغرض منه هو التسلية والترفيه وتأثير على المشاعر ببعض ما يثير النفس الضعيفة ويحرك الغرائز الكامنة أليس هو استغلال فطرة الحنان وما يساور القلوب من أحزان فنسوق إليها . بعض الألفاظ الواهية الناتجة لتطفر بشئ من الإقبال والاستحسان كلا .
فالغناء أبلغ الوسائل في تأدية رسالة الفنون الرفيعة فهو المزاج العذب وهو الوسيلة العظمى التي يشجعون بها الجبان ويسرون بها الحزين ويشحذون بها الهم الخامدة ويبلغون بها أقص ما يرون من المعاني الإنسانية السامية
في ختام غنوا أغاني تحمل رسالة تسمو وتهذب النفوس وترتقي بالمجتمع. فالغناء من أكثر الوسائل انتشاراً تأثيراً في المجتمع وهو رسالة الأدب والثقافة الغنائية لا تقوم الأعلى الثقافة الأدبية فالفنون ومنها الغناء من أقوى وسائل النهضة في كل العصور وهو أدب رفيع يسمو بالإنسان ويرتقى بالمجتمع إلى درجات السمو والإبداع .
.شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post مشكلة الهجرة واستقرار الحكومة الهولندية
Next post فيلدرز يريد تحريك الجيش ضد اللاجئين
%d مدونون معجبون بهذه: