د ا ن ي ا ل

Read Time:38 Second

نعمة محمد الفيتوري

أمشتاق مجنون
لوجوه خضراء من درنة
تقتطفها من جذورها
وتركض متعجلا
تأرجحهم بأراجيح الموت
تزلزل أجسادهم وتنتشي بصرخاتهم
وكأنها وقودك المجنون
تفور كبركان غاضب
ضاقت به الأرض

أ سد بنيناه بيد مكسورة
وضمير غائب
وسد آخر حسبناه
علينا سد

أكان مطر  أم خير لعله
فاض ليحل علينا
خبر جديد
أو وجع
وفقد غزير

قل لي بالله
ماذا جنى الوادي والزهر ؟
ماذا قالت لك نفسك ؟
أما خجلت من رضيع يناغي ثدي أمه
في الظلام
فطامه على طمي ورمل
وبقايا من دم بكر
كيف ستمحو من ذاكرتك
العجائز اللاتي
يعجزن عن المشي
هلع الأطفال
صرخات العذارى
وأحلام الشباب
كيف تجرأت
أن تصبغهم  بحناء من
طمي مخلوط بدمائهم
هل نزفوا؟
هل لا يزال في جثثهم دماء؟

قال أحدهم لأخيه
قاوم
وأنت تسحبه كثور هائج
تتحدى الصرخات وتزداد شراسة
كلما تحركت أمامك بناية
أو شجرة أو دمية

الأسطح الناجية تشبثت بها
الرؤوس كمصابيح تكشف عورتك
وتناجي ربها ..الله أكبر
وأنت بجبروتك
تكنس كل شيء
لم ترحم احدا
لم تترك شيئا
إلا
ذاكرة ممتلئة بك

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post من أنا
Next post حب بين السطور
%d