عظماء الأمة “”مسكِينةُ باريس – لا أدري لمن ستكون ؟””

Read Time:2 Minute, 33 Second

شبكة المدارالإعلامية الأوروبية…_ روى *(الدكتور معروف الدواليبي)* رحمه الله ، في مذكراته هذا اللقاء المهم بين الملك فيصل بن عبدالعزيز و الرئيس الفرنسي شارل ديجول حيث دار بينهما حوار في غاية الأهمية:

– قال ديغول: يا جلالة الملك ، يتحدث الناس بلهجة متعالية ، إنكم تريدون أن تقذفوا بإسرائيل إلى البحر، إسرائيل هذه أصبحت أمراً واقعاً ، و لا يقبل احد في العالم رفع هذا الأمر الواقع.

–  أجاب الملك فيصل رحمه الله: يا فخامة الرئيس ، أنا استغرب كلامك هذا، ان هتلر احتل باريس ، و أصبح إحتلاله أمراً واقعاً ، و كل فرنسا استسلمت إلا أنت، انسحبت مع الجيش الانكليزي ، و بقيت تعمل لمقاومة الأمر الواقع حتى تغلبت عليه، فلا أنت رضخت للأمر الواقع ، و لا شعبك رضخ ، فأنا استغرب منك الآن أن تطلب مني ان أرضى بالأمر الواقع ، و الويل يا فخامة الرئيس للضعيف إذا احتله القوي.

(و راح يطالب بالقاعدة الذهبية للجنرال ديغول و هي: إن الإحتلال إذا أصبح واقعاً فقد أصبح مشروعا ).

–  دُهش ديغول من سرعة بديهة الملك فيصل، رحمه الله ، فغير لهجته و قال: يا جلالة الملك ، يقول اليهود إن فلسطين وطنهم الأصلي ، و جدهم الأعلى إسرائيل ولد هناك.

–  أجاب الملك فيصل: فخامة الرئيس أنا معجب بك لأنك متدين مؤمن بدينك، و أنت بلا شك تقرأ الكتاب المقدس ، أما قرأت أن اليهود جاؤوا من مصر غزاة ؟ أحرقوا المدن و قتلوا الرجال و النساء و الأطفال ، فكيف تقول إن فلسطين بلدهم ، و هي للكنعانيين العرب ، و اليهود مستعمرون ، و أنت تريد أن تعيد الإستعمار الذي حققته إسرائيل قبل أربعة آلاف سنة ، فلماذا لا تعيد إستعمار روما لفرنسا الذي كان قبل ثلاثة آلاف سنة فقط ؟ أنصلح خريطة العالم لمصلحة اليهود ، و لا نصلحها لمصلحة روما ؟ و نحن العرب أمضينا مئتي سنة في جنوب فرنسا، في حين لم يمكث اليهود في فلسطين سوى سبعين سنة ، ثم نفوا بعدها.

– قال ديغول: و لكنهم يقولون إن أباهم ولد فيها.

– أجاب الفيصل، رحمه الله: غريب !! عندك الآن مائة و خمسون سفارة في باريس ، و أكثر السفراء تولد لهم أطفال في باريس ، فلو صار هؤلاء الأطفال رؤساء دول ، و جاؤوا يطالبون بحق الولادة في باريس   فمسكينة باريس ، لا أدري لمن ستكون ؟

–  سكت ديغول ، و ضرب الجرس مستدعياً (بومبيدو) رئيس وزرائه ، و كان جالساً مع الأمير سلطان و رشاد فرعون في الخارج ، و قال ديغول: 

الآن فهمت القضية الفلسطينية، أوقفوا السلاح المصدر لإسرائيل ، و كانت إسرائيل يومها تحارب بأسلحة فرنسية و ليست أميركية. 

– يقول الدواليبي: و استقبلنا الملك فيصل في الظهران عند رجوعه من هذه المقابلة ، و في صباح اليوم التالي و نحن في الظهران استدعى الملك فيصل رئيس شركة التابلاين الأميركية و كنت حاضراً و قال له: 

إن أي نقطة بترول تذهب إلى إسرائيل ستجعلني أقطع البترول عنكم ، و لما علم بعد ذلك ان أميركا أرسلت مساعدة لإسرائيل قطع عنها البترول ، و قامت المظاهرات في أميركا، ووقف الناس مصطفين أمام محطات الوقود ، *و هتف المتظاهرون: نريد البترول و لا نريد إسرائيل.*

* المصدر: مذكرات معروف الدواليبي

معروف الدواليبي رئيس وزراء سوريا 1953م ولد في حلب 1907 م و مات في المدينة المنورة 2004 و دفن في البقيع .. له أكثر من عشرة مؤلفات إسلامية.

*عرفتم الآن لماذا قتل الملك فيصل !؟* 

*رحمه الله و تقبله شهيداً من عظماء الأمة العربية والإسلامية*

مواقع الكترونية

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post  جو بايدن والرئيس الصيني شي جينبينغ وحوار الأربعاء 
people holding miniature wooden house Next post إلغاء عقود الإيجار المؤقتة للمنازل في هولندا
%d