اضطراب الهوية الليبية والجنوب الليبي مثالا

Read Time:3 Minute, 46 Second

محمد علي المبروك خلف الله 

شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_ عدة صدمات إجرائية متوالية على الوحدة الوطنية الليبية نشأ في ليبيا اخطر ماتتعرض له البلدان في العالم وهو اضطراب الهوية الوطنية والعودة بها إلى  الأصول البدائية المتخلفة القبلية والعرقية بما يشبه العصور البدائية الأولى وقد بدأت هذه الصدمات فعليا من بعد انهيار نظام القذافي الذي حافظ فعليا على الهوية الليبية لعقود وأول هذه الصدمات جرت من المجلس الانتقالي الذي قسم المدن الليبية على الأساس المحلي القبلي بتأسيس مجلس مدني ومجلس عسكري لكل منطقة بتحديد سلطة مدنية وعسكرية على أساس الانتماء الاجتماعي القبلي مما ابرز السلوك القبلي الذاتي الذي فصل منطقة أو قبيلة عن منطقة أو قبيلة أخرى واشتدت هذه الصدمات الضاربة مع مايسمى المؤتمر الوطني العام الذي غلب ونصر منطقة على منطقة أخرى وقد حدث ذلك بدعم الحرب على  منطقة بني وليد وكانت في عمقها هي حرب بين مدينة مصراتة ومدينة بني وليد ودعم الحرب على ورشفانة وكانت في عمقها هي حرب بين ورشفانة والزاوية مع تعامل اغلب الحكومات التشريعية والتنفيذية المتعاقبة مع مناطق وقبائل ليبيا بأساليب ظالمة غير عادلة وذلك بإغفال مناطق معينة إغفالاً تاما من الخدمات والدعم وتركيز الخدمات والدعم على مناطق وقبائل معينة وكان الأمر واضحا في مناطق الوسط الليبي ومناطق الجنوب الليبي فمن الإغفال والإهمال إلى أن احتلت مدينة سرت بكاملها من جنسيات أجنبية عرفوا بتنظيم الدولة غير الإسلامية ( داعش ) والى أن توطّنت رسميا جماعات من دول تشاد والنيجر ومالي في الجنوب الليبي مع  نشوء ثقافة ساذجة بدائية مندثرة ، غريبة بسذاجتها وعجيبة ببدائيتها وتخلفها ومنها ثقافة مدن منتصرة ومدن مهزومة وفرض توجهات مدينة منتصرة على مدينة مهزومة أي مدن منتصرة بفبراير ومدن مهزومة بفبراير وعلى المدن المهزومة أن تعترف بمبادئ فبراير وسياسة العقاب على أساس الانتماء الاجتماعي القبلي لقبائل كاملة بأطفالها ونسوتها وشيوخها في حين أن المتهمين منها فئة قليلة وخير مثال على ذلك هو أهالي تاورغاء كذلك تصريحات من ساسة متعاقبين هي تصريحات لاتعبر إلا عن بلادة في الفهم وإدراك قاصر قصير وعقل دون تفكير ولاتدبير فمن بداية المجلس الانتقالي وتتبعا إلى هذه اللحظات ظهر في اغلب تصريحات وتخرصات وتفاهات وافتراءات الساسة الليبيين مفهوم المكونات الثقافية الليبية وهو مفهوم لاينطبق على أي عرق وطني من الأعراق الليبية عربيا او أمازيغيا او تباويا او طارقيا فلاتوجد في ليبيا مكونات ثقافية على الإطلاق والأمر بالدليل العلمي وما إظهار هذا المفهوم إلا ضربا وركلا وصفعا من أشباه المثقفين من أولئك الساسة للوحدة الوطنية الليبية ، يرجى من ذلك الاطلاع على مقال لي منشور في سنة 2015م   ( لايوجد في ليبيا مكونات ثقافية ) لمزيد الفهم .      أدت هذه العوامل وغيرها من العوامل إلى اضطراب عام في الهوية الوطنية الليبية وارتدت كل منطقة أو كل قبيلة  في ليبيا إلى ذاتها الاجتماعية تدعم وتنمي كيانها القبلي والاجتماعي بمعزل تام عن الهوية الوطنية الجامعة وأصبحت ليبيا في عمقها الاجتماعي قبائل ومناطق منعزلة بذاتها عن بعضها البعض وهذه حقيقة يعرفها من يعيش في ليبيا  ونظرًا لوجود القوي والضعيف سلاحا بين القبائل والمناطق الليبية ولوجود المسيطر والمسيطر عليه بين المناطق والقبائل الليبية ولان كل منطقة وقبيلة ضعيفة أو متوجسة أصبحت تشعر بالتهديد على كيانها الاجتماعي لجأت بعض القبائل إلى الأسوأ للحفاظ على كياناتها القبلية  وذلك بما هو خطر داهم على الهوية الوطنية الليبية ففي الجنوب الليبي لجأ تبو ليبيا إلى امتداداتهم القبلية باستدعاء بعض تبو دولتي تشاد والنيجر لدعم وجودهم ولجأت قبيلة أولاد  سليمان إلى امتداداتها القبلية باستدعاء أولاد سليمان من دولتي تشاد والنيجر لدعم وجودها ولن أتحدث هنا عن تفاصيل الحرب بل عن ماهو اخطر من الحرب بين قبيلتين وهو اضطراب الهوية الليبية وفي الماضي لجأ طوارق ليبيا إلى امتداداتهم القبلية باستدعاء  طوارق مالي  والنيجر وجنوب صحراء الجزائر في حالات معينة ولجأ أمازيغ الجبل وزوارة إلى امتداداتهم القبلية في دولة المغرب للاستعانة بهم ثقافيا في تعليم الامازيغية وفي إقرار مناهجها في ليبيا ولجأ احد شيوخ أولاد علي من مناصري الحكم الفيدرالي في فترة إعلان الحكم الفيدرالي في اجدابيا من الجضران وجماعته إلى التهديد باستدعاء أولاد علي المتوطنين في مصر والذين يبلغ تعدادهم خمسة عشر مليون وهدد باستدعائهم بذات العدد إلى ليبيا لمناصرة دعاة الحكم الفيدرالي في ذلك الوقت . أيها السادة انه خطر عظيم أن بعض القبائل الليبية لها امتداداتها في بلدان أخرى بجنسيات أخرى ولا ادعوكم كي تخشوهم بل ادعوكم لتفرضوا عليهم الهوية الوطنية الليبية الجامعة فرضا  بمساواتهم في الحقوق الوطنية ودعمهم معيشيا وخدميا بعدالة والابتعاد عن الخطاب القبلي المفكك ونبذ المحاصصة لقبائل ومناطق معينة في تولي المناصب العامة وردع وصدع كل داعٍ للقبيلة والمنطقة ومنع كل هذه المجالس القبلية المرسخة لتفكيك الوحدة الوطنية  ونشر ثقافة أنا لست عربيا ولا أمازيغيا ولا تباويا ولاطارقيا أنا ليبي  وانتمائي لكل ليبيا وليس لمنطقة أو قبيلة وإلا كونوا كما انتم الآن وكما كان العهد الجاهلي الأول قبائل متناحرة ثقافتها ثقافة الغنيمة للمنطقة والقبيلة وليست للبلاد والعباد وماذلك إلا حين من الزمن بعده هلاككم وهلاك وطن اسمه ليبيا .

_…شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post الفيفا يرفع الحظر عن باكستان
Next post أسعد دول العالم تتصدرها فلندا