
موسكو وحملة الاشمئزاز الأوروبية
شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_ تواجه موسكو “موجة اشمئزاز عالمية” بسبب الهجوم بغاز أعصاب على جاسوس روسي سابق، وفق وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون. وصدرت تصريحات جونسون بعد أن ذكرت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية الأربعاء أن العميل المزدوج الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته اللذين تحمل لندن موسكو مسؤولية تسميمهما في الرابع من آذار/مارس، تعرضا لغاز الأعصاب السام للمرة الأولى في منزلهما وكان تركيز الغاز الأكثر قوة عند مدخل المنزل. ولقي الهجوم على سكريبال في مدينة سالزبري البريطانية رد فعل واسعا إذ طردت عشرات الدول حول العالم أكثر من 150 دبلوماسيا روسيا.ونفت موسكو ضلوعها في الهجوم. وقالت السلطات البريطانية أن غاز الاعصاب “نوفوتشيك” الذي تم تطويره إبان الحقبة السوفياتية استخدم في تسميم سكريبال وابنته.وقال جونسون في كلمة في لندن الأربعاء أن “الكرملين أساء تقدير قوة المشاعر الدولية (…) وعمليات الطرد هذه تمثل لحظة تبلور هذه المشاعر”.وأضاف “عندما تستنزف سنوات الغضب والاستفزاز الصبر الجماعي وتوصلها إلى نقطة عدم التحمل، فإن دولا حول العالم ومن ثلاث قارات مستعدة لأن تقول هذا يكفي”.وقالت الشرطة البريطانية أن نحو 250 من محققي مكافحة الإرهاب يتولون التحقيق في القضية وان هذا قد يستمر أشهراً.وتم تحديد نحو 500 شاهد عيان، كما تقوم الشرطة بفحص أكثر من خمسة آلاف ساعة من تسجيلات الفيديو على كاميرات الأمن.قال دين هايدن رئيس شرطة مكافحة الشغب “في هذه المرحلة من التحقيق، نعتقد إن سكريبال وابنته تعرضا لغاز الأعصاب للمرة الأولى عند الباب الأمامي” لمنزله.وأضاف “الخبراء وجدوا أن التركيز الأقوى للمادة السامة موجود على مدخل المنزل”. وأضافت انه “عثر على آثار المادة السامة في أماكن أخرى عمل فيها المحققون في الأسابيع الأخيرة ولكن بتركيز أقل من تلك التي وجدت في المنزل”.وعزل المحققون مقعدا عثر على سكريبال وابنته فاقدي الوعي عليه وحانة ومطعما كانا قد قاما بزيارتهما وكذلك قبر زوجة الجاسوس السابق.وذكرت صحيفة ديلي تلغراف الخميس أن هذا الكشف “يكثف عملية البحث عن مرتكبي الهجوم، ويزيد الضغوط على الكرملين” ويعرض للخطر أي شخص زار منزل سكريبال.وأعلن مراسل البي بي سي للشؤون الأمنية غوردون كوريرا العثور على التركيز الأقوى للمادة السامة في يد باب منزل سكريبال، وربما تم تثبيته بواسطة مادة خاصة.ويفسر ذلك سبب وجود غاز الأعصاب في سيارة سكريبال أو في المطعم حيث تناولا الطعام.وقال هايدن أن الخطر على عامة الناس منخفض.ما زال سيرغي سكريبال (66 عاما) وابنته يوليا (33 عاما) في حالة غيبوبة في المستشفى. وقال سكرتير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية الآن دانكن خلال الأسبوع الجاري أن “وضعهما لا يتحسن على ما يبدو”.وقد خرج ضابط توجه إلى موقع الهجوم، من المستشفى بعد تليه العلاج.وكان ممثلون عن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وصلوا في 20 آذار/مارس إلى بريطانيا للقاء الخبراء في المختبر العسكري لبورتن داون قرب سالزبري ومن الشرطة البريطانية. وسيفحصون العينات التي جمعها الخبراء البريطانيون.رأت وزارة الخارجية الروسية الأربعاء أن معالجة بريطانيا لمسالة الاعتداء على سكريبال “يوحي بتورط محتمل للاستخبارات البريطانية” متهمة لندن بشن حملة عليها.وحصلت بريطانيا على دعم حلف شمال الأطلسي بينما قامت 18 دولة من الاتحاد الأوروبي وغيرها من الدول بطرد دبلوماسيين روس بسبب الهجوم.وطردت موسكو 23 دبلوماسيا بريطانيا ردا على خطوة مماثلة اتخذتها لندن، ويتوقع أن تتخذ خطوات مشابهة بحق دول أخرى.وفي مكالمة هاتفية بين رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل الأربعاء اتفقت الزعيمتان على “ضرورة مواصلة العمل معا لمواجهة العدوان الروسي المتزايد”، بحسب بيان الحكومة البريطانية.من ناحية أخرى ستقوم لجنة برلمانية بالتحقيق في أموال مشبوهة دفعت في عقارات بريطانية بقيمة 880 مليون جنيه إسترليني (1,25 مليار دولار) اشتراها رعايا روس.وذكرت لجنة الخزانة أنها ستحقق في حجم الجرائم الاقتصادية في بريطانيا بعد مزاعم بأن بريطانيا – خصوصا في سوق العقارات في لندن” أصبح “المقصد المفضل” لغسيل الأموال.ويأتي ذلك بعد أن أظهرت أرقام مجموعة الشفافية الدولية أن عقارات بقيمة 4,4 مليار جنيه إسترليني ربما تم شراؤها بثروة مشبوهة، وأكثر من خُمس هذه العقارات التي تقدر قيمتها بنحو 880 مليون جنيه إسترليني اشتراها الروس.
وكالات
Average Rating