الاغتصاب الصامت في ليبيا

Read Time:2 Minute, 47 Second

محمد علي المبروك خلف الله 

شبكة المدار الإعلامية الأوربية…_لا اكتب بهدف الإثارة وإنما اكتب بهدف الإنارة وما قد يعتبره البعض إثارة فانه عند العقلاء صدمة من الصدمات التي تتلاحق كالأمواج اللاطمة من عهد جديد انهارت فيه المنظومة الإنسانية والأخلاقية والدينية والوطنية  .أعيش في داخل ليبيا واعرف حال مناطقها وحال ناسها ومنفتح في علاقاتي مع الكل لهذا تطالعني وتلاطمني أحداث غريبة مفزعة وجديدة ومتكتم عنها في المجتمع الليبي لا اترك لها طرفا حتى ابحث فيها وأتأكد منها بشهود هم أطراف أو كانوا عن قرب من هذه الأحداث المفزعة . من الظواهر أو الأحداث المفزعة مرض جديد من الأمراض عافاكم الله التي اجتاحت الشعب الليبي وهو الاغتصاب الصامت ويتم فيه خطف الفتاة أو المرأة لمدة ساعات أو أياما معدودة حيث تغتصب ثم يتم إرجاعها إلى أهلها الذين يتكتمون على حادثة اغتصابها خشية من العار كما يعتقدون وفي بعض الحالات يتلقى الأهل تهديدات من المغتصبين إذ هم كشفوا الأمر وهو اغتصاب شهدته بعض مناطق من مدينة طرابلس والمناطق الواقعة غرب طرابلس وبعض مناطق جنوب ليبيا  وتزداد هذه الظاهرة غير المألوفة انتشارا مع التكتم ونجاة المغتصبين من أي ملاحقة وقد أعيد اغتصاب فتيات لمرات عديدة بسبب التكتم على حوادث الاغتصاب الأولى التي تعرضن لها وينشأ على ذلك بعض حالات إجهاض تلقي فيها المغتصبات بمساعدة أهاليهن أجنتهن في القمامة أو دفنهم في أماكن نائية وقد تمت بعض عمليات الخطف من جامعات ومدارس وإدارات عامة عند الذهاب أو المغادرة منها ومن الشوارع بعد ترصد المجرمين للضحايا.نشأت هذه الظاهرة واجتاحت المجتمع الليبي بسبب واقع شاذ غير سوي يتمثل في سطوة مطلقة لعصابات ومجرمين يمتلكون السلاح والإمكانيات وحتى الشرعنة لبعضهم وفي عدم وجود أي حماية للعائلات الليبية وعدم وجود أي قوة أمنية فاعلة رادعة لملاحقة المجرمين والعصابات . أن التكتم على هذه الجرائم المفجعة من أهالي الضحايا ومن وجهاء المناطق بحجج أن الأمر له حساسية اجتماعية وان الأمر يجر مشاعر الدونية والعار لأهالي الضحايا بين الأهالي وان التستر على الضحايا اسلم لمستقبلهن من فضح هذا الأمر فانه مساهمة جزيلة في هذه الجريمة الوضيعة لأنه يزيد انتشارها ويمنح إطلاقا وسراحا للمجرمين وهو ترخيص اجتماعي واسع لهذه الجريمة في ليبيا فلابد من إظهار هذه الحالات والنهوض معها غضبا حتى تعالج وتتوقف هذه الحوادث من امتدادها المتوحش في مجتمعنا فالفتاة أو المرأة التي تغتصب لاعار عليها ولا على أهلها لان الأمر لم يكن بإرادتها ولم يكن باختيارها بل كان قهرا وغلبة عليها ،  كيف يحمل المقتول مسؤولية موته وقد قتله قاتل ؟  وكيف تحمل المرأة مسؤولية اغتصابها وقد اغتصبها غاصب ؟  . والعار وعزة الله على كل من حكم هذه البلاد تشريعيا وتنفيذيا وكل قوة أمنية وعسكرية من مسؤوليتهم حماية نسوة الشعب الليبي وما كانوا إلا مظاهر جوفاء خاوية مهلهلة وما كانوا رجالا يلتهبون غيرة .  الكثير من الظواهر الجديدة التي لم تعرف في ليبيا من قبل إلا نادرا أصبحت تطفو على السطح الاجتماعي بوضوح وبعضها مدفون متكتم عليها في العمق الاجتماعي ويجب الوقوف عندها وانتزاع جذورها المستجدة قبل أن تتعقد وتتشعب في الأرض الليبية واحد أسباب نشوء الاغتصاب الصامت وانتشاره هو عدم الوقوف على حوادث الاغتصاب المعلنة اجتماعيا التي حدثت سابقا وتركها تغادر دون مبالاة ودون ردع ودون ملاحقة للمجرمين . لقد زادت الأعداد وانتشرت حوادث الاغتصاب المعلن والصامت ،فهل ينتظر الشعب الليبي أن يصبح مثل بلاد الهند المشهورة عالميا في انتشار حوادث الاغتصاب مع الفارق .. الشعب الهندي يغضب ويثور من هذه الحوادث والشعب الليبي صامت ساكن والحكومات الهندية مستيقظة نشطة للحد من هذه الحوادث وحكومات ليبيا نائمة خاملة وتحسب أن هذه الحوادث أحلاما تتوارد في نومها وخمولها ولا اعتقد بأنها تحسبها واقعا لأنها نائمة لاتستيقظ أبدا وخاملة لاتنشط أبدا .

_…شبكة المدار الإعلامية الأوربية…_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post زيادة استخدام تقنية التعرف على الوجه على الحدود البريطانية
Next post طبول الاحزاب الشعبوية تصدع امام القمة الاوربية