سويسرا تدين قانون إسرائيلي

Read Time:2 Minute, 42 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_ اهتمت الصحف السويسرية الصادرة هذا الأسبوع بالتداعيات المترتبة عن إقرار الكنيست الإسرائيلي قبل بضعة أسابيع لقانون أساسي جديد مثير للجدل ينص على اعتبار إسرائيل “دولة قومية للشعب اليهودي”، كما تابعت التطورات المأساوية للحرب الدامية المستمرة منذ ثلاثة أعوام ونيف في اليمن.في عددها الصادر يوم 9 أغسطس الجاري، أجرت صحيفة “لوتون” الصادرة بالفرنسية في لوزان حوارا مع مارسيلو كوهين، أستاذ القانون الدولي في معهد جنيف للدراسات الدولية حول القانون المثير لجدل واسع داخل الدولة العبرية وخارجها المُصادق عليه مؤخرا من طرف الكنيست الإسرائيلي بأغلبية محدودة والذي يعتبر إسرائيل “الدولة القومية للشعب اليهودي”.كوهين اعتبر أن “هذا القانون الأساسي يُشبه مُراجعة لإعلان الإستقلال الذي وضع، قبل سبعين عاما، الأسس التي قامت عليها الدولة باعتبارها دولة يهودية تضمن المساواة لجميع مواطنيها. أما اليوم، فإن هذه (النزعة) التحريفية révisionniste تكشف عن أجندة سياسية حزبية بديهية جدا لن تزيد إلا في مفاقمة خطورة الوضعية (المتعلقة بـ) وجود دولة يهودية وديمقراطية، وعدم احترام القانون الدولي، والتسوية السلمية والسريعة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.في الوقت نفسه، يُثير التشريع الجديد بحسب مارسيلو كوهين ثلاث إشكاليات كبرى على مستوى القانون الدولي “تتعلق الأولى بالمبدإ الأساسي الثالث الوارد في هذا القانون الأساسي والذي ينص حرفيا على أن “الحق في ممارسة تقرير المصير في دولة إسرائيل حكر على الشعب اليهودي”. ذلك أن مفهوم تعبيرة “الشعب اليهودي” المستخدمة تظل غامضة. فالنقطة السادسة من نفس القانون تُحيل إلى “صلة (دولة إسرائيل) بالشعب اليهودي”. وهكذا تُشير النقطة السادسة إلى الشعب اليهودي بمعنى “شعب إسرائيل” Klal Israel، أي إلى اليهود بوصفهم جماعة (أو طائفة)، سواء كانوا يعيشون في دولة إسرائيل أو في الشتات”. لذلك تساءل أستاذ القانون الدولي في معهد جنيف للدراسات الدولية: “فمن هم إذن أصحاب “الحق في ممارسة تقرير المصير القومي في دولة إسرائيل” الوارد في المبدإ الأساسي الثالث؟ السكان اليهود للدولة أم جميع اليهود في العالم؟”.غير أن المسألة الحرجة التي يُثيرها هذا البند تظل متمثلة حسب كوهين في “استبعاد جزء مهم من السكان الإسرائيليين من ممارسة حق تقرير المصير. فدولة إسرائيل دولة يهودية حسب تعريفها، كما أقرّ بذلك القرار رقم 181 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي كان ينص على إنشاء دولتين فوق الأراضي المشمولة بانتداب فلسطين (من طرف بريطانيا، التحرير). مع ذلك، تتشكل دولة إسرائيل من أغلبية يهودية وأقليات عربية ودرزية وبدوية. وفي الدول المستقلة الموجودة (اليوم)، يحق لكافة سكان الدولة التمتع بتقرير مصيرهم. لذلك، يحق للشعب الإسرائيلي برمته، بهذه التركيبة، التمتع بالحق في تقرير المصير”، على حد قول أستاذ القانون الدولي. بخصوص الإشكاليّتيْن الأخرييْن المثارتيْن على مستوى القانون الدولي، ذكّر مارسيلو كوهين بأن “المجتمع الدولي وخاصة من خلال قرار مجلس الأمن الدولي رقم 478 (صدر سنة 1980) لا يقبل بأن تكون “القدس الكاملة والمُوحّدة” عاصمة لدولة إسرائيل (كما تنص على ذلك النقطة الثالثة من القانون الأساسي)”، وتبعا لذلك، فإن هذا البند يُشكل “عقبة إضافية بوجه تسوية سلمية للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني”، على حد قوله.أخيرا، لفت الخبير السويسري إلى مسألة “المستوطنات اليهودية”، حيث ورد في النقطة السابعة من القانون الأساسي المثير للجدل أن “الدولة تعتبر تنمية الإستيطان اليهودي قيمة وطنية وسوف تعمل على تشجيع وتطوير إنشائه وتوطيده”، وبالنظر إلى أن الغموض في سياق الممارسة الحالية لحكومة نتنياهو يفتح الطريق بوجه اعتبار هذه الإشارة إلى “المستوطنات” شاملة للمستوطنات (المُقامة) فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تُعتبر أيضا غير شرعيّة من قبل المجتمع الدولي بأكمله”، كما يقول مارسيلو كوهين.

Swi

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post قمة مرتقبة للكوريتين
Next post بريجيت باردو تنتقد وزير البيئة الفرنسي