التحديات التي تهدد البشرية هذا العام

Read Time:5 Minute, 49 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوربية…_ينشر تقرير المخاطر العالمية لعام 2019 على خلفية توترات جيوسياسية وجيوسياسية مقلقة. وإذا لم يتم حل هذه التوترات، فسوف تعيق قدرة العالم على التعامل مع مجموعة متنامية من التحديات الجماعية، بدءاً من الأدلة المتزايدة على التدهور البيئي ومروراً بالاضطرابات المتزايدة للثورة الصناعية الرابعة.ويرى التقرير الصادر عن منتدى الاقتصاد الدولي، أن التوترات الجيوسياسية والجيو-اقتصادية تزداد بين القوى العظمى، وأنها تمثل المخاطر العالمية الأكثر إلحاحاً في الوقت الحالي. ويشير التقرير أيضاً إلى أن العالم يتطور بشكل يتجه نحو التباعد بعد فترة من العولمة أدت إلى تغيير عميق في الاقتصاد السياسي العالمي. وإن إعادة تشكيل علاقات البلدان المندمجة بشكل عميق هو أمر محفوف بالمخاطر المحتملة، خصوصاً وأن العلاقات التجارية والاستثمارية بين العديد من قوى العالم، كانت صعبة للغاية عام 2018.

الاقتصاد الصيني

فتوقعات حدوث تباطؤ في الصين من 6.6% عام 2018 إلى 6.2% هذا العام و5.8% بحلول عام 2022 يشكل مصدراً للقلق، وكذلك عبء الديون العالمية، والتي باتت أعلى بكثير مما كانت عليه قبل الأزمة المالية العالمية، أي نحو 225% من الناتج المحلي الإجمالي. بالإضافة إلى ذلك، فقد فرض تضييق الأوضاع المالية العالمية، ضغوطات شديدة على الدول التي كانت تعمل على تحصيل الخصوم المقومة بالدولار، في الوقت الذي كانت أسعار الفائدة فيه منخفضة.

ويعرض التقرير نتائج أحدث مسح للمخاطر العالمية، حيث يقوم نحو 1000 من صناع القرار من القطاع العام والقطاع الخاص والأكاديميين والمجتمع المدني بتقييم المخاطر التي تواجه العالم. تسعة من أصل 10 مستطلعين يتوقعون تصاعداً في المواجهات الاقتصادية والسياسية بين القوى الكبرى هذا العام.

تغير المناخ أكبر تحدّ

وعلى مدى عشرة أعوام، يُنظر إلى الفشل الشديد في سياسة الطقس وتغير المناخ على أنه التهديد الأكبر.يتضمن تقرير هذا العام سلسلة أخرى من الصدمات المستقبلية “ماذا لو” التي تدرس الحوسبة الحكومية والتلاعب بالطقس والشعوبية النقدية والذكاء الاصطناعي المستجيب عاطفياً والمخاطر المحتملة الأخرى.إن الطاقة التي تنفق الآن على ترسيخ أو استعادة السيطرة الوطنية، قد تؤدي إلى إضعاف الاستجابات الجماعية للتحديات العالمية الناشئة. وعليه فإننا ننغمس أكثر فأكثر في مشكلات عالمية، لن يكون تخليص أنفسنا منها سهلاً.وتشير الشروخ العميقة في النظام الدولي إلى تراكم المخاطر الشاملة. وعلى الرغم من أن مستويات لازمة من التعاون والدعم ستتوافر إذا ما حدثت أزمة عالمية أخرى، إلا أن التوتر بين عولمة الاقتصاد العالمي وشعور الانعزالية القومية المتنامي في السياسة العالمية يعتبر خطراً عميقاً.

المخاطر البيئية

تستمر المخاطر البيئية في السيطرة على نتائج الدراسة المسحية السنوية للمخاطر العالمية (GRPS) حيث استحوذت على ثلاثة من أهم خمسة مخاطر من خلال احتمالية الحدوث، وأربعة من حيث التأثير. وشكّل الطقس القاسي القلق الأكبر، إلا أن من شملتهم الدراسة يشعرون بقلق متزايد بشأن فشل السياسة البيئية، فبعد أن انخفض ترتيب خطر “فشل التخفيف من تغير المناخ والتكيف معه” نسبياً بعد اتفاقية باريس، عاد اليوم ليتصدّر المركز الثاني من حيث التأثير، هذا وقد أصبحت نتائج التقاعس المناخي أكثر وضوحاً.تعتبر الوتيرة المتسارعة لضياع التنوع البيولوجي مصدر قلقٍ خاص، خصوصاً وأن وفرة الأنواع انخفضت بنسبة 60% منذ عام 1970. ولا بد من الإشارة إلى أن ضياع التنوع البيولوجي في سلسلة الغذاء البشري له تأثير كبير على الصحة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، إضافة إلى ما يترتب على ذلك من آثار على الرفاهية والإنتاجية، وحتى الأمن الإقليمي.

التكنولوجيا والمخاطر العالمية

تستمر التكنولوجيا في لعب دور عميق في تشكيل مشهد المخاطر العالمية. وقد برزت المخاوف بشأن الهجمات السيبرانية والاحتيال في البيانات بارزة مجدداً في الدراسة المسحية السنوية للمخاطر العالمية (GRPS)، والتي سلطت الضوء أيضاً على عدد من نقاط الضعف التكنولوجية الأخرى، حيث يتوقع نحو ثلثي المستطلعة أراؤهم ارتفاع المخاطر المرتبطة بالأخبار المزيفة وسرقات الهوية عبر الانترنت في عام 2019، في حين إن ثلاثة أخماس المشاركين أشاروا إلى مخاوفهم بخصوص فقدان خصوصية الشركات والحكومات.شهد العام الماضي خروقات وسرقات هائلة للبيانات، الأمر الذي كشف نقاط ضعف جديدة في الأجهزة. هذا وأشارت البحوث إلى استخدامات محتملة للذكاء الاصطناعي في تصميم هجمات إلكترونية أكثر فعالية. إلى ذلك قدم العام الماضي دلائل عدة على أن الهجمات السيبرانية تشكل مخاطر على البنية التحتية الحيوية، مما دفع الدول إلى تعزيز دراستها للشراكات عبر الحدود لأسباب تتعلق بالأمن القومي.يجب ألا تُنسينا أهمية التغييرات الهيكلية المختلفة التي تتشكل، الجانب الإنساني للمخاطر العالمية. فبالنسبة للعديد من الناس، يزداد القلق والوحدة والتعاسة يوماً بعد يوم، وتطال مشكلات الصحة العقلية نحو 700 مليون شخص حول العالم. أما التحولات المعقدة – الاجتماعية والتكنولوجية والمتعلقة بالعمل – فلها تأثير عميق على تجارب الناس الحياتية، ولعلّ القاسم المشترك هو التوتر النفسي المتعلق بالشعور بعدم السيطرة في مواجهة المجهول. تستحق هذه القضايا المزيد من الاهتمام، حيث أن تدني مستويات الراحة النفسية والعاطفية هي خطر بحد ذاته – ولها تأثير على المشهد الكلّي للمخاطر العالمية، ولا سيما من خلال التأثيرات على التماسك الاجتماعي والسياسي.تتعلق مجموعة أخرى من المخاطر التي يتم تضخيمها من خلال التحولات العالمية بمسببات الأمراض البيولوجية. بمعنى آخر، فإن التغيرات في طريقة حياتنا أدت إلى زيادة خطر حدوث تفشي مدمر بشكل طبيعي، وإن التكنولوجيات الناشئة تُسهم في تسهيل تصنيع التهديدات البيولوجية الجديدة وإطلاقها إما عن سابق إصرار، أو عن طريق الصدفة.ويرى التقرير أن العالم غير مستعد بتاتاً لأية تهديدات بيولوجية حتى البسيطة منها، الأمر الذي يجعلنا عرضة للتأثيرات الضخمة المحتملة على حياة الأفراد والرفاهية المجتمعية والنشاط الاقتصادي والأمن القومي. ويشير التقرير إلى أنه على الرغم من أن التكنولوجيات الحيوية الجديدة تعد بتقدم معجز، إلا أنها تخلق أيضاً تحديات مرعبة فيما يخص التحكم بالطبيعة – كما اتضح من المزاعم التي انتشرت العام الماضي بخصوص إنتاج أطفال معدلين جينياً ووراثياً.

ثلثا سكان العالم سيعيشون في المدن!

إن المدن سريعة النمو والآثار المستمرة لتغير المناخ تجعل الناس أكثر عرضة لارتفاع مستويات سطح البحر. وتشير التوقعات إلى أن ثلثي سكان العالم سيعيشون في المدن بحلول عام 2050، بينما اليوم يعيش نحو 800 مليون شخص في أكثر من 570 مدينة ساحلية معرضة لارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 0.5 متر بحلول عام 2050. يشكّل التمدّن حلقة مفرغة من المخاطر التي لا تجد لها حلولا، فهو يزيد عدد الناس والممتلكات في المناطق ذات المخاطر المحتملة الحدوث، ويؤدي في الوقت ذاته إلى تفاقم هذه المخاطر.فعلى سبيل المثال يؤدي التمدن إلى تدمير المصادر الطبيعية للقدرة على التحمل مثل غابات القرم الساحلية وزيادة الضغط على احتياطيات المياه الجوفية، وسيؤدي التمدن الكثيف إلى زيادة كمية الأراضي غير الصالحة للسكن. هذا ويحدد المنتدى ثلاث استراتيجيات رئيسية للتكيف مع ارتفاع مستوى سطح البحر: تشمل الأولى المشاريع الهندسية لاستبقاء المياه، والثانية الدفاعات القائمة على الطبيعة، والثالثة الاستراتيجيات القائمة على الأفراد، مثل نقل الأسر والشركات إلى أماكن أكثر أماناً، والاستثمار في رأس المال الاجتماعي لجعل المجتمعات المعرضة لخطر الفيضانات أكثر تحملاً.يركز التقرير في قسم الصدمات المستقبلية مجدداً على احتمالية النتائج الهائلة للمخاطر الصُغرى والتي قد تؤدي إلى تدهور كبير وتتسبب في تبلور مخاطر متتالية وبسرعة هائلة. إن كل واحدة من الصدمات العشرة التي يطرحها التقرير ليست توقعات، وإنما هي سيناريوهات لبعض المخاطر التي قد تطرأ، ودعوة جماعية للتفكير الإبداعي في المخاطر و”توقع ما هو غير متوقع”. ومن المواضيع التي تم تناولها هذا العام، التشفير الكمّي، والشعوبية النقدية، والحوسبة العاطفية، وانتهاء حقوق الإنسان.أما في قسم إعادة تقييم المخاطر، يشارك الخبراء أفكارهم حول كيفية إدارة المخاطر. وفي تقرير هذا العام، يناقش جون غراهام وزن المقايضات بين المخاطر المختلفة، ويكتب أندريس تيلسيكيك وكريس كليرفيلد عن الكيفية التي يمكن للمديرين من خلالها التقليل من مخاطر الفشل النظمي في مؤسساتهم. وفي قسم الإدراك المتأخر، يعاد النظر في ثلاثة من الموضوعات التي تناولتها التقارير السابقة، وهي الأمن الغذائي، والمجتمع المدني، والاستثمار في البنية التحتية.

يورونيوز

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post تشكيل حكومة إقليم كردستان: عملية بطيئة بشكل خطير
Next post حان الوقت لبلورة قناة خلفية لإجراء محادثات جدية بين السعودية والحوثيين