الإرهاب يضرب مجددا في اسبانيا

Read Time:2 Minute, 53 Second

د.عبد الحفيظ عبد الرحيم محبوب

 أستاذ بجامعة أم القرى بمكة

 شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_في أحد أكثر الشوارع في جادة لاس رامبلاس ازدحاما، إذ تمتلئ دوما بالسياح حتى منتصف الليل، وهي ثالث أكبر بلدان العالم جذبا للسياحة، وبدت اسبانيا كهدف محتمل لداعش إذ ذكرتها مواقع جهادية لأسباب تاريخية، حيث كانت معظم أراضيها تحت الحكم الإسلامي قبل مئات السنين، لكن تكتمت السلطات وفي نفس الوقت لم تعلن عن اعتقال إرهابيين مشتبه بهم خشية تأثر السياحة في اسبانيا، رغم ذلك تعلن وزارة الداخلية أنها تمكنت من توقيف أكثر من 180 إرهابيا منذ يونيو 2015 حين رفعت مستوى الإنذار لأربعة من أصل خمسة في عملياتها الداخلية والخارجية.وبعد أن استخدمت المركبات في عدة حوادث إرهابية في أوربا أخيرا من بينها مجزرة قتل فيها 86 شخصا في مدينة نيس الفرنسية في 2016، واسبانيا بعيدة إلى حد كبير عن مثل حوادث عنف متشدد كالتي ضربت فرنسا وبلجيكا وألمانيا خلال الأشهر الأخيرة، لكن يبدو أن الإرهاب وصل اسبانيا في برشلونة في 17/8/2017 في هجوم عنيف بشاحنة فان أسفر عن مقتل 13 شخصا وأكثر من 50 مصابا.هذا الهجوم الذي تتعرض له اسبانيا في برشلونة هو ثاني هجوم بعد هجوم تعرضت له اسبانيا عام 2004 إذ أسفر هجوم بالقنابل المليئة بالشظايا في أربع قطارات مدريد عن مقتل 191 شخصا في اعتداء تبناه متشددون مرتبطون بتنظيم القاعدة.داعش تعمل بكامل طاقتها بعدما انتقلت من مرحلة التمكين إلى مرحلة شوكة النكاية تعتمد على ما يسمى بالذئاب المنفردة أو الخلايا النائمة، وبدأت تتجه بعدما فقدت السيطرة المكانية إلى مرحلة جديدة من الانتشار وصناعة مساحة واسعة من الخطر يصعب تتبعها مخابراتيا.استغرق المفكرون والمتخصصون في محاربة الإرهاب في دراسة كيفية غسل الأدمغة التي تتبعها داعش وبقية الجماعات الجهادية التي تمتلك درجة احترافية عالية من تجنيد الشباب، حتى أصبحت مثل هذه التنظيمات تمتلك درجة احترافية عالية جدا يصعب على المخابراتي تتبعها، لأنهم أصبحوا أمام أشخاص محترفين لديهم القدرة على تجنيد شريحة من الشباب.الحديث عن الشباب في المجتمع الأوربي من المواضيع الجوهرية على مستوى المجتمع المدني، خصوصا وأنهم دخلوا مرحلة ما بعد الحداثة والعولمة من أجل بناء فضاء اجتماعي ثقافي مشترك، وهناك تساؤل لماذا لم يستطيع المجتمع إيجاد جيل منفتح متزن ناضج، فيما أن الشباب ليس لديه حد أدنى من الثقافة رغم أنه يتقن التعامل مع التكنولوجيا.هذه الشريحة من الشباب التي تمر إلى العمليات الإرهابية يغيب عنده الفكر المتزن والانتماء إلى البلد الذي يعيش فيه، هذا المزاج يراه من المستحيلات بسبب أنهم جيل مبني على الاستهلاك، ويعتبر الموت جزء من الاستهلاك حتى يصل إلى مرحلة الوجود.يسمى هذا الجيل بالتيار الجديد وهو موجود كذلك عند الانجيليين حتى يصلوا إلى الحياة الحقيقية، لكن الوسائل تختلف، لذلك من أجل الوصول إلى الحياة الحقيقية لديهم اهتمام بالبعد العنفي وكأنه أفضل طريق توصلوا إليه للحصول على القيم العليا وهي الجنة ولا معنى للحياة إلا بعد الموت والموت هو التذكرة وليس له مكان في هذا الوجود وعليه أن يمحي من وجوده كل شخص ضد مشروعه الذي يريد أن يقوم به.العمل العسكري والاستخباراتي والأمن الوقائي والموحد جميعها مسارات موازية لكن يجب اللجوء إلى مخاطبة الشباب بخطاب إنساني الذي تدعو له كافة الأديان لبث المفاهيم الصحيحة ووقف هذا الجنوح الجنوني في الانخراط في النشاطات المسلحة التي تضرب كثير من بلاد العالم.المسارات متعددة في مواجهة الإرهاب، لابد أن تكون هناك عملية استنفار عالمية في وقف التمويل وحصار وعقاب كل من يمول ويدعم من خلف ستار منظمات جهادية، وبعد قمة الرياض التي ضمت لأول مرة في التاريخ اجتماع عربي إسلامي أمريكي، تبعها أول مقاطعة لدولة قطر التي اتهمت بأنها تمويل وتدعم جماعات جهادية إلى جانب خطوات أخرى في مواجهة النفوذ الإيراني الذي يدعم الجماعات المتطرفة السنية والشيعية.

_…شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post هورست سيهوفر يتفق مع ميركل بشأن اللاجئين
Next post احرقوا فكر داعش ثم استقيموا