مكافحة الإرهاب في بلجيكا…تنامي اليمين المتطرف

Read Time:5 Minute, 18 Second

بقلم بسمه فايد

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_تعكس بلجيكا توجها سائداً في أوروبا. “فأزمة اللاجئين أو المهاجرين” أدت في كثير من دول الاتحاد الأوروبي إلى نشأة أحزاب معارضة شعبوية يمينية مثل فرنسا وهولندا والدنمارك والسويد أو ألمانيا. وفي بعض الدول يشارك الشعبويون اليمينيون في الحكومة مثل بلجيكا وفنلندا والنمسا أو اليونان. وفي عدد من دول الاتحاد الأوروبي تمثل الأحزاب الشعبوية اليمينية الحكومة برمتها على غرار بولندا والمجر وتشيكيا أو مؤخرا في إيطاليا. ويقول ” شتيفان لينه” خبير الشؤون الأوروبية في بروكسيل وفقا لـ “DW”فى 20يوليو 2018 أنه بات واضحا أن أزمة الهجرة هي جزء من أبجدية عمل الأحزاب الشعبوية. “وجدت هنا موضوعا يثير مشاعر كبيرة واستقطابا قويا ولا تبتعد عن هذا الموضوع”.

أبرز جماعات اليمين المتطرف فى بلجيكا

تناول المركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات تقريرا فى 12 يونيو 2019 عنوانه ” مخاطر اليمين المتطرف في أوروبا …بلجيكا وتنامي التيارات الشعبوية ” كشف فيه عن أبرز الجماعات المتطرفة كما يلي:

الحزب القومي الفلامنكي : كان اسمه “الكتلة الفلمنكية” تتصاعد في الحزب نزعات الاستقلال عن الاتحاد الاوروبى  و أظهر استطلاع للرأي ارتفاع شعبية حزب المصلحة الفلمنكية من (5.88% ) حصل عليها في انتخابات البرلمان عام 2014 إلى (9.7%) ، شهد تراجعا كبيرا مع هجرة ناخبيه إلى معسكر الحزب القومي “التحالف الفلمنكي الجديد” . وتطالب الأحزاب الفلمنكية بإصلاحات دستورية جذرية في هياكل الدولة، بإعطاء صلاحيات أوسع للجهات في ميادين التشغيل والتأمين الاجتماعي والضرائب، ووقف الهجرة وتعديل نظام المعاشات وتوفير الميزانية على حساب الخدمات الاجتماعية، وهو تخوف تخشاه الأحزاب الفرانكفونية خصوصا وأن جزءًا كبيرا من الإعانات الاجتماعية والتأمين الصحي تدفعه المنطقة الفلمكنية ومن أبرزالقيادات :

  • حركة “بيغيدا” :جماعة بلجيكية معروفة بعدائها للمهاجرين، خرج نحو (200) شخص من الجناح الفلامني فى مارس 2015 ضد اسلمة الغرب ،  و”سوء استغلال” حق اللجوء، الى ميدان مدينة أنتيروب على الرغم من حظر المسيرة من رئيس البلدية، وتحصل عبر قنوات التواصل الاجتماعي على تأييد كبير ومتعاطفين بين أوساط مثقفين، وأكاديمين،ويعتبرون الديمقراطية مبدئيا مكسبا ايجابيا، أكدت اللجنة البرلمانية المكلفة بمراقبة عمل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية ، إن الفكر المتشدد أصبح أكثر حضورا في الجيش البلجيكي ، وألمح التقرير إلى أن التهديدات الثلاثة، التي يواجهها الجيش، تتمثل في التشدد الإسلامي، واليمين المتشدد.
  • حزب “المصلحة الفلمنكية” : حقق حزب “المصلحة الفلمنكية” اليميني المتطرف وفقا لـ”الأناضول” في 25 مايو 2019 فى نتائج قوية في انتخابات برلمان الإقليم الفلمنكي ببلجيكا؛ حيث حصل على أصوات تزيد بنحو(3 ) أمثال تلك التي حصل عليها في انتخابات 2014.و حصل حزب المصلحة الفلمنكية على (18.2% ) من الأصوات.ويعد الإقليم الفلمنكي، من أكبر الأقاليم من حيث عدد السكان؛ حيث أن قرابة (60% ) من سكان بلجيكا يعيشون فيه.
  • الدروع والأصدقاء”: جماعة يمينية متطرفة في بلجيكا،  تخاطب  المجموعة فئات مختلفة في المجتمع بما فيها “اليمين المحافظ” وغير الداعمين للعنف، بالإضافة إلى داعمي العنصرية والنازية.
  • الياقات البيضاء” : مجموعة يمنية متطرفة تدعو إلى حيازة اسلحة بطريقة قانونية او طرق اخرى، والتدرب على استخدامها والرماية بها ضد الأجانب واللاجئين .
  • منظمة شيلد آند فريندز : مؤسسها “دريس فانلانجتهوف” وتدرس الاستخبارات البلجيكية دراسة إمكانية إضافة “دريس” إلى لائحة الإرهاب.

اليمين المتطرف وتشكيل مجموعات مراقبة مدنية

وصل عدد الشكاوى حول حوادث العنصرية وفقا لمركز تكافؤ الفرص ومكافحة العنصرية في العاصمة البلجيكية ، نقلا عن “الشرق الأوسط” فى 9 يوليو 2019 إلى ما يقرب من (7500) شكوى ضد العنصرية خلال عام 2018. وكذلك تعامل المركز مع تنامي منظمات ذات صلة باليمين المتشدد ومنها منظمة “الدرع والأصدقاء”، ودخل المركز طرفاً في دعوى قضائية ضد أنشطة ودعوات هذه المنظمة على وسائل الإنترنت.وقررت السلطات البلجيكية وفقا لت”الشرق الأوسط” فى 26 أكتوبر 2018  توسيع لائحة الإرهاب، التي تصدر عن مركز تحليل المخاطر الإرهابية وإدارة الأزمات في بلجيكا، ولن تقتصر فقط على المتشددين الإسلاميين أو الذين تورطوا في الذهاب إلى مناطق الصراعات في سوريا والعراق للقتال في صفوف “داعش”. وتقرر إضافة (7) أشخاص من أنصار اليمين المتشدد . تم إدراج أسماء نحو (20) متشددا من اليمين المتطرف واليسار المتطرف قائمة المراقبة الخاصة بجهاز تنسيق وتحليل التهديدات الإرهابية.وأثارت قلق أجهزة الاستخبارات الأمنية البلجيكية، خصوصا أن هؤلاء قاموا بتشكيل مجموعات تقوم بعمليات مراقبة مدنية على تصرفات المواطنين في الأحياء التي يعيشون فيها في عدة مدن مثل أنتويرب وبروكسل ولوفان وليغ، كما أن لديها ميولا للتصرف بشكل عنيف ضد المهاجرين، خصوصا ضد مراكز إيواء اللاجئين والمساجد وغيرهما.

اليمين المتطرف فى بلجيكا يسلح عناصره

كشف تقرير للاستخبارات البلجيكية وفقا لوكالة “الأناضول” فى 22 مارس 2019 أن اليمين المتطرف في أوروبا الغربية بدأ بتغيير نمط أنشطته، وأن قيادات بعض مجموعاته المتطرفة بدأت بأمر عناصرها بالتدريب على الرماية وحيازة أسلحة بطرق قانونية أو غير قانونية. بالإضافة إلى تغييرات جذرية في بنيته.ولفت التقرير إلى أن أنصار اليمين المتطرف لا يخفون إعجابهم بالنازية، وأنهم يتبنون العنف. ونوه التقرير بأن وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت صعدت من خطابات اليمين المتطرف، وباتت وسائط مهمة في الدعاية وكسب مؤيدين جدد.وتقول “ماهينور أوزدمير”  النائبة المستقلة في البرلمان البلجيكي إن الياقات البيضاء التي يتم الحديث عنهم في اليمين المتطرف يتألف من خريجي جامعات وشباب يشبهون في ملبسهم، النازيين الجدد.وأضافت أن هؤلاء تبرز لديهم بشكل أكبر خطابات الهوية.وتابعت “العنصرية وصلت إلى درجة مختلفة عن العنصرية التقليدية. ومع الأسف هناك مؤيدون لها. يبرزون خطابات مثل المسيحية والفلمنكية الأصلية”.

تنامى أحزاب اليمين المتطرف البلجيكية داخل البرلمان الأوروبي

والمفارقة أيضاً أن بلجيكا، وفيها بروكسل، عاصمة القرار الأوروبي ومقر المؤسسات الأوروبية، صوتت لصالح الحزب القومي الفلماني بنسبة أكبر، حيث حصد “فلامس بيلانغ” نحو (8%) من الأصوات الإضافية مقارنة بانتخابات 2014، وصار للأحزاب اليمينية البلجيكية (6) مقاعد في البرلمان ، وفقا لـ”يورونيوز” فى 27 مايو 2019.

الخلاصة

ارتفعت أسهم خطاب أحزاب اليمين المتطرف والتيارات الشعبوية في بلجيكا ، مستفيدة من تعثر الأحزاب التقليدية في التعامل مع معضلات بلجيكا الاجتماعية المتعلقة بالعمالة والبطالة والأمن والاختلالات الاقتصادية، والتي لطالما ربطت بظاهرة الهجرة والتخبط في استقبال المهاجرين وفق سياسة الحدود المفتوحة.وحصد اليمين المتطرف مزيدا من الأنصار في كل مرة كان الإرهاب يضرب بلجيكا . ووسّعت جماعات اليمين المتطرف من حضورها داخل المجتمع البلجيكى  لتنمية ظاهرة الإسلاموفوبيا.ولا يستبعد  أن يقوم اليمين المتطرف بتنفيذ هجمات في هذا الصدد نتيجة انتشار ما يعرف بمجموعات مدنية للتفتيش والمراقبة في أحياء بعض المدن الكبيرة من جانب عناصر تابعة لليمين المتشدد في إطار حملة تحمل عنوان “الحماية من المهاجرين واللاجئين “. ومع جود علاقة بين تنامي العنصرية، وصعود اليمين المتشدد  أصبح من المحتمل تزايد خطابات الكراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت، وأيضاً خطابات تحض على العنصرية والعنف.

التوصيات

 لذلك ينبغى مراقبة السلطات البلجيكية  لمجموعات اليمين المتطرف ورصد التصرفات العنصرية . ورصد  الحملات الدعائية على مواقع التواصل الاجتماعي لعناصر اليمين المتشدد. حذف خطابات الكراهية والتعليقات العنصرية من مواقع التواصل الاجتماعى.البحث عن آليات جديدة من أجل منع استقطاب الشباب إلى الأفكار العنصرية . تخلص الأحزاب السياسية من العناصر المتطرفة بين صفوفها .

الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post إيران تطوّر قدرة دفاعاتها الجوية تمهيداً لدور إقليمي محتمل
Next post هجوم وانتقادات على جوني ديب بسبب ديور