العصر الذهبي للعلوم عند العرب المسلمين

Read Time:9 Minute, 29 Second

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_تعرف الفترة ما بين القرن السابع والقرن الثالث عشر باسم العصر الذهبي الإسلامي، ففي هذا العصر أسس الخلفاء العباسيون مدينة بغداد التي أصبحت مركزًا للتعلم ولتجمع العلماء والفلاسفة وغيرهم من المفكرين والباحثين، ولقد قام كل من هارون الرشيد وابنه المأمون بتأسيس دار الحكمة في بغداد التي كانت تختص بالعلوم، ولقد قام العلماء بترجمة الأعمال اليونانية العلمية إلى العربية من أجل إدخال المعرفة اليونانية مثل مؤلفات أرسطو إلى العالم العربي، ولقد استطاعت الأسرة العباسية نشر العلم والمعرفة عن طريق تقنية الطباعة التي نقلوها عن الصينيين، فخلال تلك الفترة تمكن العلماء المسلمين من التقدم الملحوظ في العديد من المجالات العلمية، وفيما يأتي سيتم الحديث عن العلوم في الإسلام، وأشهر علماء المسلمين واختراعاتهم.
العلوم في الإسلام
قبل الحديث عن أشهر علماء المسلمين واختراعاتهم لا بد من التحدث عن العلوم في الإسلام ونظرته إليها، إذ يعد مفهوم العلم في الإسلام مفهومًا واسع المجال، ففي القرن الثامن استطاع العرب تقديم الرسائل العلمية اليونانية إلى العالم الناطق بالعربية، وفي القرن التاسع قام العلماء بالتجول في كافة أنحاء العالم الإسلامي حاملين كتبهم وأفكارهم، الأمر الذي أدى إلى مشاركة العلماء المسلمين من جميع أنحاء العالم العربي في تطور العلوم، ولم يقتصر العلم على المجالات العلمية البحتة كالفيزياء والكيمياء بل كان المسلمون يبحثون في علم الفقه والقانون، وكان منبع دراسة هذين المجالين من المعرفة الصحيحة للقرآن والسنة، فمن أجل تحديد الآثار القانونية للمصادر النصية للإسلام بشكل علمي قام العلماء باتباع أربعة مبادئ وهي كالآتي:[٢] القرآن الكريم. السنة النبوية. إجماع علماء القانون باسم المجتمع بأكمله. المبدأ المعروف باسم العقل البشري. ومع ذالك لم يستطع العلماء المسلمين النهوض بالثورة العلمية كما فعل الأوروبيون، ولقد عزا بعض الباحثين هذا الأمر إلى اهتمام علماء المسلمين بالمتافيزيقيا والتصوف في الوقت ذاته الذي انشغل به الأوروبيون في تطوير العلوم الفيزيائية الحديثة.
أشهر علماء المسلمين واختراعاتهم إن للإسلام تاريخًا ذهبيًا في أغلب مجالات العلوم، ويعد القرآن العقيدة الأساسية للإسلام، فقد كان العلماء المسلمون على ثقة يقينية بأن المعلومات في القرآن مصدرها الله عزّ وجل، ولقد تبين أمر الله تعالى للمسلمين بالدراسة والبحث عن المعرفة من خلال نصوص القرآن الكريم وسنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا الأمر الذي دفع المسلمين إلى الارتقاء في مجالات العلوم والطب والكيمياء والرياضيات والفلك والفلسفة والفن والهندسة المعمارية وغيرها، واستمروا في البحث والدراسات حتى تعمقوا في هذه المجالات بشكل كبير وتركوا وراءهم آلاف الكتب والمؤلفات في العديد من الفروع العلمية، وفيما يأتي سوف يتم الحديث عن أشهر علماء المسلمين واختراعاتهم
محمد بن موسى الخوارزمي

 وهو عالم رياضيات مسلم، ولد عام 780 ميلادي، وهو الذي صمم علم الجبر، ويقال في الترجمة اللاتينية أنه قام بنقل الأرقام العربية وعلم الرياضيات إلى أوروبا، كما قام الخوارزمي بتطور الجيب وجيب التمام والجداول المثلثية، ولقد كان كتابه الشهير “حساب الجبر والقبلة” يدرس في الجامعات الأوروبية حتى القرن السادس عشر، كما قام بوصف ستة أنواع أساسية من المعادلات الرياضية، ووضع مفهوم الصفر ونظام المواقع العشرية، وفي عهد المأمون كان له دور مع مجموعة من العلماء برسم أول خريطة للعالم.

أبو الريحان البيروني

 قام العالم الفيزيائي الشهير البيروني بتحديد كثافة 18 نوعًا من الأحجار الكريمة، وهو الذي أسس القاعدة التي تنص على أن الكثافة المحددة لجسم ما تتناسب مع كمية الماء التي تحركه، كما قام بتفسير سبب خروج الماء من الآبار الإرتوازية، وكتب كتابًا خاصًا عن الظلال وتسميتها والظواهر الغريبة لها، وفسر استخدامات الظلال في الأجهزة المختلفة كالإسطرلاب وفي حل بعض الأمور الفلكية وتحديد أوقات الصلاة للمسلمين، كما قام البيروني بدراسة الإحداثيات القطبية وعلم توازن الموائع، وقام بتحديد النسب بين كثافات الذهب والزئبق والرصاص والنحاس والبرونز والفضة والحديد والقصدير.
أبو علي بن سينا

يعد ابن سينا من أفضل الأطباء في التاريخ، فلقد قام بتأليف كتاب “القانون في الطب” الذي كان يعد كتابًا نمودجيًا في أوروبا لأكثر من 700 عام، وكتب أيضًا “كتاب الشفاء” الذي يختص بعلم الأدوية والصحة العامة، ولقد قام ابن سينا أيضًا بكتابة 246 كتاب، ولقد استطاع الكشف عن طريقة انتشار الأمراض عن طريق الماء والتربة، والعلاقة ما بين علم النفس والصحة، كما قام بتحديد أكثر من 760 دواءً مختلفًا، وعرف عنه وصفه لالتهاب السحايا ومساهمته في علم التشريح والأمراض النسائية وصحة الأطفال.

أشهر علماء المسلمين واختراعاتهم في مجال الكيمياء

 بعد أن سقطت الإمبراطورية الرومانية الغربية، انتقل تركيز البحث والمعرفة في مجال الكيمياء إلى الخلافة والحضارة الإسلامية، وكانت الكيمياء الإسلامية موثوقة بشكل كبير في ذلك الوقت، فكان هنالك العديد من العلماء المسلمين الباحثين في مجال الكيمياء، وفي ما يأتي بعض أشهر علماء المسلمين واختراعاتهم أو اكتشافاتهم في الكيمياء:

خالد بن يزيد

 يعد خالد بن يزيد الكيميائي المسلم الأول، وذكر بأنه درس الكيمياء في الإسكندرية، ووفقًا لابن النديم وحاجي خليفة فهو المؤلف للعديد من المصنفات في مجال الكيمياء مثل: كتاب الخرازات، وكتاب الصحيفة الكبير وكتاب الصحيفة الصغير وفردوس الحكمة.

جابر بن حيان

 لقد ذكر بأنه ولد في إيران، وكان خبير الكيمياء في بلاط الخليفة هارون الرشيد، ولقد كان له الكثير من الأعمال في الكيمياء لدرجة أنه يصعب تصديق كتابته لها كلها، فهنالك بعض المشككين في صحة نسبة كتبه، ومن بعض أعماله؛ كتاب الرسائل السبعين، وكتاب التصحيح، ويعرف ابن حيان بأنه أبو الكيمياء، فلقد وضع أقدم تصنيف منهجي للمواد الكيميائية، وكتب أقدم تعليمات معروفة لاشتقاق المواد غير العضوية بالوسائل الكيميائية

أشهر علماء المسلمين واختراعاتهم في مجال الفلك

 يعد علم الفلك فرعًا رئيسيًا في العلوم الإسلامية، فقد بذل العلماء المسلمين جهدًا في دراسة طبيعة الكون، وقد قدم العلماء المسلمين هذا الجهد في سبيل علم الفلك لأسباب عديدة مثل: تحديد اتجاه القبلة للصلاة، وتوقع الأحداث التي تؤثر على حياة الإنسان، واختيار الأوقات المناسبة للحروب أو إنشاء المدن، وفي ما يأتي بعض أشهر علماء المسلمين واختراعاتهم واكتشافاتهم في مجال الفلك

البتاني: قام البتاني بتحديد طول السنة الشمسية بدقة، وساهم في اكتشاف الطاولات الفلكية التي استخدمت في التنبؤ بحركات الشمس والقمر والكواكب في السماء

. الزرقلي: قام الزرقلي بتطوير الإسطرلاب ليقوم بتحديد المواقع بدقة أكبر، كما اكتشف أن أوج الشمس يتحرك ببطء بالنسبة للنجوم الثابتة.

الطوسي: قام الطوسي بجعل علم المثلثات منفصلًا بحد ذاته، وقام بتجميع أدق تفاصيل الجداول الفلكية المتاحة في ذلك الوقت، كما قام بتغيير مهم في منهج بطليموس السماوي

أشهر علماء المسلمين واختراعاتهم في الجغرافيا

 يرجع تاريخ رسم الخرائط والجغرافيا إلى ما بين القرن الثامن والقرن السادس عشر، أي خلال العصر الذهبي الإسلامي، فقد حقق العلماء المسلمون تقدمًا كبيرًا في رسم الخرائط، ولقد قسمت الجغرافيا الإسلامية إلى عدة مجالات رئيسة وهي: الاستكشاف والملاحة والجغرافيا الطبيعية ورسم الخرائط والجغرافيا الرياضية، وفي ما يأتي أشهر علماء المسلمين واختراعاتهم في الجغرافيا
الإدريسي: قام الإدريسي برسم أطلس في عام 1154، حيث دمج معرفة قبل التجار العرب والمستكشفين بإفريقيا والمحيط  الهندي والشرق الأقصى ومعلوماته الجغرافية لرسم الخريطة الأكثر دقة للعالم في العصر ما قبل الحديث

. الكاشجري: قام الكاشرجي في القرن الحادي عشر برسم أول خريطة فريدة للعالم الإسلامي، ووضع بحيرة إيسيك كول مركزًا للعالم

. ابن بطوطة: قام ابن بطوطة بكتابة رحلته التي دامت ثلاثة عقود والتي تغطي أكثر من 120 ألف كم من شمال إفريقيا وجنوب أوروبا ومعظم آسيا.

أشهر علماء المسلمين واختراعاتهم في مجال الطب

لقد تم تطوير الطب في العصر الذهبي الإسلامي، وفي الفترة ما بعد الكلاسيكية كان الطب الإسلامي هو الأكثر تقدمًا في العالم، إذ إنه جمع بين كل من الطب اليوناني والروماني والفارسي والتقاليد الهندية القديمة، كما عمل على تحقيق العديد من التقدمات والتطورات، وما زالت كتابات أشهر علماء المسلمين واختراعاتهم في الطب تهم الأطباء حتى اليوم، وكانت ممارسة الطب في البداية مرتكزةً على مبدأ التقوى والإيمان والتوكل، ولكن قام ابن خلدون في القرن الرابع عشر بتقديم كتاب خاص لفصل مفاهيم الطب عن الدين، وفي ما يأتي بعض أشهر علماء المسلمين واختراعاتهم في مجال الطب:

ابن الهيثم: لقد عمل ابن الهيثم على تطوير طب العيون مما جعله أكثر فروع الطب نجاحًا في ذلك الوقت، فلقد وضع نظريته معتمدًا على وصف تشريح العين، فشرح كيفية تكون الصور عن طريق انكسار الأشعة الضوئية عند انتقالها بين وسطين يختلفان في الكثافة.

علي الطبري: لقد قام الطبري بكتابة أول موسوعة للطب في اللغة العربية باسم فردوس الحكمة الذي شرح فيه حالات الأمراض المختلفة والأدوية والأعشاب المستخدمة لعلاجها، كما كان الطبري رائدًا في مجال تنمية الطفل، وأكد على وجود روابط قوية بين علم النفس والطب والحاجة إلى العلاج النفسي والاستشارة كجزء من العلاج.

محمد بن سعد التميمي: كان التميمي مشهورًا بمهارته في تركيب الأدوية وخاصةً في تصنيع الترياقات المضادة للسموم، كما توسع التميمي في دراسة خصائص النباتات والمعادن، ولقد قام العديد من الأطباء في ذلك الوقت بالاستشهاد بأعماله التي فُقدت عبر السنين.

محمد بن زكريا الرازي: تنوع الرازي في معرفته بالعلوم في العصر الذهبي الإسلامي كغيره من مشاهير العلماء المسلمين، فقد كان طبيبًا وفيلسوفًا وعالم كيمياء، وكان الرازي من العلماء الذين أكدوا على أهمية علاج كل حالة على حدة، كما أكد على تأثير النظام الغذائي والنظافة والمناخ على الصحة، واعترف بقيمة الوقاية وأهمية الحذر أثناء التشخيص.

أشهر علماء المسلمين واختراعاتهم في الرياضيات

 لقد تم الاعتماد في تطوير الرياضيات على الرياضيات اليونانية والهندية خلال العصر الإسلامي الذهبي، ولقد شملت التطورات في علم الرياضيات ما يتعلق بالهندسة وعلم المثلثات والجبر والكسور العشرية، ولقد اشتهر الخوارزمي الذي تم التحدث عنه سابقًا بدوره في تطور علم الرياضيات، ولقد نقلت الاكتشافات والاختراعات الإسلامية في هذا المجال إلى أوروبا خلال القرنين العاشر والحادي عشر، وفي ما يأتي سيتم ذكر أشهر علماء المسلمين واختراعاتهم أو اكتشافاتهم في مجال الرياضيات:

عمر الخيام: يعد عمر الخيام عالم رياضيات فارسي وعالم فلك، اشتهر بإنجازاته العلمية ومن أهمها الرباعيات، فلقد وجد طريقة الحل المنهجي للمعادلات التكعيبية.

نصر الدين الطوسي: ساهم نصر الدين الطوسي بشكل كبير في اكتشاف قانون الجيب للمثلثات الكروية.

ثابت بن قرة: وهو عالم رياضيات معروف بإنجازاته في علم الإحصائيات ومعرفته بعلم الفلك.
أشهر علماء المسلمين واختراعاتهم في الفيزياء

تطورت الفيزياء كثيرًا خلال العصر الذهبي الإسلامي، فقد بدأت دراسة الفيزياء في العالم الإسلامي في مصر والعراق، ولقد اهتم العلماء المسلمين بدراسة العديد من مجالات الفيزياء كالبصريات والميكانيكا والديناميكا وقوانين الحركة، ولقد اشتهر ابن الهيثم في مجال العدسات ولقد تم الحديث عنه في أشهر علماء المسلمين واختراعاتهم في مجال الطب وفي ما يأتي أشهر علماء المسلمين واختراعاتهم:

 ابن سهل: هو عالم رياضيات وفيزيائي من بغداد، كتب ابن سهل مقالة عن المرايا والعدسات المنحنية، كما قام باكتشاف قانون الانكسار، واستخدم هذا القانون لفهم أشكال العدسات التي تركز الضوء دون انحرافات هندسية والتي تعرف باسم العدسات اللاصقة.

تقي الدين: لقد رفض تقي الدين الاعتقاد السائد في ذلك الوقت بأن العين هي مصدر الضوء، وأوضح بأنه لو كانت العين تصدر الضوء بسرعة ثابتة فقد تستغرق رؤية النجوم وقتًا طويلًا جدًا بسبب بعدها، لذلك يجب أن تكون النجوم هي من ترسل الأشعة إلى الأعين وليس العكس

. ابن باجة: أوضح ابن باجة بأن هنالك ردة فعل لكل قوة، مع عدم تحديده بأن هذه مقدار ردة الفعل مساوية لمقدار القوة، وقد كان اقتراح ابن باجاه نسخة مبدئية لقانون الحركة الثالث الذي ينص على أن لكل فعل ردة فعل مساوية له بالمقدار ومعاكسة له بالاتجاه.
تعليم الطب في العصر الإسلامي الذهبي

 لقد أنشأ المسلمون نظامًا شاملًا للتعليم الطبي في العصر الإسلامي الذهبي، والذي ركّز على تعليم العديد من المجالات الطبية مثل علم العقاقير وعلم التشريح ووظائف الأعضاء، ولم يكتفوا بالتركيز على المادة النظرية من خلال التعليم فقط، بل فرضوا التدريب على الطلبة بعد ذلك من خلال التدريب السريري، الذي شمل حضور محاضرات سريرية والقيام بفحوصات بدنية وجولات في أجنحة المستشفيات، وبعد الانتهاء من التدريب العملي كان على الطلبة اجتياز مرحلة من الامتحانات الشفوية والعملية من أجل الحصول على رخصة مزاولة المهنة، ولم يكن الطب في تلك الفترة مجرد مهنة أو علم بل كان اعتقادًا دينيًا وسلوكيًا، ولقد كانت المستشفيات المتقدمة موجودة في جميع أنحاء العالم العربي، بحيث كانت المستشفيات شديدة التنظيم، تقوم بالارتكاز على مناهج محددة، بحيث لا يوجد تفريق جنسي أو اجتماعي أو اقتصادي في علاج المرضى، وكانت هنالك سجلات طبية مفصلة للاحتفاظ بمعلومات المرضى وحالاتهم، كما تم إنشاء مستشفيات صغيرة متنقلة تهدف لخدمة المناطق البعيدة ومواقع الحروب في ذلك العصر

weziwezi

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post النمسا ….سبل تعزيز وقاية الشباب من التطرف
Next post ما الذي تخطط له إيران في دير الزور؟